|
الثورة- رصد وتحليل
ورفع راية المجد السورية الى أعالي القمم، وأكدت على الحق المشروع في استعادة الجولان السوري المحتل. من حرب تشرين التحريرية 1973 وحتى عام 2019 الذي ما زالت الدولة السورية تخوض فيه حربها المفتوحة على الإرهاب وداعميه، لا تزال الانتصارات تتجدد على الكيان الاسرائيلي الغاصب مع مطلع كل صباح ولاسيما في زمن الارهاب ومخرجاته، بحيث لا يزال الجيش العربي السوري يستذكر تلك الحرب المجيدة من خلال تطهيره المناطق والمدن والقرى السورية من رجس الارهاب الذي زرعته قوى العدوان الممتدة من أميركا الى تركيا والغرب الاستعماري إضافة لمشيخات النفط الخليجي في الارض السورية نصرة للكيان الاسرائيلي العدو الأول والأخير. نصر تشرين المجيد مهد لسلسلة نتائج عكست المعنى الحقيقي لثوابت سورية وركائزها على مر السنوات.. ففي العام 1974 بدأ الجيش العربي السوري حرب استنزاف ضد العدو الإسرائيلي الذي دنس تراب سورية باحتلاله البغيض.. وقد واصل الجيش العربي السوري عملياته العسكرية في حرب مفتوحة هي ما عرفت بحرب الاستنزاف في الجولان العربي السوري المحتل بعد وقف إطلاق النار واستؤنفت الأعمال القتالية بشكل محدود في البداية ثم تطورت تلك الأعمال حتى اتخذت بدءاً من 13 اذار 1974، شكل «حرب استنزاف» استمرت ثمانين يوماً كسرت الموقف الأميركي ـ الإسرائيلي تجاه الوضع في الجولان المحتل.
ومن نتائج حرب الاستنزاف أن الجيش العربي السوري ألحق بالعدو الصهيوني خسائر مادية وبشرية متعددة، حيث القصف المدفعي المستمر لأرتال العدو قيد تحركاته ومنعه من المناورة وهذا ما أجبره على حشد كمية أكبر من القوى والوسائط لتعزيز نقاط استناده التي أصبحت تتطلب منه الاكتفاء الذاتي، كما ركز الجيش العربي السوري خلال هذا الشهر على استخدام سلاح الدبابات، حيث حقق نتائج جيدة، كما أن تعدد الاشتباكات بالمدفعية وكثافتها أكسبت عناصر المدفعية وقيادتها مهارات خاصة في سرعة التدخل وفتح النيران وإحكامها حتى عند تعرضها للقصف المعادي. لم تتوقف الامور عند الخسائر المادية للعدو، فقد الحق الجيش العربي السوري بالعدو تأثيرات نفسية ومعنوية كبيرة ومتعددة أربكته ووضعته في حالة استعداد وتأهب دائمين. وعلى العكس تماماً فقد أذكت الاشتباكات الروح القتالية لدى ابطال الجيش العربي السوري، وأكسبت الأعمال القتالية للقوى والتشكيلات خبرات ثمينة في فن إنهاك العدو من خلال الاشتباكات مع السيطرة على النيران. وتتويجا لبطولات جيشنا وعطاءات شهدائنا وتضحيات شعبنا في حرب تشرين التحريرية وما أكدته من حقائق ساطعة كان في مقدمتها حقنا الثابت المشروع في استعادة الجولان المحتل كاملا، كان السادس والعشرون من حزيران عام 1974 هو اليوم الذي رفع فيه القائد المؤسس حافظ الأسد علم الوطن في سماء القنيطرة بعدما حررها الجيش العربي السوري من براثن العدو الإسرائيلي. وبعد مرور 45 عاما على ذكرى رفع علم الوطن في القنيطرة المحررة مازالت قضية الجولان العربي السوري المحتل البوصلة الرئيسية التي تتوجه اليها الانظار في كل المراحل في تحد ملحوظ لجبروت وإجراءات الاحتلال وقرارات الضم الباطلة، والتي جاءت من خلفيات تنفيذ مخططاته التوسعية الممنهجة بمصادرة الأراضي وانتهاك الحريات واستمرار اعتقال أبناء الجولان المحتل وممارسة سياساته التعسفية في استغلال المياه والثروات الباطنية والطبيعية بدعم أميركي وتقاعس دولي. واليوم مرة أخرى يؤكد الجيش العربي السوري في كل انتصاراته المجيدة بزمن الارهاب بأنه على خطا ثوابته سائر وبأن كل شبر من تراب الوطن سينال حريته من رجس الارهاب.. وكما أن نتائج حرب تشرين التحريرية وآثارها هزت المعتدين، اليوم يسعى الجيش العربي السوري لتكون انتصاراته بذات الوقع وبنفس القوة ليعلم العالم بأن ارض سورية ارض مقدسة وان تضحيات شهدائها تنبت الانتصارات. فالجيش العربي السوري البطل أكثر قدرة وتصميما على أداء واجبه الوطني المقدس في حفظ أمن واستقرار الوطن واجتثاث الإرهاب وإفشال جميع المخططات التي يحيكها الغرب وأدواته ضد سورية. إذاً الذكرى الخالدة تحل اليوم على وقع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الإرهاب المدعوم أميركيا وغربيا وإسرائيليا على امتداد الجغرافيا السورية فيما يؤكد السوريون إصرارهم أكثر من أي وقت مضى على نضالهم حتى تحرير الجولان السوري المحتل وآخر شبر من الأرض السورية سواء من الإرهاب أو من داعميه المحتلين. |
|