|
البقعة الساخنة وسورية تدرك تماماً أن كل مبادراتها خارج المنطقة العربية، وهم لايدركون في الوقت ذاته حجم الضرر الذي سيلحق بهم أنفسهم، قبل أن يطول الضرر الجانب المستهدف. وبعد التقرير الموضوعي إلى درجة معقولة الذي قدمه الفريق أول مصطفى الدابي رئيس لجنة المراقبين العرب إثر شهر من الطواف بجميع المحافظات السورية تبين بجلاء أن ثمة مسلحين يقومون بجرائم قتل للمدنيين والعسكريين على السواء، فضلاً عن ثبوت مسؤوليتهم عن قتل جاك جاكييه الصحفي المراسل لمحطة فرانس 2 الحكومية، والذي كان ضمن فريق من الإعلاميين للاطلاع على طبيعة المواجهات في حمص.. تقرير لجنة المراقبين العرب لم يحقق الغاية منه، فقد كان أصحاب المخطط يتوقعون أن ترفض سورية ذلك الطلب، لكنها خيبت مخططاتهم من خلال موافقتها لإدراكها أن اللجنة - وفي أدنى حدود المنطق- لا يمكن لها أن تتجاهل الوقائع على الأرض، وسوف تكون مضطرة للاعتراف بوجود الجماعات المسلحة بغض النظر عن أي تبرير لوجودهم. النتائج على الأرض خالفت كل من عمل على زيادة التوتر على الأرض. ويزيد من تعقيد الأزمة التخبط المستمر الذي يقع فيه منفذو الإرادة الخارجية، فهم يذهبون بعيداً في مطالبهم متخلين حتى عن أدنى الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها، وهو ما يبدو واضحاً من خلال تخلي جامعة الدول العربية عن دورها الذي وافقت عليه سورية، وإيكال المهمة الى مجلس الأمن الذي سيواجه الفشل من خلال حائط الصد المشترك لكل من روسيا والصين باستخدام حق الفيتو، اعتماداً على معرفتهما بحقيقة الأوضاع في سورية، وطبيعة علاقات الصداقة التي تربط بين شعوبها... إن قادم الأيام سيشهد كثيراً من التدخلات الدولية بشأن سورية، ولكن بعيداً عن أي إرادة عربية رسمية. |
|