تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


النصـــر لســـــــورية.. وضرباتهــــــــم في مهــــــــب الريـــــــح

عدد خاص
الأحد 15-4-2018
فاتن أحمد دعبول

كانت السنوات السبع العجاف كافية لتكسب الشعب السوري صلابة وقوة في مواجهة أعتى وأبشع حرب يمكن أن تشن على بلد في العالم، واستطاع الجيش العربي السوري ومن خلفه القيادة الحكيمة والشعب الصامد أن يحصدوا ثمرة نضالاتهم نصرا كبيرا شهد له العالم جميعه.

وما الضربة الحاقدة فجر اليوم إلا تعبير عن إفلاس حقيقي للكيانات المعادية التي مابرحت تعلن عداءها الآثم لأصحاب القضايا العادلة متلطية وراء حجج وأسباب لاتملك من مصداقيتها أي دليل.‏

محاولات يائسة‏

يقول د. علي القيم: كاتب وباحث: إن هذا العدوان الغاشم المدبر والمقصود والذي قامت به الدول الدول الأربعة التي باتت معروفة للجميع لاشك أن الهدف منه هو النيل من صمود وشموخ الشعب العربي السوري، وإخضاع هذا الشعب لإرادة القوى العظمى، إلى جانب تحطيم القوى المنتصرة التي حققت الانتصار على قوى الإرهاب والتكفير والتدمير.‏

لقد أثبت التاريخ أن هذا الشعب السوري كان دائما أقوى من كل الهجمات الظالمة التي تعرض لها عبر التاريخ وأنه كان دائما ينتصر بإرادته ولحمته وتكاتفه مع بعضه البعض، وسورية كانت دائما قادرة على رد العدوان والتصدي والقول أن الإرادة الشعبية أقوى من كل إرادة ظالمة وحاقدة تسعى للنيل من كرامته وإبائه ومن حضارته.‏

لقد شهدت فجر اليوم بأم عيني كيف تم استهداف مركز البحوث العلمية بالقرب من منزلي، وهذا المركز أعرفه جيدا إنه مركز للبحث العلمي ومركز إشعاع للعلم وللدراسات وأيضا هو مركز لنخبة من كبار العلماء والباحثين المعروفين في سورية والعالم، ولاشك باتت» كذبة الكيماوي» مكشوفة للعالم وهي مسخرة من مسخرات» ترامب».‏

وأنا أردد دائما إن الله حامي سورية وإن إرادة شعبها الأبي الصامد أقوى من كل المؤامرات والمهاترات والأكاذيب التي تمولها الصهيونية وتقوم بتنفيذها الولايات المتحدة الأميركية ومن لف حولها.‏

صلابتنا وصمودنا.. أقوى‏

ويقول د ثائر زين الدين مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب: عندما استمعت ليلة البارحة إلى ماقاله الرئيس الأميركي ترامب وما تلا ذلك من توجيه ضربة صاروخية ثلاثية إلى دمشق، تذكرت على الفور العدوان الثلاثي على مصر في عهد الرئيس عبد الناصر في العام 1956 حيث برز الموقفان الوطنيان أولهما موقف عبد الناصر في ذلك الوقت الذي كان حريصا على كرامة بلاده وأمته وعلى استقلالية قرارها، يشابهه اليوم الموقف السوري بالحرص على عزة سورية وكرامتها ووحدة ترابها وناسها واستقلالية قرارها.‏

مثل هذه الضربة وغيرها لاتؤثر بصمود الشعب السوري المعروف بصلابته وشدة مراسه، فقد صمد عبر أشد اللحظات شراسة وصعوبة وستخرج سورية من هذه الأزمة كما خرج طائر الفينيق ذات يوم من الرماد أقوى وأبهى وأجمل.‏

عنوان للإفلاس‏

ويبين د. محمود حمود مدير عام الآثار والمتاحف أن فشل المشروع الأمريكي/ الصهيوني عبر العصابات الإرهابية التي شنت حربها العدوانية على بلدنا، وجاءت من أصقاع الأرض كافة، تأكد لها أن انتصار الجيش العربي السوري ومعه الشعب والقيادة الحكيمة على هؤلاء بات واقعا حقيقيا لذا حاولت تلك الدول أن تحفظ ماء وجهها فكان العدوان الثلاثي في محاولة لتحقيق ماعجزوا عن تحقيقه، لكن شجاعة الجيش العربي السوري ووقوف الدول الحليفة كانت كافية لتكون الهزيمة النكراء بانتظارهم.‏

كان الاستعداد كبيرا لمواجهة العدوان ماأدى إلى إفشال هذه المخططات وبالتالي كان لابد من إنزال هذا المخطط ومن وضعه وعلى رأسه الأمريكي ترامب عن شجرة عالية وبالتالي قام بهذه الضربات المحددة غير المؤثرة والتي لاتبدل من النتيجة شيئا ولايستطيع من خلالها أن يحقق أي نتيجة على الإطلاق ولكنها تحفظ ماء وجهه أمام الرأي العام الأمريكي وأمام التصريحات العنترية التي أطلقها عند بداية التحضير للعدوان، وهذا يدل على هزيمة مشروعه وعلى انتصارسورية الحاسم.‏

وربما تكون هذه آخر محاولاته وهذا يدل على عجز عن تحقيق أي انتصار على سورية، وأن كل مافعلوه من عدوان فشل في تحقيق أي نتائج، مبارك لسورية انتصارها، وكل مايحدث لن يزيدنا إلا صمودا وإصرارا على تحقيق النصر على الجماعات الإرهابية التي تدعمها الدول الإقليمية والدول الكبرى على شعبنا.‏

