|
على الملأ ربما الكثير لا يعرف حجم التضحيات التي قدمت من الجانبين السوري والعراقي لتأمين هذا المعبر مع انتشار تنظيم داعش على الحدود كما أن الكثير لا يعرف حجم الضغوط التي مورست لمنع افتتاحه من قبل الأميركان على السلطات العراقية لعلمهم بأهمية افتتاح المعبر ودوره الاستراتيجي لاقتصاد البلدين. إن أهمية افتتاح المعبر تصل لدرجة أنها بمثابة الحل السحري لأغلب العقبات التي تعاني منها سورية في ظل الحصار والعقوبات حيث أصبح متاحاً تصدير مختلف المنتجات السورية إلى السوق العراقية الضخمة القادرة على استيعاب حجوم تصدير ضخمة للمنتجات السورية بمختلف أشكالها وأنواعها حتى أن الحل السحري يشمل المشكلات العالقة لبعض المنتجات التي كانت تعاني من مشكلات تسويقية على مدى سنوات لعل اهمها محصول الحمضيات.. التصدير للعراق ذو جدوى اقتصادية ويحقق قيمة مضافة لمجموعة من العوامل، أولها القرب وخصوصية السوق العراقية إضافة إلى أنها بوابة لمجموعة من الأسواق مثل إيران ودول الخليج حيث سيصبح تصدير المنتجات السورية لهذه البلدان براً متاحاً بما يتجاوز عدم جدوى الطرق الأخرى للتصدير سواء بحراً أم جواً لارتفاع التكلفة.. الإيجابيات بالنسبة لسورية لا تتوقف عند هذا الحد إنما تشتمل أيضاً إمكانية الحصول على المشتقات النفطية من العراق وإيران بعيداً عن الحصار البحري المطبق على سورية والذي وصل لدرجة إشعال حرب عالمية ثالثة عند احتجاز الناقلة الإيرانية التي اضطرت لتجاوز نصف العالم لتصل إلى الموانئ السورية.. أما أهمية هكذا خطوة بالنسبة للعراق فلا تقل عن أهميتها بالنسبة لسورية حيث أصبح متاحاً أمامه تشكيلة واسعة من المنتجات المتنوعة بأسعار منافسة وبجودة عالية فالمنتج السوري مشهور بالعراق ومطلوب بشدة فهو يحقق قيمة مضافة للمصدر والمستورد والصناعي والتجار.. يجب أن نعي حجم العقبات والصعوبات التي ستواجه إتمام الأمر خاصة مع معرفة الأعداء أهمية المعبر لجميع دول محور المقاومة بدءاً من سورية ومروراً بالعراق وليس انتهاءً بإيران وبالتالي يتوجب على جميع المعنيين بالشأن الاقتصادي في سورية العمل على استغلال الفرصة بذكاء وفعالية حتى لا تذهب التضحيات التي بذلت لتأمين المعبر وافتتاحه هباءً منثوراً دون أن نتغافل عن أن الحل السحري سيواجه بعقبات شيطانية من قبل أعداء سورية... |
|