|
منوعات
هذه العبارة حملت بين طياتها بعداً وطنياً عميقاً فلامست الوجدان مكرسة قيماً نبيلة عن حب الوطن الذي لا يعلو فوق حبه حب، وكانت من أكثر العبارات المؤثرة ، واليوم في الذكرى السادسة والأربعين لحرب تشرين التحريرية لازلت هذه العبارة حاضرة في الأفئدة وتلعب دور الضمير، فمن المؤكد أن هناك الكثير من (بو عمر) الذين يرون أن الوطن يبقى فوق كل اعتبار. هذه الروح التي يحملها السوري في قلبه هي نفسها أمس واليوم وغداً، يتم تناقلها عبر الأجيال بصور وأشكال مختلفة، أتت بصورة تحمل دلالاتها في تمثيلية (عواء الذئب) ولكن يتم ترجمتها على أرض الواقع كل يوم بحب كبير، هذا الحب الذي يزهو ويزهر مع كل قطرة دم من شهيد أو جريح ليحمي البلد، لقد سطر في الأمس أبطال الجيش العربي السوري أساطير البطولة في حرب تشرين، واليوم يكتبون بأحرف من نور ملاحم بطولاتهم ضد قوى الإرهاب والظلام ويذودون عن حمى الوطن، ويلتف من حولهم الشعب بكل أطيافه بصورة تعكس التلاحم بأبهى صوره. انتصار الإرادة العربية في حرب العزة والكرامة، حرب تشرين التحريرية غيّرت وجه التاريخ المعاصر في المنطقة وأعادت كتابته من جديد، فكسر إلى غير رجعة خرافة أسطورية الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، فكان أن سطر الجيش العربي السوري بعزيمته وقوته وعقيدته أروع ملاحم البطولة والمجد والإباء والتضحية، قالباً الموازين ومعيداً الروح لكل عربي بعد الهزيمة والنكسة، فرسخت لحرب تشرين التحريرية حضورها القوي في القلب والوجدان، وعززت ثقة الإنسان العربي بنفسه وبمقدرته، مشكّلة انتصاراً للإرادة وللعقل، كان عهد جنود الوطن الانتصار لوطنهم مؤكدين أنهم هم من يصنع الفعل ومن يقول كلمة الحسم في أرض الوغى، سعيهم الشهادة المكللة بالغار، لا يهابون الموت، يقدّمون أنفسهم قرباناً على مذبح الفداء للوطن الغالي. |
|