تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هواجس رجل ميت

البلد لوجيا
الخميس 14/6/2007
سوزان ابراهيم

يحاول أن يتكلم لكنه يخشى الجدران التي تملك آذاناً فيبوح بكل ما يؤرقه مدعياً أن صديقه (أبو عذاب) الذي توفي قبل فترة هو القائل,

وإذا كان ثمة من يريد معاقبته فليذهب إلى العالم الآخر وبذلك يرتاح من واحدة من الآذان الكثيرة, في آخر لقاء معه قال بصوت مرتفع : إن أبا عذاب قبل رحيله الأبدي اشتكى من الكهرباء السورية ومن وزيرها الذي لم يلحظ في خططه بناء محطات توليد جديدة ليفوت الفرصة على باعة الشمع والمولدات الكهربائية, كما كان يشكو من ضريبة أخرى تضاف على فاتورة الكهرباء وقيمتها 22,28% تعود للسلطات المحلية والجهات المختصة, وثمة رسم للنظافة سيضاف أيضاً على الفاتورة قريباً لكنه لن يتجاوز 25 ليرة سورية لا غير فقط(والله شي بيخربط) ويخشى المتوفى أن تلجأ وزارات أخرى لفرض ضرائب جديدة كأن تفرض وزارة العدل ضريبة على الصرف الصحي, ووزارة الإعلام ضريبة رفاهية, كما عبر عن تخمين عجيب وهو يسترجع قول وزير الكهرباء بأن تلك الضريبة بسيطة, فهل هذه ال 25 ليرة سورية فقط لاغير باب من أبواب الجباية لتمويل شراء سيارات (الليكزس) الرائعة التي بلغ ثمنها حسب قول الوشاة الرعاع 104 ملايين ليرة سورية فقط لاغير, والتي اختيرت بعناية لتناسب القفا الوزاري بجدارة حتى لو تكهرب أبو عذاب في قبره.‏

صديقنا منطقي خاصة بعد رحيله عن عالم مليء بالمتناقضات لذلك هو لا يحمل وزير الكهرباء مسؤولية عدم استفادة العاملين في مديرية صحة حمص من العلاج في مديريتهم ولا يحمل أحداً من الجمارك مسؤولية تهريب الدراجات النارية ثم ترخصيها ثم مصادرتها, ولا وزيرة الشؤون الاجتماعية مسؤولية عمالة الأطفال وانتشارهم بين أكوام القمامة لفرزها, وثمة مسألة تؤرق رقدته الأبدية: هل نمنح الترخيص للطنابر أو للحيوانات التي تجرها? وظل الرجل يتساءل إلى أن انقلب ممدداً في حفرة لم تستطع لملمة عذاباته وشجونه.‏

ملاحظة هامة: هذه الأقوال نقلت عن صديق رجل ميت ما اقتضى التنويه والإطلاع.‏

suzani@scs- net.org‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية