|
ريـــاضـــــــــــــة هذه التصريحات كلفت الاسطورة عقوبات عدة، إلا أنها في المقابل جعلته (يفشّ خلقه) بعد أشهر من الانتقادات التي طاولته من كل حدب وصوب. وخصوصاً أن مصير المنتخب كان على المحك، والتأهل لم يحصل إلا في تلك المباراة الأخيرة.والغريب أن مسيرة المنتخب في التصفيات بدأت في شكل ممتاز مع المدرب ألفيو باسيلي، مع (3) انتصارات على التوالي. ثم مرت مرحلة حرجة مع أربعة تعادلات وفوز وخسارتين، وإحداهما ضد تشيلي، أطاحت بالمدرب باسيلي وأدخلت مارادونا في شكل مفاجىء. والحقيقة أن باسيلي هو الذي قدم استقالته (لأسباب شخصية)، إلا أن المتتبعين يعرفون أن باسيلي تعب من (وشوشات) رئيس الاتحاد خوليو فروندونا الذي اتخذ شخصياً قرار تعيين مارادونا. وفي (8) مباريات مع المنتخب في التصفيات، فاز الأرجنتينيون بأربعة وخسروا مثلها، بينها خسارتان قاسيتان: الأولى أمام بوليفيا 1/6 والثانية أمام البرازيل 1/3. أنتم لا تعرفون شيئاً عن كرة القدم، أنتم جهّال لا تعرفون سوى كتابة الأخبار الكاذبة والملفقة. انتظرونا في المونديال وستعرفون ما هي قدرة المنتخب. بهذه النوعية من الكلمات خاطب مارادونا وسائل الإعلام بعد الفوز في المباراة الودية ضد المانيا 1/0 في برلين، وهذا ما يعتبره مقياساً لتطور المنتخب، وهذا ما يرفضه النقاد الذين يتابعون المباريات الحاسمة والمصيرية، والتي تختلف عن المباريات الودية. أنا أعرف ماذا أفعل، علي فقط أن أقدم نتيجة جيدة وهذا هو الأساس. ولست بحاجة أبداً لمشورة أحد! وهذا الموقف جاء على خلفية تعيين كارلوس بيلاردو (مدرب مارادونا في مونديال 1986) مساعداً ومستشاراً لمارادونا في المنتخب. وأولى (قفشات) مارادونا بانت أخيراً، مع إعلانه لائحته الأولية للمشاركين في المونديال، وقد استبعد منها نجما الإنتر الإيطالي استيبان كامبياسو وخافيير زانيتي (الذي خاض 16 مباراة من أصل 18 في التصفيات!) إضافة إلى فرناندو غاغو وأفضل لاعب في الدوري الفرنسي هذه السنة ليساندرو لوبيز. ولكن مارادونا قام بهذه الخطوة، وهو حسب رأيه (مرتاح) اإى عدد النجوم الباقين في المنتخب، والذي يقوم بالدرجة الأولى، لا على الموهبة والتألق، بل على الوفاء للأرجنتين. أنا أحب اللاعبين المستعدين للموت على أرض الملعب كي يرفعوا اسم بلادهم. لا أريد النجوم المدللين أبدا! ولعل هذا الأمر دفع به إلى وضع اسم المخضرم مارتن باليرمو (36 سنة) ضمن التشكيلة الموقتة.وبالنظر إلى اللاعبين الموجوين، نلاحظ (الرعب) الموجود في خط الهجوم مع نجم النجوم ليونيل ميسي المتألق مع برشلونة، والمظلوم في المنتخب بسبب سوء المراكز المعطاة له. ويقف معه أيضاً هداف ريال مدريد غونزالو هيغواين ونجم أتلتيكو مدريد سيرجيو أغويرو، ومعهما هداف الإنتر دييغو ميليتو ونجم مانشستر سيتي كارلوس تيفيز. ولا يقل الأمر في خط الوسط مع المخضرم خوان سيبستيان فيرون، والثنائي (الليفربولي) خافييز ماسكيرانو وماكسي رودريغيز، إضافة إلى الخط الدفاعي الذي يضم مارتن ديميكيليس (بايرن ميونيخ) ووالتر صامويل (الإنتر) وغابريال هاينتزه (مرسيليا) ونيكولاس بورديسو (روما). مع هذا الكمّ من النجوم الذين يحبون بلادهم، لا يمكننا إلا أن نتوقع الأفضل، لكني أشك في أن يتمكن مارادونا من اختيار تشكيلة مثالية مناسبة للمونديال. والكلام هنا لروبرتو غالو، المعلق