|
قاعدة الحدث التي تمتص خيرات البلاد، وقد بدأ الإنكليز باحتلال المناطق الجنوبية التي يغلب عليها الوثنيون، ثم اتجهوا إلى الشمال حيث الممالك الإسلامية لتبدأ من سنة 1899م، واتبع الإنكليز سياستهم الخبيثة «فرق تسد» فأوقعوا الخلافات بين الإمارات المسلمة في الشمال، وعملوا على إيجاد الفرقة بين الشمال والجنوب.
بعد قيام الحرب العالمية الأولى أيقن الإنكليز أن بقاءهم في هذه البقاع البعيدة عابر وأنه سيأتي اليوم الذي سيخرجون فيه من هذا البلد فعملوا على اتباع سياسة مرنة ناعمة لكسب الناس، وعملوا على تكوين منظمات وهيئات سياسية لإعداد جيل من الساسة يكون ولاؤهم الكامل والتام لإنكلترا مثل ناندي إزيكوي الذي رعته إنكليزا وبرزته في صورة الزعيم الوطني، وأنه المنقذ و المخلص الوطني، كما ظهرت شخصية أخرى أكثر إرتباطاً بإنكلترا وهو أوباكيمي أواولو الذي أنشأ حزب العمل وأظهر اهتمامًا شديدًا بقضايا المسلمين ولكن على أساس قبلي محض، فرق شملهم وسادت الفوضى في نيجيريا، وأخذت بعض الأقاليم تطالب بالاستقلال، وظهر حزب هيئة مؤتمر الشمال بزعامة أحمدو بيللو سنة 1952م، وأخذ كل إقليم يفاوض الإنكليز بمفرده على الاستقلال، واستقل الإقليم الشمالي سنة 1959م، وسعت بقية الأقاليم لذلك، ورأى كل من إزيكوي و أواولو الدخول في انتخابات عامة مع مؤتمر الشمال لتكوين حكومة وطنية. حققت إنكلترا ما كانت تهدف إليه في شكل حكومة نيجيريا، إذ انتهت لعبة الأحزاب والتحالفات القبلية والدينية لقيام حكومة اتحادية فيدرالية تشمل الأقاليم الآتية: (1) نيجيريا الشمالية وعاصمتها كادونا. (2) نيجيريا الغربية وعاصمتها إيبادان. (3) نيجيريا الشرقية وعاصمتها إينوجو. (4) لاغوس (5) الإقليم الغربي الأوسط وكان يشمل بنين ثم انفصلت بنين في جمهورية مستقلة. ووافقت إنكلترا على استقلال نيجيريا وأعلن هذا الاستقلال في 1 تشرين الأول 1963م، وذلك ضمن رابطة الشعوب البريطانية ( الكومنولث ) لتخرج إنكلترا بعدها من نيجيريا وتتركها في دوامة الصراع القبلي والديني و فريسة للانقلابات العسكرية و الفوضى . و يسمي العرب هذه المنطقة قديما بالسودان الغربي أو بلاد التكرور، و تبلغ مساحتها 768،923 كيلو مترا مربعا أي حوالي 3% من مساحة القارة الإفريقية، وتحدها من الشمال جمهورية النيجر، ومن الشمال الشرقي جمهورية تشاد، ومن الشرق جمهورية الكاميرون، ومن الغرب جمهورية بنين، ومن الجنوب المحيط الأطلسي. وفي سنة 1899م تمّ اعتماد اسم نيجيريا من قبل الحكومة البريطانية، وأول جريدة نشرت هذا الاسم هي جريدة التايمز البريطانية، وذلك في شهر كانون الثاني 1897م، وتمّ التوحيد بين الإقليم الجنوبي والشمالي في بداية عام 1914م ليكوّنا نيجيريا الحالية، وتشتمل حاليا على 36 ولاية، وعاصمتها أبوجا. تعدّ نيجيريا أكبر دولة في إفريقيا من حيث كثافة السكان، ويقدر عددهم حسب إحصائية عام 2010م بحوالي 154,729,000مليون نسمة، ويشكّل المسلمون الغالبية العظمى فيها ويتركزون في الشمال والغرب. وهي من أغنى دول العالم