|
شهداء ملفوفاً بالعلم الأغلى .. مرفوعاً على هامات الرجال من رفاق السلاح وأصدقائه وصل إلى قريته المجيدل في ريف طرطوس وزغاريد النسوة تهلـّـل .. تطرد خفافيش العتم والفتنة والغدر والآلاف من ابناء قريته والقرى المجاورة كانوا بانتظاره .. إنه العريس.. عرس الشهادة والعريس هو الشهيد محمود يوسف العلي .
تقول زوجة الشهيد السيدة غندلين العلي : روحه اشتهت الشهادة .. كان يغار من أصدقائه الذين سبقوه على درب العلا وكان يتمنى لو كان معهم.. وقبل يوم من استشهاده استمع لكلام المفتي سماحة الشيخ أحمد بدر الدين حسون وهو الذي قدّم ابنه سارية حسون قرباناً على مذبح الوطن سجل ما قاله وحفظه عن ظهر قلب وقال : كلنا فداء للوطن. حسن العلي ابن الشهيد قال : لقد أيقظني والدي صباحاً لأكمل دراستي قبل أن أذهب لامتحاني وأوصلني للمدرسة وأوصاني خيراً بأهلي ووطني .. وقبل أن أجلس على مقعد المدرسة أتاني صوت الانفجار “ واهتمام المعلمات بي كان دليلاً أنه أصاب أبي .. وأصوات الطلقات النارية التي تبعت الانفجار كانــــت كالخنجـــر الغادر .. تريـــد أن تقصـــم ظهر الحلم ... آه يا أبي!! إنا علــــى العــــهد باقــون .
أخ الشهيد السيد حسين العلي قال إنه: طوال خدمته في الجيش وعلى مدى /32/ سنة كان مثال الأخ والصديق وكان بيته واحة للجميع من أبناء قريتنا.. في السراء والضراء.. كان يحضّر نفسه للتقاعد والعودة للقرية حيث بنى غرفتين صغيرتين ولم يكملهما . والدة الشهيد السيدة مطيعة عبد الرحمن علي قالت : صعبٌ على الأم أن تدفن ابنها ولكن عزائي أنه سقط شهيداً وهو يقوم بواجبه الوطني.. بكيته كأمٍ ثكلى فجعت بولدها فلذة كبدها .. وزغردت كأمٍ تزف ابنها عريساً للوطن.. ولدي ليس أول الشهداء لكني أتمنى أن يكون آخرهم.. وأن يخرج وطننا من هذه المحنة. أخوات وأخوة الشهيد قالوا : كلنا مشاريع شهادة حين يمسّ الوطن مكروه.. هكذا علــّمنا جدنا الشيخ الثائر صالح العلي . وهكذا تعلمنا في بيوتنا وهكذا سنعلــّم أبناءنا.. فالوطن عزيز والنصر قريب بإذن الله تعالى. والشهيد محمود يوسف العلي ولد في قرية المجيدل عام 1962 لأسرة فقيرة تعمل بالزراعة درس وتعلم في الشيخ بدر والتحق بصفوف القوات المسلحة عام 1979 , متزوج وله ولدان يوسف وحسن.. استشهد بتاريخ 11/1/2012 على يد عصابات الإجرام والإرهاب في الساعة السابعة صباحاً في الصبورة. |
|