|
فضائيات مجرد سعي إذاعة مونتي كارلو لإقامة هذه الحملة الإعلانية الكبيرة في سورية فهذا يعني أن هذه الإذاعة أدركت المأزق الذي أصبحت تعاني منه هي, ومثيلتها إذاعة الـ (BBC) . بالعودة إلى عشرين سنة خلت فقد كانت إذاعة دمشق والتلفزيون السوري بـ ( نشرة الثامنة والنصف ) إضافة إلى كل من إذاعتي مونتي كارلو والـ (BBC) من أهم مصادر الخبر في سورية , لكن بعد عصر الفضاء ودخول موجات الـ F M تغير المشهد وأصبح للمحطات الجديدة مستمعوها وجماهيرها و لازلت أذكر أن أحد الفلاحين في قريتنا اشترى (راديو) صغيراً جديداً يحتوي على موجة FM متخليا عن مذياعه القديم الذي لا يحتوي إلا على الموجات القصيرة والمتوسطة ! أما بعد إقلاع البث الفضائي في التسعينات فأصبح للمهتمين والمتابعين للشأن السياسي محطات سياسية كثيرة وأصبح بإمكان البعض المشاركة في برامجها عبر الاتصال بالهاتف وإرسال الرسائل بـ (الإيميل) , إضافة إلى المشاركة التفاعلية وإلى ما هنالك من وسائل اتصال حديثة . وبالعودة إلى إذاعة مونتي كارلو فإن القائمين عليها لا يخفون أنها فقدت الكثير من بريقها في سورية خصوصا أنها لا تبث على موجة الـ FM وبحسب كريستين أوكرنت المسؤولة عن الإعلام الخارجي السمعي والبصري في فرنسا فإن الخطة الفرنسية الجديدة تعمل على دعم كل من إذاعة مونتي كارلو الدولية وقناة فرانس 24 الفضائية الناطقة بالعربية . وهنا لا بد من ذكر هذه الطرفة التي جرت بيني وبين مذيع مونتي كارلو وليد عباس عندما قدم إلى دمشق في العام 1999 وكنت في حينها محرراً في إذاعة دمشق وكان متحمسا لأن تحصل مونتي كارلو على رخصة بث على موجة الـ FM ولم تنجح المحاولة فقلت له :» لديكم بث على الموجات الفضائية وعلى الموجة المتوسطة « فقال :» نسامحهم بالبث الفضائي وبالبث على المتوسطة إذا سمحوا لنا بالبث على موجات الـ FM « ومن هنا تنبع أهمية البث على موجات الـ FM الخالية من التشويش والتي أصبحت تسمع على الهاتف الجوال بسهولة أما البث على الموجة المتوسطة فقد أصبح اليوم أشبه بالبث التلفزيوني الأرضي فالكثير من المشاهدين لم يصدقوا أنهم ارتاحوا من تثبيت (الأنتيل) أو تحريكه قياساً إلى سهولة التقاط الموجات الفضائية , وما يقاس على الفضاء يقاس على المحادثات المصورة باستخدام الكمبيوتر أو الهاتف الجوال ....فهل يحق لنا القول أن العالم أصبح يسكن في كمبيوترنا الشخصي وربما في هاتفنا النقال !!! |
|