|
دراسات حيث تشير الدراسة إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولاساركوزي اعتمد سياسة خارجية متشددة ومعادية لكل من سورية وليبيا وأن هذه السياسة التي تمثلت بالمشاركة في قصف ليبيا والاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي وممارسته الضغوط على سورية بأشكال متعددة جعلت الكثير من المحللين يشيرون إلى تأثره بأفكار الصهيوني الفرنسي «برناردليفي» الذي كان المحرض الرئيسي لغزو ليبيا. وتشير الدراسة إلى أن برنامج ساركوزي الانتخابي تضمن رؤية لفرنسا الجديدة على أساس رفض الليبرالية المحافظة واعادة الديناميكية الشابة ولكن على صعيد الواقع تخلى عن وعوده وهو يحاول الإساءة إلى المبادىء الديغولية التي يدعي أنها شاخت. وتؤكد الدراسة أن المواقف الأكثر وضوحاً في سياسة ساركوزي هي تأييده الأعمى للسياسة الأميركية في العالم . مخالفاً بذلك كل الأعراف التي سارت عليها السياسات الفرنسية السابقة وبرز موقفه الواضح في تأييده لمشروع الدرع الصاروخي الذي اقترحته الولايات المتحدة في أوروبا. كما أنه لم يبد موقفاً نقدياً واحداً للاحتلال الأميركي للعراق، ويقف إلى جانب واشنطن فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب دون تحفظ ، سائراً على خطا« طوني بلير» في بريطانيا الذي أيد بقوة السياسة الأميركية دون أي تحفظات وجعل بريطانيا بمنزلة الذيل للولايات المتحدة تؤيدها في كل صغيرة وكبيرة حتى ولو جاء هذا التأييد على حساب المواطن البريطاني . وأسهم أيضاً في دعم الحرب الأميركية ضد أفغانستان من خلال اشتراك القوات الفرنسية بفعالية ضمن قوات الناتو وتصريحات ساركوزي المستمرة حول ضرورة مشاركة فرنسا في هذه القوات. ويبدو من الواضح أن الرئيس الفرنسي السادس« نيكولا ساكوزي» تجنب خلال حملته الانتخابية الخوض في تفاصيل السياسة الخارجية وخاصة حول بعض المسائل كموقع فرنسا داخل أوروبا، وأي أوروبا يريد؟ هل هي أوروبا الأوروبية المستقلة والعزيزة على «ديغول» أم أوروبا الأطلسية القريبة من التيار الأطلسي الأميركي والتي من خلالها تطبخ السياسة الشرق أوسطية التي لاتتوافق بتاتاً مع المصالح السياسية لفرنسا في العالم، والتي لاتنسجم مع الإرث الديغولي؟؟ نستطيع القول ومن خلال الوقائع والأحداث أن الرئيس «ساكوزي» قد وضع فرنسا تحت مظلة السياسة الأميركية ، سواء كان ذلك في أوروبا أم في العالم بأسره ، فقد أيد بقوة احتلال العراق ودافع عن ذلك بعنف، ولم يكن منصفاً أو موضوعياً مع قضايا الأمة العربية وخاصة قضية فلسطين وقضية احتلال العراق وغيرهما. إن ممارسات ساركوزي على صعيد السياسة الخارجية تشير إلى استعداده للتضحية والإطاحة بالخط الفرنسي الذي رسمه الرئيس الأول في الجمهورية الخامسة . وقد أكد محللون سياسيون غريبون أن ماأثلج صدر الرئيس الأميركي السابق«بوش» هو وصول حليف له إلى رئاسة دولة أوروبية متوسطية قريبة جغرافياً وتاريخياً من المنطقة العربية، حليف يجيد كيفية التعامل مع العرب انطلاقاً من هذه الفرضية ، وقد زار ساركوزي الولايات المتحدة والتقى /بوش/ عدة مرات في خضم الانتخابات الرئاسية في فرنسا/2006-2007/، ثم من خلال اتصالاته ومشاوراته الدائمة معه. وقام ساركوزي بطرح مشروع/ الاتحاد من أجل المتوسط/ بشكل ارتجالي فاجأ كل المحللين السياسيين ، وذلك ليكون البديل لمشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير الذي أخفق بفضل فشل المخطط المشبوه ضد المقاومة الوطنية اللبنانية. وليتمكن ساركوزي من إقامة هذا الاتحاد، كان عليه الفوز في الانتخابات الرئاسية الفرنسية وقد استغل ساركوزي تأييد /بوش/ ومزاياه الشخصية وزحف باتجاه قصر الرئاسة الفرنسية . لقد أشهر ساركوزي أطلسيته وإعجابه بالنمط الأميركي السياسي والاقتصادي الليبرالي في حزب التجمع من أجل الجمهورية الشيراكي بفرنسا ، ولم تكن له معارضة قوية في ذلك يمكن أن تقف أمام أفكاره وسياسته. وأدان ساركوزي الحرب على العراق بشكل خجول جداً ، في الوقت الذي كان فيه الموقفان الفرنسيان الشعبي والرسمي معاديين بقوة لهذه الحرب المدمرة. ووصل ساركوزي إلى رئاسة الحزب الحاكم والسيطرة التامة عليه، وجذب بعض أقطاب شيراك إلى جانبه، مجابهته العنيفة لمعلّمه /شيراك/ ولرئيس وزرائه /دوفلبان/ والانتصار عليهما بذكاء ممزوج بخبث سياسي نادر. وتشير الدراسة إلى أن العداء الخاص الذي يكنه ساركوزي للعرب ليس مرتبطاً بميوله السياسية والعاطفية وارتباطه الوثيق بالصهيونية وإسرائيل وحسب بل أيضاً من مواجهته الدائمة والأحادية الجانب الآخر واصفاً العرب بآلات التنظيف وبالأوباش ولايخفي ساركوزي عدم فهمه بالعالم العربي. وتؤكد أن تجربة ساركوزي مع ليبيا تشير إلى حقده على العرب فضلاً عن طمعه بالحصة الأكبر من النفط الليبي الذي ذهب 35٪ منه إلى شركات فرنسا لأنها ساهمت بتدمير نظام القذافي، كما قام ساركوزي بدور محوري في التصعيد الغربي ضد سورية مستغلاً المحافل الدولية للشحن السياسي والإعلامي ضدها، حيث تواصل باريس تزييفها للحقائق على الأرض السورية . |
|