|
آراء ومنذ البدء يغلقون فسحة الجسد ويسدون الممرات المؤدية إلى أفق الأماني والوجدان.. خشبات تمشي على حاجات وأفئدة عيش لايتخطى اللقمة.. الجسد المهمل يعبث بمقدرات الروح كاللصوص الأغبياء الذين يخربون المسروقات وأرزاق الآخرين دون جدوى أو منافع. برهات نجاح النساء في امتحانات بروق الملامح والمطامح أجدر بالتقدير من لحظات الرجال... تستقيل نون النسوة من تصريف أعمال فعل الحياة وبرنامج إعمار الرغبات، يتفاصح يأس العمر كبستان أطفأه العطش، فنام بلا أغصان وألحان وأحيان.. نساء ونساء يعشن بلا أي زمان ويركضن كالعرجان خارج درب الخطا والاتزان... وينصرفن عن الأناقات كالهاربات من جرب ساري المفعول. هاجس الجسد صديق صدوق لهاجس الروح... ولا يمكن للوجدان أن يؤلف وقتاً اجتماعياً أو حنوناً أو طوق نجاة دون هكذا صداقة تنشأ بعفوية بين أفراد عائلة الجسد والروح.. ولابد من أن يكون صوت الجسد متحاباً ومتنامياً مع صوت الأعمال.. الحبيبة لا تمسي حبيبة بعيداً عن هذه الصداقة الوجدانية الراقية بين نبع المشاعر وحقول الملامح.. امرأة حبيبة جبلية وسهلية ومدنية وقروية، في فصل جسدها كامل الفصول، وفي ضحكاتها أعمال الضحك الكاملة.. يتوضأ الحكي الحنون في عينيها مثل قديسة على مدخل صلاة ودعوات خاصة.. من مطر وعافية غناء وجريان زمان.. لا تشبه سوى أنوثتها الندية كقصيدة عشق يستيقظ قبل الوقت وينسى أن ينعس أو أن ينام.. مطرية تلك الحنونة كالجبال وكالمعاني في شروحات التلال وترش من عطر المدى عطراً على كل الصدى وعلى العدا، لتصير ترنيمات عيش مشترك... تستنفر همة روحها في دعم نداءات المتعبين.. كثيراً رأيتها تلم التعب من (حواكير) حواس المرضى والمثقلين بأعباء التقهقر والارتماء ورغم أنها أنثى في طور القصائد العصماء، تتفوق على أنوثتها طبعاً بالاتفاق والتفاهم مع أنوثتها.. تسلل برقة إلى تراكمات الشقاء والشقيانين، وتنفض عن البؤس البؤس، وتهمس برفق ولطف في سمع الأوجاع، لعلها تستجيب لرأفتها وتتخلى عن بعض مصالحها واستثماراتها في بلاد الجسد أو معالم الروح.. وتنجح أحياناً.. وتنجح أكثر في كنس النسيان من حارات الوجدان وتخيط ببساطة وبهاء قميص فرحة وابتهاج لهذا أو لتلك. إنها امرأة من (عتابا جبلية) وإنها حسناء، وإنها أنوثة فارعة مثل أغصان حظيت بدعم الماء والهواء.. لكن درايتها بحسنها وعذوبة مبتدئها وخبرها لا تلهيها عن أناقة طبعها وتعديد محاسن سلوكها بالسلوك والأسلوب وليس بالتوضيح والشرح.. ببراعة تجد نفسها مع الآخرين المستضعفين أمام واقع حالهم ورداءة أيامهم وسوء تدابير حياتهم.. تسعى باتجاه هاويتهم، لتهزم السقوط قبل حدوثه، وتهزم صخرة الشقاء ما أمكنها قبل وقوعها على عبورهم الغافل. ما أرقها وما أعذب ابتسامتها التي تطلقها بكل حذر ورفاهية هي لم تقل عن أمرها أي كلام لكنها بالتأكيد مندوبة استثنائية لغيمات جبلية جاهزية غيثها عالية وعلى أهبة الشفافية والهطل. أنثى تهدي مطراً ليباس المتوعكين عاطفياً، وتهدي الأحباب شعوراً بالسعادة وشهية إضافية في مواجهة شهية اليأس والتعاسات الفرط والمجموعة.. مثل (بنك) خاص بتوزيع السعادات والأفراح تمنح الأصدقاء والصديقات قروض حب وسلفة طفولة على ذمة الإحساس ثم لا تطلب من أحد استرداد ديونها أو إعاناتها الوجدانية، وهي تبتسم لا تريد مقابل ابتساماتها مردوداً أو ربحاً أو شكراً سوى شكر نفسها واعترافات أعماقها بأنها على قيد الرقي والبهاء والبساطة منذ سنتين أو ثلاث سنوات أو أكثر أو أقل وهي توزع الغيم على بساتين الإحساسات وحدائق المشاعر في جميع المكان والزمان، حيث تكون وتحيا وترى وتحلم. تحمل في كلماتها صباحاً ومرحباً وهلا... وتفكك أزرار سترة المطر والبروق في حضرة مآس الناس الذين تراهم. وقتها صديق الألق كموسم براعم وأشواق امرأة مؤلف كامل من البهجة النادرة مثل حكايات الحارات المسنة وعيناها تدردران الفرح ونبرة حسها مؤشر أنوثة وشارات عبق بلدي متفاهم مع حداثة العطر وتجديد العواطف. لا تباشر درس الضحك قبل الكثير من التحيات البسيطة التي تجود بها شفتاها ووجنتاها الحنونتان كثيراً كجداول صيف مجتهدة بالجريان والسقي. حبيبة ودالية توق وسنوات وحياة.. لا تتعب موسيقا أنوثتها ومواويل رونقها ورفعة شأنها وحضورها جسد فارع وطبع بهاء. |
|