تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الصورة الثابتة في الفضائيات نقل للأفكار وتوليد للعواطف

فضائيات
الأحد 30-5-2010م
حسين صقر

الصورة وكما نعلم وسيلة مهمة لنقل الأفكار والمعلومات ولا يقلّ تأثيرها عن اللغة اللفظية والحركات، بل يزيد أحياناً، فهي تترك انطباعاً عميقاً في الذاكرة،يدفعنا للفعل وتحفيز السلوك لما تتمتع به من قدرة على الإرغام وتوليد العواطف التي نترجمها إلى أنشطة وطاقات قوية.

ورغم أننا نستقبل الصورة للوهلة الأولى كما هي عبارة عن مساحة مجردة ومزركشة بالألوان المتعددة وأحياناً بلونين،إلا أنها توفر لنا ثقافة واسعة وتطرح أمامنا مزيداً من الاحتمالات لتحقيق ما نريد إما المنهج أو طريقة أو حدث.‏

في الترويج السياحي مثلاً تلعب الصورة دوراً ليس له مثيل لأنها برهان كافٍ ووسيلة صادقة لتجسيد المكان بجماله أو قبحه،فهي تبرز المعالم التاريخية والجمالية متفوقة على طريقتنا في الوصف ولا تحتاج إلى لغة للحديث أو الشرح والترجمات.‏

هذه الصورة تستخدمها قناة شام FM، وتعرضها على مدار ساعات البث وتقدم من خلالها فكرة جيدة عن المواقع السياحية بشكل خاص والمناطق في بلدنا الجميل سورية بشكل عام، وهذا نوع من الإعلان بهدف تشجيع السياحة التي تعد تجارة عالمية بامتياز،لا تنفصل في أهدافها عن العوامل المساعدة على الانفتاح على جميع البلدان وتبادل الوفود السياحية معها للاطلاع على كل بقعة من وطننا الغالي الذي تسميه القناة «جنة الله على الأرض» فبلادنا والحمد لله تتمتع بتنوع بيئي فريد فيه الواحات الخضراء والسهول والوديان والصحارى والجبال، كما يجمع تقلبات الطقس، ويتيح هذا التنوع أيضا إرواء قصص التاريخ والحضارات المتعاقبة والأطماع بخيراتنا والثورات وصانعيها وحديث الاستقلال والعزة والكرامة.‏

وعليه فإن كان هدف القناة عرض أي صورة لملء الشاشة وإملاء الفراغ على سطحها ولتغطية ساعات البث فهذا أمر يخصّها، ولكنني لا أظن ذلك لأنني اعتقد أن القناة هدفها فعلاً إبراز المعالم السياحية ونقل المشاهد إلى الأماكن المختلفة لخطف نظره وتحفيزه على زيارة هذه الأماكن ولا سيما أنها تذّيل الصورة باسم المكان وإن كانت في بعض الأحيان لا تتبعه بالمحافظة التابع إليها وبالتالي لابد من إعادة النظر في عرض هذه الصورة، حتى تتحقق الغاية المرجوة، حيث هناك مساحة أخرى في الشاشة يمكن الاستفادة منها في هذا المجال ورفع مربع «سورية جنة الله على الأرض» إلى زاوية أخرى حتى تبدو الصورة أكبر وأوضح وتجيب على الأسئلة المطلوبة منها، كإبراز الصباحات الرائعة والغروب والشروق واللون ورصد أدق التفاصيل في المكان المستهدف والتركيز على الصور التي تحمل فعلاً لقطات جاذبة وبديعة وبذات الوقت قريبة من أجل التعريف بجميع المناطق في القطر لأن ثمة قرى وبلدان كثيرة في الجنوب والغرب والشرق لم تأت القناة على عرض صور لها، بدلاً من تكرار بعضها وخاصة غير القابل منه للعرض.‏

وفي هذا السياق تضيّع القناة ساعات البث على مدار اليوم بوضع الاغاني فقط والمرافقة لهذه الصور، حيث يمكنها استغلال العرض للتعليق عن صورة المنطقة وتزويد المتلقي ببعض المعلومات البسيطة عنها،فهي إذاعة مرئية تحقق نسبة كبيرة من المشاهدة.‏

فالقناة تعرض صوراً في غاية الجمال والاتقان ويزيدها جمالاً من يلتقطوها لكن يمكنهم انتقاء زوايا أفضل وأوقات أحسن لإعطاء الصورة ما تستحقه من ألوان وفن وفصول وبذلك تكون قدمت خدمة للسياحة الداخلية وحققت تواصلاً بين المشاهد والمناطق التي لا يعرضها كما تساهم في إرساله في رحلة مجانية إلى أماكن مختلفة طبيعية ودينية وعمرانية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية