تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ديفيد فينشر: «عدت إلى مصدر ميلينيوم»

ثقافة
الخميس 26-1-2012
ترجمة: سراب الأسمر

يعود المخرج ديفيد إلى الثلاثية بفرح، وثلاثية ميلينيوم هذه إنما هي رواية رائعة وسلسة للكاتب السويدي ستيغ لاريسون.

ديفيد فينشر رغم اقترابه من الخمسين من عمره إلا أنه سينمائي معتد بنفسه. فمنذ بداياته اعتبرته هوليوود واحداً من هؤلاء الفتية الذين يشدون انتباهها كمهنيين، لكن كيف أنجز أعماله ؟‏

لقد قام بإخراجها بشكل رائع ونلاحظ ذلك في آليين 3, فايت كلاب fightclub، سيفن، زودياك، قصة بنيامين بوتون الغريبة، وغيرها من الأعمال و لعل أعظم أعماله كان هذه الثلاثية ميلينيوم: ثلاثية سوداء بحبكة محكمة، يتقمصها قاتل لسلسلة من الجرائم يتعذر إمساكه. وإن كان قد أخرج الجزء الأول من هذه المجموعة إلا أن الجزأين الآخرين سيعهد بهما إلى سينمائيين آخرين ففي سؤال صحيفة الفيغارو لديفيد حول ما إذا كان فيلمه ميلينيوم هو نسخة ثانية عن الفيلم السويدي أم إنه اقتباس جديد عن رواية ستيغ لارسون، يجيب فينشر بقوله: «بالنسبة لي، إنه اقتباس وليس نسخة ثانية. فأنا لم أشاهد فيلم نييل آردن أوبليف، ولست حريصاً على مشاهدته. فلقد أخذت بروايات ستيغ لارسون التي طالما تولعت بها «.‏

أما حول ما شده لهذه الثلاثية فيقول:‏

«يكمن التحدي في إخراج شيء لم يسبق نشره. في السينما حفظت عن ظهر قلب الشرطي العجوز مقابل الذئب الصغير. شاهدت مرات ومرات الشرطي الأبيض في مواجهة الشرطي الأسود، لكني لم أر أبداً الصحفي دون الأربعين ربيعاً يشكل فريقاً مع معارض فظ للمجتمع. هذا ما كان يهمني! لقد كانت الفكرة لا تقاوم.‏

وتسأله الفيغارو: كيف نجحت في جعل هذه الحبكة المعقدة جداً سلسة؟ يجيب فينشر: «تعلمون أن التركيبة السردية لهذه الرواية غريبة فعلاً، فيها شيء من الجنون، المقصود بذلك دراما مؤلفة من خمسة فصول، هذا يشبه الى حد كبير حبكة سلسلة تلفزيونية. فأنا و واضع الحوار ستيفن زيليان وجدنا أنفسنا أمام لوحة بازل كبيرة، أمام مجموعة ألعاب روسية الواحدة ضمن الأخرى ؛ فقد كان من الصعب علينا اعادة التوازن بهذه التركيبة ذلك لأننا اعتدنا العمل على نسق التركيبات الهوليودية ضمن ثلاثة أجزاء: مقدمة، حبكة وخاتمة الصراع. بينما هنا وجدنا أنفسنا نواجه أمراً مختلفاً، فالحبكة في ميلينيوم أخذتني في الخيال إلى صورة حصاة نرميها في بركة، فكلما ابتعدت الدوائر في الماء عن مركز رمي الحصاة كلما لامست القصة مواضيعاً أخرى، أسرار العائلة، الفساد، الفضائح المالية و التطرف السياسي «.‏

وبسؤال الفيغارو للمخرج فيما إذا كان يرغب أن يظل أميناً للرواية، يقول: «بالتأكيد، فهذا العمل بحد ذاته هو مسؤولية مقدسة وذلك حين تعلم ان هناك ثلاثين مليون قارئ عشقوا هذه الرواية، فلا يمكننا السماح لأنفسنا أن نقضي على ذلك بأيدينا».‏

أما حول كيفية البدء بالعمل فيؤكد على حصوله على ضمانة السلطات قبل كل شيء وأن المنتجين قالوا له بأن لديهم قصة أوروبية غامضة، تصنف أحياناً أنها x.. وأرادوا إفهامه بوجود جمهور ناضج... وبسؤال الصحيفة له إن كان يقصد بالفيلم أنه أقل هوليودية. يجيب ان تعبير «هوليودية» كلمة غريبة تعني كل شيء كما تعني لا شيء.‏

وبصدد رواية ليسبيث سالاند للكاتب نفسه كيف عمل على إخراجها فيقول: «صحيح كان ذلك صعباً فالكاتب لم يكن حائزاً على شهرة كافية واحتجت الى المزيد من الإقناع».‏

لمحة عن حياة الروائي ستيغ لارسون‏

إن النجاح الكبير الذي عرفته تجارة الكتب في السنوات الأخيرة تخفي خلفها قصة حزينة لـ ميلودرامي بائس. السويدي ستيغ لارسون المبدع والملهم لثنائية «ليسبيث سالاند» الذي لم ينعم بالنجاح في حياته، هذا وقد تعرض ستيغ لأزمات قلبية عام 2005 وهو لايزال في سن الخمسين وذلك قبل نشر سلسلته الروائية.‏

لقد هزت البلبلة القضائية التي تبعت مماته السويد. صحفي ومناضل يساري، ملتزم في محاربة أعمال العنف ضد النساء، كان يعيش منذ عام 1972 مع إيفا غبرييلسون دون عقد زواج. لم يكن يتوقع حدوث أي أحكام وصائية خاصة. وهكذا وجدت شريكته نفسها فجأة محرومة من أي إرث من حقوق الكاتب، فحسب القانون السويدي فقط الأب والأخ ورثا كل شيء، وغطت وسائل الإعلام الأحداث التي جرت بين أقارب الكاتب مما غشى صورة نجاح رواية «ميلينيوم». فكما هو الحال في أحداث الأفلام السيئة حرمت شريكته من الإرث لتؤول الدجاجة التي تبيض ذهباً إلى عائلته. وتحدثت غبرييلسون للصحافة عن علاقتها بستيغ لارسون ولهذا عقد الورثة معها اتفاقا ماليا. وتناقشوا حول حصصهم من عائدات أعماله التي نشرت في السينما.‏

كانت آكت سود actes sud أول دار نشر للكتب الأجنبية نشرت لهذا الكاتب المغمور في حزيران 2006 أعماله، وذلك بعد شرائها حقوق النشر بسعر زهيد. وهكذا أطلقت مجموعاته في الأسواق وعندها أصبحت كتبه معروفة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية