|
واشنطن ولم يخف اوباما عزم بلاده على التدخل بسير الاحداث في سورية بما يخدم مصالحها بقوله: سندعم السياسات التي خدمت بلادنا بشكل جيد والتي تؤدي إلى فتح الاسواق مضيفا ان هناك مصلحة لنا في نتائج ما يجري في سورية. وينظر المتابعون للشأن الامريكي إلى ان اتكاء اوباما في خطابه السنوي أمام الكونغرس على السياسة الخارجية وحديثه المبالغ فيه عن الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم يضعه في موقع الاتهام والتنصل من وعوده الانتخابية التي بنيت على خطاب داخلي للتغيير ركز على قضايا الاقتصاد والضمان الصحي واغلاق معتقل غوانتانامو الذي بات يعد رمزا عالميا من رموز انتهاك حقوق الانسان والتمييز العنصري اذ انه يقسم الناس بين فئة تتمتع بكل الحقوق القانونية واخرى لايحق لها حتى حق التقاضي امام المحاكم الامريكية. وتعيد مصطلحات الوقوف ضد العنف والتخويف وقوة التغيير التي استخدمها اوباما بكثرة في خطابه إلى الاذهان الادبيات التي كان يستخدمها سلفه جورج بوش الذي ادعى انه يمثل مشيئة الله على الارض واطلق مقولة من ليس معنا فهو ضدنا معبرا بذلك عن جوهر الديمقراطية الامريكية القائم على الغاء الآخر و تحويله إلى نسخة امريكية. ويرى مراقبون انه عندما تستمع شعوب العالم إلى حديث اوباما المسهب عن قوة الديمقراطية والكرامة الانسانية وحقوق المرأة والاقليات وغيرها مما ورد في خطابه بكثرة فانه من حق هذه الشعوب ان تسال أين الكرامة الانسانية مما يجري في معتقل غوانتانامو وما جرى في معتقل ابي غريب في العراق و اين حقوق الاقليات والاديان مما تقوم به اسرائيل بدعم امريكي مطلق من انتهاك لكل المقدسات والقيم الدينية للشعب الفلسطيني الاعزل واين قوة الديمقراطية من تحدي الولايات المتحدة لارادة العالم وتهديدها بالفيتو منفردة لمنع حصول الفلسطينيين على دولة مستقلة كاملة السيادة. وفي مكان آخر فضحت تصريحات اوباما زيف ادعاء بلاده الحرص على تقدم ورفاهية الشعوب عندما تباهى بعقوباته الاقتصادية على ايران التي رأي انها ستؤدي إلى شلل الاقتصاد دون ان يلقي ذلك ادانة اي من اعضاء الكونغرس رمز الديمقراطية الامريكية. وتبقى تعليقات الرئيس الامريكي حول مقتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الاكثر اثارة للجدل والتي يجب ان يتنبه لها دعاة الحرية وحقوق الانسان حيث وضع هذه العملية في اطار الانتقام الامريكي وليس تحقيق الديمقراطية في ليبيا بقوله صراحة: ان القذافي الذي لوث يده بدم الامريكيين رحل اليوم متباهيا امام انصاره بما سماه نجاحا امريكيا تمثل بقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وكعادته لم يستطع اوباما انهاء خطابه قبل ان يعرج على بديهية امريكية تؤمن بها كل الادارات الديمقراطية والجمهورية معلنا حرصه على امن اسرائيل وتعزيز التعاون العسكري معها حتى لو كان ذلك حساب فقدان الامن وهضم حقوق الشعب الفلسطيني. |
|