|
معاً على الطريق وكالعادة نحن لا نفرق بين أميركا وإسرائيل في الموقف والمزاج، والثاني : الخطاب الانتخابي الذي ألقاه الرئيس الأميركي (الديمقراطي) باراك أوباما 25/1/2012 والذي يعتبر فيه بأنه هو الذي أنقذ أميركا والعالم من أسامة بن لادن الذي اصطادته الـ (CIA) في الباكستان وألقته في البحر بتاريخ 2/5/ 2011، وقد كان مجرد ذكر بن لادن أو ذكر تنظيم القاعدة في أميركا شبيهاً بذكر الشيطان، يجعل القلوب تختلج بالرهبة والعيون تحملق حواليها بهلع، للتذكير فإن بعض الآراء في أميركا آنئذ احتجت على أنه قتل بلا محاكمة ، لا من أجل التماس براءته أو تخفيف الحكم عنه بل لتمتع عيونها برؤيته يتهاوى لتطمئن قلوبها ويهدأ روعها ولتتشفى به. أطول حرب خاضتها أميركا طوال خمسة وأربعين عاماً ضد شعوب جنوب شرقي آسيا خلال الحرب الباردة شنها الرئيس ( الديمقراطي) ليندن جونسون (1963-1969) مستنداً إلى قرار من الكونغرس تلاه الرئيس ( الجمهوري) ريتشارد نيكسون (1969 -1974) هي ( الحرب على فيتنام) ورغم كل ما قامت به أميركا من وحشية بالطائرات وأحدث الأسلحة الفتاكة لقصف المدارس والمستشفيات ومحطات الوقود، والغازات ترشها على الغابات لتعريتها وعلى مواسم الأرز لتخدر الناس على مدى أربع وعشرين ساعة، ومن الأساليب التي لجأ إليها الفيتكونغ أنهم حفروا متاهات تحت الأرض وتركوا منافذ موهوها بالقش والحشائش ليطّلوا منها ويصطادوا الجنود الاميركيين وعندما اكتشفها الأميركان لم يستطيعوا الدخول إليها لصغر حجم الفيتناميين فاضطروا إلى اختياز جنود صغيري الحجم من القاعدة الأميركية، رغم هذا تكبدت أميركا خلال تلك الحرب خسائر فادحة بالمال والجنود حتى وصلت الى طريق مسدود كما قامت تظاهرات في الشارع الأميركي تطالب بإيقافها فاضطرت إلى عقد اتفاقية باريس في 27/1/1973 لإنهائها. وفي مطالع الألفية الثالثة وقعت أميركا في مستنقع الحرب على أفغانستان والعراق بحجة القضاء على الارهاب وحققت بوحشية انتصارات أسوأ من الهزائم، بما تكبدته من خسائر في المال والأرواح وما آل اليه الجنود من عاهات نفسية وجسدية جعلتهم خارج المجتمع، فانسحبت من العراق مغلوب على أمرها . ويبدو أن جبروت اميركا وما تتكبده خلال حروبها من خسائر وهي تعاني من أزمات اقتصادية فإنها غيرت استراتيجيتها أخيراً بإعادة النظر في علاقتها مع القوى الإسلامية بعد أن أحرزت اغلبية نيابية في تونس وليبيا ومصر بغاية التحرر من حالات القلق واحتمالات الصراع التي قد تكون خسائرها أكثر من مرابحها، وربما بنيات مضمرة ان تفيد منها في تحقيق أغراضها وهي تحاول الاستمرار في فرض سيطرتها على المنطقة العربية وعلى إمكاناتها الاقتصادية، فمدت يدها تصافح الإخوان المسلمين، وتعقد اتفاقيات مع طالبان وتعلن انها تدرس إمكانية حل مشكلة إيران بالطرق الديبلوماسية. |
|