|
شؤون سياسية لقد شكل الاثنان (البنتاغون وهوليود) عاصمة الفن والسينما والإعلام في الولايات المتحدة على امتداد أكثر من قرن من الزمن, العمود الفقري لحملة التشهير بالعرب والمسلمين والنيل منهم على مختلف المستويات وكان بين المؤسستين هدف مشترك وخطة مشتركة ومشروع يكمل بعضهما البعض الآخر في تشويه وتزوير وقلب الحقائق ضد الأمتين العربية والإسلامية, واستطاعت هاتان المؤسستان أن تصبحا رأس الحربة لأي مشروع أميركي منوط بالبيت الأبيض وحولتا إلى حد كبير هزائم الأميركيين إلى انتصارات وانتجتا معاً لهذه الغاية آلاف الأفلام التي تحمل الكراهية والتمييز العنصري وتكريس الحروب الدينية والعقائدية وجسدت المفاهيم لديهم الأكثر بشاعة في التاريخ الإنساني. لقد ساهمت هاتان المؤسستان الأميركيتان البنتاغون وهوليود عبر عقود زمنية مضت أن تصنع لها وللشعب الأميركي أعداء ولم يبق في العالم أي عرق أو دين إلا واستهدفتهما هاتان المؤسستان, ولم ينطبق الأمر فقط على البشر بل أصبح عالم الجن وعالم الفضاء وحتى الطبيعة أعداء لهما لكن في إطار تلك الحملة الحاقدة احتل العرب والمسلمون الحصة الأكبر وكانوا الأكثر استهدافاً وتشويهاً وصوروا بكل الأشكال البشعة ووصفوا بكل الأوصاف السلبية على أنهم دمويون وأغبياء ومتعصبون حتى خرجت دراسة أميركية غير حكومية مؤخراً دلت على أن 95 % من أفلام هوليود وإنتاجها الفني المتنوع كانت محصورة بتقديم الصورة المشوهة والسلبية عن العرب والمسلمين وخمسة بالمئة فقط من الأفلام المنتجة قدمت صورة محايدة عنهم, كما أن الدراسة بينت أن هذا التشويه المتعمد لم يقتصر على العرب والمسلمين فحسب بل طال أيضاً الصينيين واليابانيين والإيرلنديين والروس رغم أنه جرت محاولات لاحقة من قبل تلك الدول لتعديل الصورة عنهم إلا أن الأمر لم ينطبق على العرب والمسلمين لعدم وجود إرادة الرد عندهم بسبب حالة التفرقة التي تلازمهم إلى اليوم. لقد كان استهداف العرب والمسلمين لدى البنتاغون وهوليود في السينما والإعلام والفن منذ بدايات 1915 في الفيلم الشهير ابن طرزان الذي صور العرب كمجموعة من الهمج المتخلفين يتراكضون بلا هدى ويعيشون وفق رغبات شخصية ولا يحكمهم أي نظام اجتماعي أو أخلاقي, وتوالت حملة الانتاج في هوليود بدعم من البنتاغون الأميركي في إطار سلسلة من الأفلام الأكثر تشويهاً كأفلام الشيخ الذي يصور قصة شيخ عربي لا هم له سوى رغباته ثم أفلام الوصايا العشر ثم انتجت الكثير من الأفلام في الثلاثينيات التي تصور العربي والمسلم المهاجر إلى أميركا والغرب على أنه إرهابي ومجرم وقاتل ولا يريد من أموال نفطه سوى النساء والطعام والاعتداء على الغير وخطف الطائرات ثم انتقلت حملة التشويه تلك في الخمسينيات لتطول التاريخ العربي والإسلامي وتزويرهما. لقد استقت تلك الأفلام موادها من قبل قصص عربية مدسوسة بالأصل كقصة ألف ليلة وليلة والسندباد حتى وصلت حملة التشويه إلى أفلام الكرتون كعلاء الدين, ثم دخلت مرحلة التشويه مع اغتصاب فلسطين وظهور حركات التحرر العربية واستقلال بعض الدول العربية مرحلة جديدة لتصوير العربي والمسلم على أنه قاتل لليهود ومدمر للحضارة, وعاشق للنساء فقط كفيلم عبد الله الكبير ثم فيلم الآلام ويصور المعاناة المزعومة التي تعرض لها اليهود أثناء عودتهم إلى فلسطين متناسين ما قامت به عصابات الهاغاناه التي عاثت فساداً وقتلاً في المدن والقرى الفلسطينية. كذلك مول البنتاغون الأميركي حملة انتاج ضخمة في مدينة هوليود لإنتاج جملة أفلام تشوه حركة التحرر العربي في عدد من الدول العربية في مصر والسودان والجزائر وجميعها تظهر العربي الثائر المدافع عن أرضه ووطنه وكرامته همجياً ارهابياً قاتلاً. وثمة عشرات الأفلام الأخرى التي رصد لها البنتاغون الأميركي ميزانية خاصة لدعم هذا التوجه العنصري ضد العرب لكن بعد احتلال العراق والمستنقع الموحل الذي وقعت به قوات الاحتلال الأميركية بسبب المقاومة العراقية أخذ التعاون بين البنتاغون الأميركي وهوليود منحى آخر لمساعدة البنتاغون في حربه بالعراق لتبرير ما يقوم به جيش الاحتلال ضد المدنيين والأطفال والنساء العزل وأراد البنتاغون من خلال تمويله لعدد من الأفلام إظهار المقاومة العراقية على أنها سليلة لمصاصي الدماء (الدراكولا) وأن هؤلاء متواجدون على الساحتين العراقية والسورية زاعمين أن سورية تدعمهم وتمول المقاومة العراقية واعتبرت هذه المجموعة من الأفلام كمقدمة للتمهيد لضرب العراق والشعب العراقي بأسلحة بيولوجية وهذا ما حصل مع بداية عامي 2005-2006 كما أخذ التعاون بين البنتاغون الأميركي وهوليود في السنوات الثلاث الماضية بعداً أكثر خطورة لدعم مسيرة الإنتاج الفني المعادي للعرب وللمسلمين أذ فتح لها أبواب معسكرات وقواعد الجيش الأميركي من بحرية وجوية وبرية وأماكن تدريب. |
|