|
آراء بعضهم في مواقع القيادة السياسية، وآخرون في مواقع دينية، وثقافية، وإعلامية، يسوقون للصهيونية أهدافها ومشاريعها. وزير خارجية قطر في زيارته الأخيرة إلى أميركا، أعلن تمسكه بمهمة «إسقاط النظام في سورية».. هدف إسرائيلي أوكل إلى قيادة قطر، والوزيرة كلينتون أنّبته لفشل قطر بما وعدت به. كتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية: «أبالسة الشر قادة سورية وإيران، يريدون تدمير حلم الرب بإقامة الدولة اليهودية، وقيادة قطر تكفلت لنا بتدمير هؤلاء الأبالسة». كنت أتمنى على وزير خارجية «دويلة قطر» كونه رئيساً لدورة الجامعة العربية الحالية دعوة العرب في هذا الزمن الذي ينذر بموت أمة إلى تشكيل قوة عسكرية عربية لمواجهة الإرهاب الصهيوني المستمر منذ أكثر من ستين عاماً، والممعن في قتل وتشريد وترويع الفلسطينيين وأهلنا المحاصرين في غزة منذ سنوات، وفي اغتصاب المزيد من الأرض الفلسطينية، وتهويد القدس والأقصى وكنيسة القيامة بدلاً من دعوته إلى إرسال قوات عربية إلى سورية لمقاتلة الجيش السوري الذي يقف وحيداً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والطغيان الأميركي، وفي مواجهة تيارات الاستسلام العربي الذليل الخانع.. ولكنه لن يفعل، إن حمد وأميره منذ وصلا إلى السلطة جزء مهم من المشروع الأميركي الصهيوني الذي يهدف إلى تدمير أي موقف عربي يهدف إلى مواجهة المشروع الصهيوني.. كنت أتمنى على الوزير القطري حمد، وعلى غيره من الذين زاروا واشنطن مؤخراً والتقوا أوباما، والوزيرة كلينتون أن يطالبوا الإدارة الأميركية بدفع إسرائيل إلى الانسحاب من الجولان، ومن القدس ومن الضفة، وعدم التدخل في الشؤون السورية والعربية، وأن يهددوا بإرسال قوات عربية لمواجهة إسرائيل إذا ما استمرت إسرائيل في إرهابها وعدوانها، فصبر العرب نفد، والأمة العربية جادة في مواجهة إسرائيل، وفي تحديد موقف من أميركا إذا ما استمرت في دعمها للكيان الصهيوني. كنت أود أن يتجرأ الوزير القطري ويطالب الرئيس أوباما بسحب أميركا لقواعدها العسكرية من قطر التي تحتل نصف مساحة هذه الإمارة التي تعملقت بدعم أميركي وإسرائيلي وغربي ، ودعوة دول مجلس التعاون الخليجي إلى الموقف نفسه، ليكون الخليج عربياً بامتياز. كم كنت أتمنى على وزير الخارجية القطري وعلى أميره، أن يصدرا أوامرهما إلى الجزيرة بوقف تعاملها مع الإسرائيليين بدلاً من تحريض السوريين على بعضهم البعض والدعوة إلى بناء خطاب إعلامي عربي يجمع العرب ولا يفرقهم، يطفئ نار المؤامرة ولا يشعلها، يجمع العرب والمسلمين، ولا يمزقهم بين سنة وشيعة، وبين عرب وأكراد لإفشال المخطط الصهيوني الأميركي «برنارد لويس» الذي رسم خارطة تمزيق الوطن العربي بحسب تقسيماتهم الطائفية والمذهبية، ولجم تحرك الصهيوني برنار ليفي بطل مايسمى بالربيع العربي «الدامي». إن مايفعله أمير قطر ووزير خارجيته، وآخرون في منظومة الاستسلام العربي التي أنشأتها إدارة بوش قبل العدوان على لبنان عام 2006، وتابعتها الإدارة الحالية، يصب في خدمة المشروع الصهيوني الذي رسمه برنارد لويس الذي يقول في مقابلة مع وكالة الإعلام الأميركية في 20/5/2005 «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون ومفسدون وفوضويون، والحل السليم معهم هو إعادة احتلالهم، بتقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، وهذا دور يجب أن يوكل إلى بعض زعمائهم». الأمير القطري ووزير خارجيته، وآخرون من منظومة المشروع الأميركي الصهيوني، فرحون بأدوارهم، ويرون بالتكليف الأميركي الإسرائيلي مايمنحهم عظمة القوة والتأثير في صناعة الأحداث في المنطقة، وخلق أنظمة ترى في قيادة قطر البوابة إلى إسرائيل وأميركا . كتب جورج فريدمان في كتابه «المئة عام المقبلة»: «كان الاعتقاد أنها حقبة تتسم بالعظمة الأميركية، وهذه العظمة قاعدة انطلاقها الشرق الأوسط، ولكن هذه العظمة منيت بهزائم مريرة، لأن سورية هزمت مشروع الشرق الأوسط الكبير بدعمها للمقاومات العربية، هزيمة إسرائيل في لبنان عام 2006 شكلت هزيمة للعظمة الأميركية، وبتعبير أدق هزيمة للأحلام الأميركية الصهيونية». ويقول جورج فريدمان: ظلت سورية خارج السيطرة الأميركية، ولأن إسرائيل في هذه المرحلة تبحث عن مرتكزات لاستقرارها واستمرارها في المنطقة من غير حروب وعداء، بخلق المحيط المسالم لها عبر الاتفاقيات الاستسلامية كما حدث من خلال «اتفاقية كامب ديفيد، اتفاقية وادي عربة، اتفاقيات أوسلو» وعبر علاقات اقتصادية وسياسية مع بلدان عربية، كان لابد من تكليف أميركا لقادة دول عربية عديدة، ومنظومات سياسية مرتبطة بأميركا والغرب بالعمل على إسقاط النظام في سورية الذي مازال يرفض الاستسلام ويقاوم، وترى أميركا أن دور قطر مهم جداً، وهي اليوم تقود القاطرة العربية المعادية لسورية. |
|