بالثروة الطبيعية وخاصة البترول الذي يشكل أكبر منتوجاتها، كما تتمتع بغزارة الأمطار وأراض خصبة صالحة للزراعة تمثل نسبة 78,4في المئة من المساحة الكلية ،و هي ذات قبائل متعددة أشهرها قبائل الهوسا والفولاني والبرنو و اليوربا والإيبو. و تعتبر نيجيريا من بين الدول الكبرى مساحةً تغطيها سهول خصبة بالجنوب والوسط وهضاب بالشمال، بينما تقل فيها المرتفعات، و مناخها متنوع، يتميز بتساقطات مطرية بالشمال صيفا، بينما ينتشر المناخ الاستوائي بالجنوب المتميز بارتفاع الحرارة وكثرة التساقطات خاصة في فصل الصيف ، حيث تغطي الغابات 14.8%. تنتج نيجيريا كميات هائلة من المواد الأولية، حيث تحتل المرتبة الثامنة عالميا في إنتاج الخشب، والمرتبة 12 من حيث احتياطي الغاز الطبيعي والبترول غير أنها تعاني من مشاكل تنموية عديدة، أبرزها ضعف مؤشر التنمية البشرية (الرتبة 152 عالميا)، و90% من السكان فقراء لايتجاوز دخلهم اليومي دولارين ، ويعانون من نقص في الخدمات الطبية، وضعف معدل أمد الحياة (51.8 سنة)، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الأمية لدى الكبار (60%) و تشتغل نسبة كبيرة من السكان النشطين بالقطاع الزراعي (70%) لكنه لا يساهم إلا بنسبة 30% في الناتج الداخلي الخام، بينما لا تشغل الصناعة سوى 10% من السكان النشطين في حين تبلغ مساهمتها في الناتج الداخلي 46%، أما قطاع الخدمات فيشغل 20% وتبلغ مساهمته في الناتج الداخلي 24.5%. و تتنوع المنتجات الزراعية بنيجيريا، وتتشكل أساسا من الحبوب (قمح، ذرة، أرز...) وقصب السكر والقطن ، أما قطيع الماشية فيتشكل أساسا من الأبقار والأغنام والماعز، بينما تتنوع فروع الإنتاج الصناعي فيها ، وتتشكل أساسا من الصناعات البتروكيماوية (45%) والكيماوية (24.8%) بفضل توفر البلاد على مصادر طاقة مهمة (بترول، غاز طبيعي) بالإضافة إلى صناعة الخشب والمواد الغذائية. من أهم الصناعات في نيجيريا: النفط، والفحم، والقصدير، والكولومبايت، وزيت النخيل، والفول السوداني، والقطن، والمطاط، والصوف، والمنسوجات، والأسمنت، ومواد البناء، والمواد الغذائية، والأحذية، والكيماويات، والأسمدة، والطباعة، والخزف، والصلب، و سجل معدل نمو الإنتاج الصناعي في عام 2000 فقط 1.5 في المئة . من أهم المنتجات الزراعية في نيجيريا: الكاكاو، والفول السوداني، وزيت النخيل، والذرة، والأرز، والسرغوم، والدخن، والمنيهوت، والبطاطا، والخشب. ومن ثرواتها الحيوانية تتمثل بتربية الماشية، كالابقار والأغنام، والماعز، والخنازير؛ إضافة إلى الأسماك. في حين أهم الصادرات تتمثل بالنفط والمنتجات النفطية نحو 95% من إجمالي الصادرات النيجيرية، إضافة إلى الكاكاو والمطاط، وتمثل الآلات، والكيماويات، ومعدات النقل، والسلع المصنعة، والأغذية، والحيوانات الحية أهم الواردات. ويعاني الاقتصاد النيجيري كثيراً من التردي بالرغم من غنى البلاد بالثروات المتنوعة و خاصة النفط و الغاز وذلك بسبب عدم الاستقرار السياسي، واستشراء الفساد، وسوء الإدارة . |
|