|
شؤون سياسية وها نحن الآن ندخل في صيف 2007 فهل ستشن إسرائيل حربا جديدة? إن المشهد الخارجي للحالة الإسرائيلية التي تعيش تداعيات حرب لبنان ونتائج لجنة فينوغراد وفضائح السياسيين أمور لا تدعو إلى التفكير باحتمال نشوب حرب قريبة في ظل القيادة الإسرائيلية المتهمة بالتقصير والفشل حسب تقرير فينوغراد لكن المراقب للحالة العسكرية وتصريحات القادة العسكريين والإجراءات العملياتية الميدانية التي يقوم بها الجيش يشعر فعلا بأن قيادة الجيش الجديدة برئاسة رئيس الأركان الجنرال غابي اشكنازي تحضر لمواجهة عسكرية مقبلة وتمثل ذلك في عدة إجراءات أهمها: > - إعادة تنظيم وتأهيل قيادات الجيش الميدانية من مستوى قائد كتيبة وما فوق وتعيين قيادات جديدة في التشكيلات المقاتلة التي شاركت في حرب تموز. > - تعديل خطط استخدام القوات العاملة على الحدود الشمالية على ضوء نتائج حرب تموز وإعادة النظر في خطط استخدام القوات الاحتياطية في زمن الحرب. > -إجراء عدد من المناورات للتشكيلات العاملة في المنطقة الشمالية والوسطى ومشاريع لقوات المظلات والجولاني بهدف استخلاص العبر من حرب تموز وتلافي الأخطاء القيادية والميدانية ومؤخرا نفذ الجيش الإسرائيلي مناورة كبرى لمدة أربعة أيام اعتبارا من 14/5/2007 للتدريب على سيناريو حرب واسعة النطاق شارك فيها كافة القيادات العسكرية في المناطق الثلاث الشمالية والوسطى والجنوبية ولأول مرة شارك في هذه المناورة مسؤولون سياسيون من أبرزهم رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتس ومساعده أفرايم سنيه. > - تقوم الاوساط الاستخبارية والإعلامية بنشر أخبار تشير إلى أن الجيش السوري يعد العدة لشن حرب لاستعادة الجولان وتقوم سورية بالتزود بأحدث الأسلحة والصواريخ من روسيا تقوم بتحديث وسائط الدفاع الجوي والبحرية وأسلحة ال م/د من أجل خوض حرب مقبلة وتأكيدا لذلك يذكرون قول السيد الرئيس بشار الأسد أنه اذا لم يتم التوصل إلى سلام لاستعادة الجولان فهناك طرق أخرى يمكن اللجوء اليها. إن هذه التهيئة والتبريرات التي تسعى اليها إسرائيل هي في حقيقة الأمر سعي حقيقي للتحضير لعدوان جديد على سورية ولبنان هدفه الأول استعادة هيبة الجيش الإسرائيلي المهزوم ويهدف ثانيا إلى إعادة اعتبار القيادة السياسية الفاشلة التي لم تقبل بالتخلي أو الاستقالة وبالتالي تقوم بالهروب إلى الأمام وتحويل أنظار الاسرائيلين عن مشكلات الداخل إلى مخاطر جديدة على الحدود الشمالية وهنا لابد أن نذكر مناورات السلام التي ترددت أخبارها من بعض الأوساط الإسرائيلية منذ نهاية حرب تموز والتي روجت لها دوائر الخارجية الإسرائيلية ودوائر الموساد الإسرائيلي والتي تعتبر نتائج الحرب الدراماتيكية مؤشرا خطرا على وجود الكيان الصهيوني ولابد من المحاولة عن طريق المفاوضات مع أنه في حقيقة الأمر لم تكن هناك أية مبادرات جدية أو رسمية للدخول في مسيرة المفاوضات من جديد حتى أن إسرائيل لم تقبل بمبادرة السلام العربية التي تبناها مؤتمر القمة العربي مؤخرا في الرياض لذلك يمكن القول إن ما روج له من مبادرات سلام من قبل إسرائيل ما هو إلا محاولات للتضليل وإشغال بعض الأوساط العربية والأوروبية بهذا الشأن ليتسنى لإسرائيل الوقت الكافي لإعادة بناء قدرتها العسكرية وجاهزيتها لعدوان جديد لأن التجارب علمتنا أن إسرائيل عندما ترغب في السلام تكون أمام حالتين: إما أنها تواجه قوة عربية لا يمكنها الانتصار عليها وإما أنها تكون جاهزة لعدوان جديد قادرة من خلاله على فرض سلام على طريقتها المعهودة. |
|