|
Mondialisation فهذه الحرائق التي جذبت أنظار العالم كافة ما هي إلا الجزء المرئي لاستغلال الغابات، وهذا السلوك الجائر ما هو إلا انعكاس المصالح الاقتصادية العظمى. فبعض موارد غابات الأمازون كالأخشاب وفول الصويا تذهب الى دول أوروبا... نددت صحيفة ريبورتر برازيل مرارا وتكرارا في تقاريرها أن العلاقة بين التجارة الدولية والحرائق ليست سهلة، حيث أن أوروبا تشتري منتجات مناطق قطعت اشجارها بشكل غير قانوني لسنوات. وتقول إيريكا بيرانجيه -أهم خبيرة في معهد التغيير البيئي بجامعة أوكسفورد- «تُعتبر الحرائق إحدى مراحل تطهير مناطق الرعي، والتي بدأت بقطع أشجار الغابات بالجرارات والسلاسل، مرورا بالتجفيف والنيران لتصل إلى زراعة الأعشاب لإطعام الحيوانات..» إذا كان قد تم قطع أشجار الأمازون في سنوات ١٩٧٠ بنسبة ١% نجد أن هذه النسبة ارتفعت اليوم إلى ٢٠%، وارتفعت نسبة الماشية في الأمازون بعد تدمير الغابات من ٤٧ مليون عام ال٢٠٠٠ إلى ٨٥ مليون حاليا، وبهذا تحتل تربية الماشية ٨٠% من مساحة المناطق التي تم إزالة الغابات منها... ازدادت الحرائق لاسيما بعد الإجراءات المثيرة للجدل التي اتخذتها حكومة بولسونارو بتخفيض ميزانية وزارة البيئة، الحد من عمليات التفتيش البيئي والمسائلة حول المعطيات الرسمية لتدمير الغابة واختفاء صندوق الأمازون. وعلى نقيض ما قاله وزير البيئة ريكاردو ساليس أن الحرائق نجمت نتيجة «الطقس الجاف والرياح والحرارة»، تشير بيانات المعهد الوطني للإحصاء أن الحرائق نجمت عن إزالة الغابات من الأمازون.. وصرح العالِم دوغلاس مورتون لصحيفة فولها دي سان باولو بقوله: «تُظهر الأقمار الصناعية أعمدة ضخمة من الدخان تنبعث من هذه المناطق الحدودية الزراعية مثل نوفو بروغريو ومنطقة تيرا دوميو في ولاية بارا وجنوب شرق ولاية أمازوناس ,وأضاف أن آخر مرة رصدت فيها الأقمار دماراً مشابها يعود إلى عام ٢٠٠٤.» تيرا دوميو الواقعة في حوض نهر شينغو أكثر منطقة مهددة بإزالة الغابات وهي موطن أكبر قطيع ماشية. مجموعة AgroSB أكبر منتج للماشية تم تغريمها ب ٦٩,٥ مليون ريال برازيلي لأنها قطعت أشجار الغابات بين عامي ٢٠١٠ و ٢٠١٩، وتعد هذه الشركة التابعة لبنك دانييل دانتاس أحد موردي الماشية لشركة JBS العملاقة للحوم والتي حوكمت لتلبسها بشراء الماشية من مجموعة أغرو. لم تكن هذه المرة الأولى التي تشتري بها شركة JBS رؤوس الماشية من مجموعات تدمير الغابات، ففي عام ٢٠١٧ اشترى منتج البروتين الحيواني ماشية من جوتينها الملقب بأنطونيو جونكويرا الذي كان يستثمر في المنطقة أكبر مشروع لقطع أشجار الغابات بشكل غير مشروع. كما نددت صحيفة ريبورتر برازيل بالتعاون مع الغارديان بتصدير اللحوم التي لها علاقة بتدمير الغابة، ودفعتا بسوق ويتروز waitrose البريطاني لمقاطعة اللحوم ذات المنشأ البرازيلي. وادعت شركة JBS أنها قاطعت شركة جونكيريا وشراء ماشيتها مدعية أنها لا تشتري الماشية من مزارع متورطة بتصحير الغابات. هذا وتتركز زراعة الصويا في مناطق سيرادو وشمال غروسو حيث يتم تصدير بروتين الصويا للنرويج التي تستخدم هذا البروتين في غذاء السلمون المستزرعكما اشترت شركات دانماركية أخشاب الأشجار المقطوعة بشكل غير قانوني من المصدرين البرازيليين الذين تمت معاقبتهم عام ٢٠١٨. عملية شويو التي قادتها Ibama في ماتو غروسو قامت بالتحقيق حول شُراة «فول الصويا المقرصن» وفرضت غرامات بقيمة ١٧٠ مليون ريال برازيلي لزراعته في مناطق ممنوعة.. فيما يتعلق بقطع الأشجار غير القانوني بمنطقة الأمازون كشف تحقيق مشترك أجرته صحيفة ريبورتر برازيل واتحاد الصحفيين الدانماركي العام الماضي أن الشركات في هذا البلد كانت تشتري منتجات المصدرين البرازيليين الذين أدانتهم Ibama عدة مرات بغرامات، وهذا دليل على ان هذه الجرائم لم تخضع لمراقبة شبكات الموردين الدولية. يحظى رؤساء الأعمال البرازيليون بعلاقات وثيقة مع الطبقة السياسية. فشركة JBS كانت من أكبر ممولي الحملة السياسية عام ٢٠١٤ واعترف مديرو الشركة أنهم رصدوا أكثر من ٥٠٠ مليون ريال برازيلي للمساهمة في انتخاب المحافظين والنواب والشيوخ في البلاد.. ومع أن الشركة المالكة لماركة فرببوا وسويفت لم تدانا بشكل مباشر لتدمير الغابة، نرى أنه يوجد في شبكتها موردين مباشرين وغير مباشرين مدانين بارتكاب جرائم. بعد إلقاء القبض على مالكي شركة JBS: جوسلي ووسلي باتيستا عام ٢٠١٧، توقفت الشركة عن تمويل الحملات الانتخابية، مع هذا لا تزال بعض الشركات المشبوهة تمول حملات النواب والسيناتورات. ويركز التحقيق الحصري الذي قادته صحيفة ريبورتر برازيل على الجرائم البيئية في كل المناطق وليس فقط في منطقة الأمازون. |
|