|
قاعدة الحدث
فكتب الجندي العربي السوري بحبر الشهادة والنصر على أوراق الأشهر الأخرى.. هذه هي سورية التي كسرت الاحتلال والإرهاب معاً. تمر ذكرى تشرين التحريرية بنا فتنصهر البطولة بالبطولات ونسمع من بندقية التحرير في الجولان والقنيطرة أصوات دحر الإرهاب في كل المحافظات السورية، فدمشق ما بدلت بوصلة المواجهة والمقاومة وان غير الاسرائيلي ملامحه من صهيوني إرهابي الى ارهابي متعددة الجنسيات الا أن ملامحنا السورية ثابتة، لم تعرف يوماً تغييراً منذ أن رسمها يوسف العظمة.. وبندقيتنا لم تستدر عن اتجاهها وإن حضروا من جهات الدنيا الأربع، فهي تصيب بني صهيون في كل داعشي يسقط.. يمر تشرين من هنا من «فصول الربيع العربي» ويستهجن لماذا توقفت حروب العرب عند «الحرب الرابعة».. وباتت خناجرهم تطعن ظهر العروبة ونفطهم يملأ خزانات الطائرات الاسرائيلية بينما يقصف الكيان فلسطين ويعتدي على سورية. نقول «لتشرين» لا تسأل فالحال تغير ونحن الثابتون المقاومون هنا.. حتى يخرج هذا «الربيع» من وقتنا ويدرك من باعنا في المنطقة أن التراب والكرامة هدية التاريخ لكل شعب سار على طريق النصر أو الشهادة.. فرغم مرور 46 عاما على حرب تشرين التحريرية الا أن الكوابيس لاتزال تلاحق حكام الكيان الاسرائيلي ومن يذكر تصريح نتنياهو منذ عام عن الأجواء التي تشبه ليالي تشرين في السبعينات.. يدرك أي ذعر تركته تلك الحرب في نفوس جنود الاحتلال مع العلم أن اسرائيل حاولت طمس ملامح حرب تشرين بعد توقف إطلاق النار عام 1973 وجربت حكومة الاحتلال آنذاك بكل ما استطاعت إليه سبيلاً تقويم نتائج الحرب على أساس عدد الكيلو مترات من الأرض التي حاز عليها كل طرف من الأطراف المتحاربة والحقيقة هي أن محاولتها هذه تستهدف إخفاء بُعد الهزيمة وفداحة السقطة «الإسرائيلية» التي هي انهيار كامل لكل ما اعتقدت إسرائيل أنها وصلت إليه، وخطأ شامل في العديد من النظريات العسكرية التي بنت عليها «إسرائيل» استراتيجيتها. كانت خسائر «اسرائيل» أضخم من قدرتها الاحتلالية على تحملها، لاسيما وهي قد تعودت في السابق، على خوض الحروب السهلة السريعة التي طالما كانت توصف «بالنزهات العسكرية». ولعل أفضل ما يدل على ذلك تصريح لمدير شعبة القوى البشرية في رئاسة أركان جيش الاحتلال «الإسرائيلي» (هيرتزل شافيز)، يستخلص منه أن إسرائيل لم تكن مهيأة عملياً ولا نفسياً لمواجهة مثل هذه الخسائر البشرية فلقد كانت المرة الأولى، منذ حرب 1948، التي يؤسر أو يقتل أو يُفقد لها فيها مثل هذا العدد من الجنود. امتد تأثير الحرب إلى الميزان التجاري «الإسرائيلي» وبلغ العجز خلال شهر كانون الثاني 1974 (142) مليون دولار وعزلت «اسرائيل» عن المشاريع الغربية مؤقتا..الا أن خيانة العرب مرة أخرى مكنت اسرائيل من اللعب بدماء المنطقة فكان هذا الزلزال الدموي في الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية برمتها فإن هدأت مصر اشتعل العراق وان خمدت الفوضى في تونس نسمع صوتها مجددا في الجزائر.. والمستفيد الأول والأخير من هذا الخراب هو «اسرائيل». |
|