الرياضي الأرجنتيني الذي يرى أن الأرجنتين ستستفيد من كونها غير مرشحة بقوة هذه المرة، وبالتالي سيكون الضغط خفيفاً عليها وستكون عنصر المفاجأة للجميع. هذه الثقة الزائدة من مارادونا دليل على اثنين: إما هو بغاية الغباء ولا يعرف سوى التبجح، وإما أنه يخفي أوراقه وخططه الرابحة للمونديال، وهذا أمر فيه تخوف ولكنه قد يفيد أحياناً. ويعتبر غالو أن القرعة ساعدت الأرجنتين في الدور الأول، إذ أن اليونان وكوريا الجنوبية ونيجيريا ليست قادرة على خلق مفاجأة ضخمة وإخراج الأرجنتين. كل هذه الأمور مرهونة بالدرجة الأولى بالعقلية والذهنية التي سيدير فيها مارادونا الدفة، وهو يعلم أن أي خطأ في هذا المجال سيكلفه غالياً على صعد عدة. نجم الفريق (ليونيل ميسي) يعد ميسي أفضل لاعبي العالم في الوقت الحالي ونجم برشلونة الأول الذي لعب دوراً كبيراً في تحقيق السداسية الموسم الماضي وأحد مفاتيح الفوز للمنتخب الأرجنتيني لموهبته الفذة ومهاراته العالية التي تجعله محور أداء المنتخب الأرجنتيني وبدأ تألقه مع فريق شباب برشلونة الإسباني (2004/2005 ولعب 5 مباريات) ثم انضم إلى الفريق الكاتالوني الأول منذ 2004 (144 مباراة وأحرز 88 هدفاً) كما شارك في تحقيق لقب كأس العالم للشباب 2007 في كندا والفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد بكين 2008، ويعول عليه الجمهور الأرجنتيني كثيراً في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، ويلعب للمنتخب الأرجنتيني منذ عام 2005 وشارك في 44 مباراة وأحرز 13 هدفاً. المدرب (دييغو مارادونا) تولى الأسطورة الأرجنتينية مارادونا صاحب الإنجاز الكبير بالفوز بكأس العالم 1986 في المكسيك، تدريب منتخب التانغو منذ عام 2008، وهو لا يملك الخبرة التدريبية الكافية لهذا المنصب، حيث بدأ مسيرته التدريبية مع نادي مانديو الأرجنتيني أحد أندية الدرجة الثانية عام 1994 ثم انتقل في 1995 لتدريب راسينغ الأرجنتيني وابتعد بعدها فترة طويلة عن التدريب حتى تولى مهمة قيادة المنتخب الأرجنتيني، لكن الإخفاقات توالت. الطريق إلى النهائيات خاض المنتخب الأرجنتيني مشواره في التصفيات النهائية لأميريكا الجنوبية بصعوبة شديدة وتعرض لأكثر من إخفاق كاد أن يحرمه من المشاركة في المونديال، ولعب منتخب التانغو 18 مباراة فاز في 6 مباريات وتعادل في 4 وخسر 6 وجمع 28 نقطة، وضمن التأهل بشق الأنفس في الجولة الأخيرة بعد فوزه بهدف متأخر على مضيفه منتخب أوروغواي تحديداً في 14/10/2009. *** هندوراس.. عودة بعد (28) عاماً بأعجوبة وصلت هندوراس إلى المونديال، وبأعجوبة تحتاج إلى الوصول إلى الدور الثاني! ففي المرحلة الأخيرة من تصفيات منطقة الكونكاكاف، كانت هندوراس في المركز الرابع خلف كوستاريكا، وبفوزها خارج أرضها على السلفادور، كانت تأمل بألا تقوم كوستاريكا بالأمر عينه ضد الولايات المتحدة. وقد استطاع الكوستاريكيون التقدم بهدف على الأميركيين حتى الدقيقة 94، عندما عادل أبناء العم سام النتيجة، ليعيدوا البطاقة إلى الهندوراسيين وسط ذهول تام للجمهور المحلي، الذي لم يصدّق أنه سيرى منتخبه في النهائيات للمرة الأولى منذ ثمانينات القرن الماضي (1982). والفضل يعود بالدرجة الأولى إلى مدرب المنتخب الكولومبي رينالدو رويدا الذي استلم المهمة عام 2007، وبدأ بترتيب البيت