|
دراسات فالتبرير الذي ساقته إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة في أن تأجيل المناورات جاء لتهدئة الأجواء المتوترة وحرصاً على عدم التصعيد بين إيران والمجتمع الدولي.، أمر مضحك للغاية فمتى حرصت إسرائيل و أميركا على تهدئة الأجواء وهما اللذان يدفعان بها بين الحين والآخر إلى مزيد من التأزم ويحاولان دائما اللعب على كل الأطراف والإيقاع بين إيران والمجتمع الدولي للضغط على طهران ولن يكون لديهما أي مانع في استدراج التأييد الدولي للتدخل العسكري لضرب إيران وان كانتا تقطعان الوقت بالضغوط الاقتصادية لحين نضوج الأجواء الملائمة لخياراتهما العسكرية غير المستبعدة من قاموسهما . مسؤولون في وزارة الحرب الإسرائيلية طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم قالوا إن المناورات المقررة بين الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة لن تجري قبل النصف الثاني من العام الجاري، وذلك حرصاً من الإدارة الأميركية على عدم تصعيد الوضع المتأزم أصلا مع إيران في هذه المرحلة حسب تعبيرهم .اللافت أن إسرائيل تبرر لأميركا قبل أن تبرر لنفسها سبب تأجيل المناورات التي أطلقوا عليها مايسمى (التحدي الصارم 12) في تماهي كامل في الخطط والنوايا والكذب والتضليل للرأي العام مع واشنطن بغية كسبه والظهور أمامه في مظهر الحريص على الأوضاع وعدم تأزيمها وهو أمر مفضوح ومكشوف في ضوء مايجري من أحداث في المنطقة ، حيث كان من المفترض إجراء المناورات الإسرائيلية الأميركية المشتركة في نيسان المقبل بهدف تطوير التعاون والتنسيق الحربي واختبار أنظمة جوية مخصصة لاعتراض الصواريخ الموجهة لإسرائيل من مناطق بعيدة مثل إيران.وما يؤكد كذب هذه الادعاءات هو ذلك التناقض في تصريحات المسؤولين في أميركا وإسرائيل فمنهم من أكد في تصريحات للعديد من وسائل الإعلام أن قرار التأجيل لم يتخذ لأسباب تتعلق بتهدئة الأجواء المأزومة مع طهران، بينما ألمحت مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أن قرار التأجيل جاء لأسباب مالية بحتة للتخفيف من الضغوط على الميزانية الأميركية وهو تبرير يمكن أن يؤخذ به في ضوء الوضع المالي المأزوم لأميركا في ظل سياسات رئيسها باراك أوباما الرعناء وحروبه العبثية التي خاضها في العراق ويستمر بها في أفغانستان .والذي يدعم تكذيب حرص واشنطن على التهدئة ويلفت النظر تلك التصريحات التي رفض فيها مسؤول أميركي الربط بين قرار التأجيل وحرص واشنطن على عدم تصعيد الموقف مع طهران، وتأكيدات مسؤول إسرائيلي آخر عزا التأجيل إلى ما أسماه (مشكلات لوجستية) كانت وراء القرار وهذا ما أكده كثيرون من قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي . الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن مصادر أمنية لم تسمها أن تأجيل المناورة المشتركة الذي كان مقررا القيام به بعد عدة أشهر (تم لاعتبارات عملياتية)، وبحسب الإذاعة فإن تكلفة التدريب كانت باهظة، إذ كان من المقرر أن يشهد مشاركة الآلاف من جنود الطرفين. جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قلل من أهمية هذا التأجيل قائلا إن تأجيل المناورات أمر عادي في جميع الجيوش العالمية،وهذا دليل أخر أن التأجيل في سياقه الأميركي الإسرائيلي ولأسباب تتعلق بمصلحة الفكر العدواني الحربي لديهما والظروف التي تلائم الاستراتيجيات الإسرائيلية الأميركية في المنطقة ,وان كانت فاشلة عندما تسقط على الواقع وهذا أمر أكدته الوقائع والتجارب . قرار تأجيل المناورات المشتركة جاء بالتزامن مع زيارة يقوم بها الجنرال مارتن ديمبسي رئيس أركان الجيوش الأمريكية لإسرائيل،وهو أمر له دلالته ويؤكد أن ثمة ترتيبات عسكرية يتخذها الطرفان ستتكشف في الأيام المقبلة كونها تحمل طابعاً من السرية حيث لم تعلن وزارة الحرب الإسرائيلية أي تفاصيل عن جدول أعمال زيارة المسؤول العسكري الأمريكي ،لكن من المؤكد أن الموضوع الإيراني سيكون على رأس جدول مباحثاته مع قادة الكيان الإسرائيلي العسكريين. لاشك أن نوايا الحرب على طهران متجذرة في الفكر الأميركي الإسرائيلي لكنها تراوح مكانها بسبب مخاوف من تداعيات أي هجوم قد يقلب الأمور رأساً على عقب في اتجاه لا يرضي واشنطن وإسرائيل وربما كان وبالاً عليهما، وحتى من جانب تشديد العقوبات التي تدفع بها إسرائيل الغرب لفرضها على طهران، ترى أميركا مترددة وتخشى من ارتفاع سعر برميل النفط في عام انتخابي .مصادر إعلامية دولية تحدثت في الآونة الأخيرة عن مخاوف أميركية من عملية عسكرية إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية، ومنها صحيفة (وول ستريت جورنال) التي قالت إن واشنطن قلقة من أن إسرائيل تستعد لعمل عسكري ضد إيران ووضعت خطة طارئة للحفاظ على مؤسساتها في المنطقة . طبعاً هذا القلق ليس ناجماً من الحرص على عدم تفجير الأوضاع بل الخوف من زلزال قد تنهار معه جميع خطط الولايات المتحدة و يقصيها من جميع المعادلات التي عملت على مدى سنوات طويلة من صياغتها وخاضت من أجلها حروباً طويلة لتحقيق مصالحها ،والأكيد أن أميركا لن تبقى في موقع المتفرج بل ستشارك إسرائيل أي عمل عسكري ضد طهران فلماذا اللف والدوران والتظاهر بالخوف من خطوة إسرائيلية تشتهيها أميركا وتبادلها إسرائيل نفس الشعور والرغبة في ضربة أميركية لمنشآت إيران النووية. |
|