|
فضائيات
ومنذ بداية موهبتهم حتى رحيلهم, ومن أجل أن تقدِّم لنا ماهو فعلاً طبق الأصل عن ألق عقلهم. ولأن لاأحد يستطيع أن يُخمِّن ما في أحلام فراشة الضوء من أماني, فقد سعى البرنامج للكشف عن كلِّ ما أضاء عقل الأديبة اللبنانية (مي زيادة) ومن خلال كتبها وما قاله أقاربها وأيضاً الأدباء والباحثين الذين عرفوها وقرؤوها.. وصولاً إلى الأطباء الذين عالجوها وهي المعافاة إلا من اختلاج الروح بعشقٍ تقشعرُّ له الكلمات. بدايةً, قام البرنامج بقراءة كل مانسخهُ عن بيئتها وأسرتها ونشأتها التي كانت في دير الراهبات وبما شكَّل لديها حالة صراع وتزمُّت كانت سبب اندلاع موهبتها التي تكلَّلت بصالونها الأدبي, حيث فرضت إبداعها لدى الأدباء والمثقفين, ووببراعةٍ حوَّلت عشقهم لها إلى عشقٍ لأدبها, وبروحها الهائمة أبداً في أسرار الحياة. وبأسلوبها كأديبة لم تسعى كسواها إلى امتشاق قلم الرجال والكتابة بعقليتهم. أما أهم ما تناوله البرنامج وبعد الخوض فيما تناوله أدبها من موضوعات أهمها ( قضية المرأة وتحرير عقلها في ذلك العصر) فهو ماخلّّدها والأديب (جبران خليل جبران) الوحيد الذي هامت روحها في عالمه رغم بعده عن منافسات جميع روَّاد صالونها, ودون أن يكتفي البرنامج بذلك, ليقوم بالتفتيش عن سبب هذا العشق واعتماداً على أقوالها وكتاباتها مثلما آراء أدباء وباحثين منهم الأديبة اللبنانية (مي منسي) التي وجدت أن سبب هذا الحب, هو رغبة (زيادة) بإيجاد رجلٍ يوازي أحلامها. رجل هو جبران البعيد بعد المحيطات والقريب قرب الروح لا الجسد.. إذاً, هل كان عشقها لجبران منطقياً وواقعياً؟.. سؤال طرحه البرنامج ليقدِّم الجواب مع العديد ممن درسوا (مي وجبران) ومنهم الباحث السوري (عيسى فتوح) و(عامر بدر حسون) (رئيس تحرير جريدة الأيام) الذي أكَّد بأنها لم تكن لتحب جبران لو كان ممن يرتادون صالونها. ذلك أنها كانت تريد حلماً والحلم ينكسر إذا اصطدم بالواقع, وبدلالة رسائلهما التي استمدَّ البرنامج دليله منها, ليكتشف مع من قرأها بأنهما معاً قادا حبهما إلى حيث المستحيل.. إنه الحلم الذي جعل حياة هذه الفراشة بمنتهى النور, ليكون من السهل إطفاؤه, وبوفاة الحبيب أولاً والأم ثانياً وبما أحاطها بعزلةٍ دفعت ابن عمها الطامع بثروتها, لتدبير مؤامرة انتهت بوضعها في مشفى الأمراض العقلية, ما زاد عزلتها قهراً. وهنا, يقدم البرنامج, شهادة براءتها ومن خلال ماقالته ممرضة وطبيب وأيضاً قريب, أكَّد بأن كل من عرف (مي زيادة) في تلك المحنة, قد تمنى الجنون الذي اتُّهمت به, لطالما تغلَّب نور عقلها على ظلام الدسائس التي انتهت بمعاونة أدباء أصدقاء كان لهم الفضل بإطلاق روحها, لتخرج ولكن لتعيش بعدها في عزلة روحية وأبدية. |
|