الهندوراسي المحطم بسبب المشاكل بين الاتحاد واللاعبين من جهة، واللاعبين فيما بينهم، إضافة إلى العلاقة المتوترة مع وسائل الاعلام. الجميع يعلمون أننا نملك أفضل جيل كروي في تاريخ البلاد، لاعبون محترفون في الخارج وموهوبون. كل ما كان مطلواًا هو إعادة التنظيم. فالاستحقاقات المهمة تحتاج إلى طاقات الجميع. وبفضل مهارة رويدا التكتيكية وخططه الذكية، بدا واضحاً أن أعجوبة ما حصلت مع هندوراس بعد تصدرها مجموعتها في الدور الأول أمام المكسيك وجامايكا، لتنتقل إلى المرحلة المؤهلة مع دعم إعلامي واسع. إذ لم يصدق المراقبون التطور الحاصل. وقد استعان المدرب بنجومه كافة كدافيد سوازو (جنوى الإيطالي) وأمادو غويفارا وويلسون بالاسيوس (توتنهام هوتسبر الإنكليزي) والحارس نويل فالادريس، إضافة إلى المفاجأة الكبيرة المتمثلة بالمهاجم كارلوس بافون، ابن الـ36 سنة، هداف فريقه في التصفيات (7 أهداف) والذي نادراً ما يلعب في الدوري المحلي، ولكنه يجهز نفسه بقوة للمنتخب! على المنتخب أن يستفيد من وضعه الحالي لمحاولة تحقيق أعجوبة في النهائيات. نحن نعلم أننا في مجموعة قاسية ولن يكون سهلاً أبداً تجاوز إسبانيا وسويسرا وتشيلي، لكن علينا استغلال روح الفريق التي نملكها كي نظهر صورة جميلة عن كرتنا. ويأمل المهاجم كارلو كوستلي أن يكون اللعب الجماعي مفتاحاً لتجاوز ثغرة ضعف اللاعبين في المنتخب، مع عدم وجود احتياط بديل في حال إصابة النجوم، كما أنهم لم يسبق لهم أن واجهوا هكذا نوعية من المنتخبات في دورة واحدة.»ما من أحد آمن بوصولنا إلى هنا، وعلينا أن نستغل هذه الفرصة التي قد لا تسنح لنا مرة أخرى.! نجم الفريق (أمادو غيفارا) يعد غيفارا قائد منتخب هندوراس في كل الفئات العمرية التي مر عليها حيث يلعب دوراً أساسياً في تطور فرقه، خاصة في مركز لاعب الوسط المهاجم, وبدأ تألقه محلياً مع أوليمبيا ونادي موتاجاوا ثم انتقل إلى ريال فالادوليد الإسباني 1995/1996 (8 مباريات) ثم عاد إلى الدوري المحلي من خلال نادي موتاجاوا ثم إلى توروس نيزا المكسيكي (2000/2001 ولعب 9 مباريات) ثم انتقل إلى سابريزا الكوستاريكي (2002 ولعب 19 مباراة و9 أهداف) ثم انتقل إلى ريد بول الأميركي (2003/2006 ولعب 103 مباريات وسجل 32 هدفاً) ثم أعير إلى شيفاز الأميركي (2007/2008) ثم انتقل إلى نادي تورونتو الكندي عام 2008 ولعب 46 مباراة وسجل 9 أهداف، وفي كانون الأول 2009 ترك غيفارا الدوري الكندي عائداً إلى الديار مع نادي موتاغوا (6 مباريات وهدف واحد)، وهو لاعب دولي للمنتخب منذ 1994 وشارك في 133 مباراة وأحرز 29 هدفاً. المدرب (رينالدو رويدا) تولى رويدا تدريب منتخب هندوراس عام 2006 بعد أن خاض تجارب ناجحة مع منتخب كولومبيا للشباب حيث نجح في احتلال المركز الثالث في كأس العالم للشباب 2003 وبدأ مسيرته مع منتخب كولومبيا للشباب 2002/2004 ثم تولى تدريب منتخب كولومبيا (2004- 2006) وتمت إقالته من تدريب المنتخب الكولومبي بعد فشله في التأهل إلى كأس العالم 2006. الطريق إلى النهائيات خاض منتخب هندوراس التصفيات النهائية لقارة أميركا الشمالية واحتل المركز الثالث خلف الولايات المتحدة والمكسيك حيث لعب 10 مباريات وفاز في 5 وتعادل في واحدة وخسر في 4 وجمع 16 نقطة وضمن التأهل بعد فوزه على مضيفه السلفادور بهدف في 14/10/2009. |
|