|
منوعات
لأنه ذلك كله، هو نبض واستمرارية وجود، لا يعود موسماً وذكرى، إنما الفعل الدائم الذي ترسّخ في الحياة والوجدان قدرة على البذل والتضحية. سبع من السنوات العجاف كانت قبيل تشرين، كادت تحرق حتى الرمل في كثبانه، تصحّرت النفوس، وأصاب اليأس الكثيرين، لكن عقلاً سوريّاً مبدعاً مدبراً كان يخطط ويعمل، يدرّب ويستعد، ويزرع القمح، يشجر كل بقعة هنا الزيتون والسنديان والتين والعنب، وفي البقاع السورية جيش من الرجال السمر يستعد، يتدرب، يتأهب، ليلاً نهاراً، كان العمل بكل زاوية وركن، المعركة ليست عسكرية وكفى، بل هي معركة اكتفاء ووجود، من رغيف الخبز إلى قطرة الماء، بنيت المصانع، وزرعت الحقول . وكان الفجر الذي هزم التنين، يوم لا يمكن لأي حدث في تاريخ العرب المعاصر أن يتجاوزه، حبره من دم الشهداء، ألوانه من كل بيت سوري، نبضه من عزيمة الزنود التي هزمت العدو، تشرين ولادة جديدة، لكل عربي، واليوم إذ كنا نعيش النبض والحدث فإنما نحن الاستمرارية التي تحارب العدو بألوانه الجديدة، بأدواته التي تكاثرت، ولكنها سحقت تحت أقدام الجيش العربي السوري. تشرين أغنية خضراء، فيها تلاقى الله والبشر في حضرة الشهادة والشهداء، وأينعت الجولان بالدم الطهر، وكل يوم يزداد اليقين أن النصر فعل تضحية وعطاء، ولن يهدأ بال أو يستقر قلب إلا وقد تم طرد العدو وأذياله من كل ذرة تراب سوري طاهر، إنه الفعل المقدس الذي يخوضه السوريون، إننا نعيش تشرين أكثر قوة وقدرة وفعلاً، ونمضي إلى الغد واثقين أننا صنّاع الحياة، وشعارنا الدائم، الشهادة أو النصر، والنصر قادم قادم. |
|