سنكمل الطريق، وستزيد جرعة العمل بتكاتف شعبنا، لأن المخطط أصبح واضحا» صهيوني /أمريكي/رجعي /عربي» للنيل من موقع سورية ودورها ووجودها، ولكن هيهات والانتصارات خير دليل.‏

لحظة فارقة‏

ويوضح د. محمد الحوراني أن العدوان الثلاثي الذي شن على سورية يأتي في سياقه الطبيعي من ناحية النجاح الكبير للدولة السورية ولحلف المقاومة في أكبر مخطط يستهدف سورية خصوصا والمنطقة العربية عموما في التاريخ الحديث والمعاصر، فنجاح سورية وحلف المقاومة في إسقاط المشروع التفتيتي للمنطقة والمشروع التدميري لسورية وحلف المقاومة أصاب العدو بحالة هيستيرية وحالة من عدم التوازن.‏

صحيح إن إسقاط هذا المشروع مر بعدة مراحل وكان في كل مرحلة يجابه بعدوان صهيوني أو أمريكي، إلا أن هذه الضربة الثلاثية تؤكد عمق الجرح والكارثة التي أصابت الأصيل في مشروع الحرب على سورية، فالوكيل المتمثل بالجماعات الإرهابية اندحر اندحارا كبيرا وأصيب مشروعه الذي عمل عليه خلال سبع سنوات كأداة رخيصة دخل مرحلة السبات الذي لاصحوة منه.‏

ولذلك فمع خروج القوافل الأخيرة للإرهابيين من الغوطة الشرقية عموما، ومن مدينة دوما خصوصا، كان لابد أن يترافق بمحاولة لذر الرماد في العيون، فبدأت هذه المسرحية بالكيماوي في دوما وانتهت مبدئيا بهذا العدوان الذي انطلق من دول تدعي العروبة أو الإسلام وهي شريك أساسي وفاعل وحقيقي في الحرب الإرهابية على سورية منذ أكثر من 7 سنوات.‏

إذا كان لابد من هذه الضربة في محاولة للتغطية على فشل واندحار المشروع الغربي/ العربي /الإقليمي /الاستعماري الهادف للقضاء على سورية وعلى حلف المقاومة فأخرجهم من هذه الحرب وهم أكثر قوة وتصميما على مواجهة ومجابهة المشاريع الإخوانية الامبريالية الوهابية الانكليزية والفرنسية، لابل إن هذه الحرب أكسبت الحلفاء في حلف المقاومة قوة عملياتية من شأنها أن تدرس في أعرق جامعات دول العدوان على ثبات الشعب وعلى قوة الجيش وتصميمه وعلى ثبات قائد لم تخدعه كل محاولات الآخرين في تخليه عن ثوابته ومبادئه السامية.‏

ولكن ماالذي تحقق من هذا العدوان، هل حقق العدوان أهدافه؟ أجل لقد حقق العدوان أهدافه ولكن بصورة عكسية جعلت الشعب السوري أكثر التحاما بجيشه وقائده وأكثر تصميما على مواجهة المشاريع الاستعمارية القديمة والجديدة وأكثر تصميما على القضاء على مابقي من بؤر إرهابية في سورية، لأنها هي التي تحرض وتشجع الدول الاستعمارية على ضرب بلدنا.‏

إننا أمام لحظة فارقة في تاريخ الأمم والشعوب، لحظة تؤكد أن الدول الصاعدة والدول التي اعتقدت نفسها في يوم من الأيام أنها تحكم العالم وتفعل ماتريد، فإذا بها امبراطوريات من الهشاشة والضعف والزيف والتخبط، إنها لحظة فارقة بما للكلمة من معنى، إنها اللحظة التي تؤكد أهمية ومعاني إسقاط المشروع الذي استهدف سورية والدولة والجيش والقائد الحكيم والشعب الواعي بعد أكثر من سبع سنوات ومليارات الدولارات وكل المرتزقة والأسلحة وأجهزة الاستخبارات العالمية التي أرادت تدمير سورية وإضعاف جيشها، فغدت أكثر قوة ومنعة وتصميما على الانتصار.‏

إرادة لاتقهر‏

ويرى إياد مرشد مدير عام مكتبة الأسد الوطنية أن ماجرى صباح هذا اليوم هو عدوان سافر من قبل العدوان الثلاثي على بلد مستقل ذي سيادة، وأن شعبنا الذي يكافح الإرهاب والعدوان منذ ثماني سنوات لن تهزم إرادته، بل كان النصر حليفه على قوى العدوان وحلفائهم من قوى الظلام والإرهاب.‏

تحية لأبطال قواتنا المسلحة الذين تصدوا للعدوان، وتحية لشعبنا العظيم الذي عبر بصموده خلف قائدنا المقاوم السيد الرئيس بشار الأسد عن عمق التزامه بالصمود والتضحية في سبيل وحدة سورية واستقلال قرارها.‏

لقد أثبت التاريخ من جديد مقولة قديمة وهي» عدو جدك مايودك» وهاهم أعداء أجدادنا في عدوان 1956 وآبائنا في 1967 يكررون عدوانهم اليوم على شعبنا ووطننا، لكن لتعلم قوى العدوان الثلاثي ومعها ربيبتهم إسرائيل إن إرادة الشعب السوري لاتقهر، وقراره بالنصر على الإرهاب والقوى الداعمة لن يهزم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية