|
فينيسيا كانت محور اللقاء الصحفي الذي أجريناه في فينيسيا بإيطاليا مع المغترب العربي السوري نائب رئيس مجلس الأعمال السوري الإيطالي د. نهاد الحاج صالح ... طالما أنك رجل أعمال ناجح هنا .. هل فكرت بالعمل في وطنك الأصلي سورية .. وبإقامة استثمارات فيها ؟ * نعم ساهمنا باستثمار في الصناعة السورية عبر المشاركة في معمل متطور لصناعة السيراميك، ولكن أصبنا بخيبة أمل وتعثرنا بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية والتي انعكست تداعياتها محلياً. كما أن كلفة الطاقة في سورية مرتفعة بالنسبة للدول المجاورة وخاصة مصر حيث تشكل كلفة الطاقة 30% من الكلفة الإجمالية في صناعة السيراميك. إضافةً إلى ذلك فإن المنتجات المصرية على سبيل المثال معفاة من الرسوم الجمركية كونها دولة عربية. وحول المشاريع الجديدة التي تعملون لإقامتها في سورية أكد الحاج صالح على إنشاء مركز تجاري متكامل في طرطوس مع فندق 4 نجوم بـ مساحة إجمالية استثمارية /75000م2/ يحوي مكاتب وصالات سينما إضافةً للمحال التجارية، ما سيوفر/1200/ فرصة عمل على أقل تقدير. أما بالنسبة للنقل البحري وحول ما إذا كان هناك مشاريع يمكن أن تساهم في تطوير العلاقات التجارية بين سورية وإيطاليا عبر مرفأي طرطوس وفينيسيا قال الحاج صالح: إننا نقوم بالإعداد لمشروع خط بحري أسبوعي بين مرفأي فينيسيا وطرطوس وذلك عبر استخدام سفينة حديثة مازالت قيد البناء، ومن المقرر استلامها في شهر نيسان القادم . ان أهمية هذا المشروع بالنسبة لي تتجاوز النجاح التجاري والمادي لترتقي به وتعطيه بعدا إنسانياً يمكِّن المغتربين السوريين في إيطاليا وفي بلدان أوروبا الأخرى من السفر من فينيسيا إلى طرطوس والعكس مع عائلاتهم وأمتعتهم وسياراتهم دون صعوبة، وبكلفة معقولة جدا خلال مدة يومين ونصف فقط، إضافة إلى ما يقدمه من خدمات شحن البضائع من إيطاليا، ألمانيا، النمسا وفرنسا إلى سورية أو عبرها إلى دول الجوار والخليج العربي خلال أسبوع واحد من مغادرتها. إن العقبتين الرئيسيتين لتصدير المنتجات الزراعية السورية كانت تتمثل بعامل الوقت، حيث إنها تفقد صلاحيتها قبل وصولها إلى المستهلك الأوروبي ما جعلها من الناحية العملية غير مناسبة، إضافةً إلى الشهادة الصحية المطلوبة في أوروبا. سوف يمكِّن هذا الخط المنتج الزراعي السوري من الوصول إلى مائدة المستهلك الأوروبي خلال أسبوع واحد فقط، وهي نفس المدة التي يستغرقها أي منتج من مزارع إيطاليا للوصول إلى الأسواق الأوروبية بشكل عام. أما فيما يخص الشهادة الصحية فإننا نعمل جنباً إلى جنب مع الجهات المعنية من الجانبين للوصول إلى الحلول المناسبة. هنا تكمن أهمية هذا المشروع وخاصة من أجل تفعيل دور الصادرات السورية إلى إيطاليا وأوروبا، وهذا الأمر يتطلب جهداً ودعماً من جميع الجهات ومن الطرفين لما له من بعد استراتيجي هام . وحول الصعوبات التي تؤخر إنجاز مثل هذه المشاريع ؟ أكد نائب رئيس مجلس الأعمال السوري الإيطالي إلى أن خروج هذا المشروع إلى حيز التنفيذ ثمرة اجتماعات مكثفة على كافة المستويات والأصعدة من رئاسة مجلس الوزراء ووزارة النقل إضافة إلى مرفأ طرطوس. لقد أبدت هذه الجهات تعاونا كاملا ولكن ما لا يقل أهمية هو التطبيق على أرض الواقع والحاجة إلى مستوى عال من التنسيق بين كافة الجهات بما فيها مديرية الجمارك العامة، وتأمين الشهادة الصحية المطلوبة. إن الكلفة اليومية لتشغيل مثل هذه السفن الحديثة تتجاوز 25000 يورو لذلك فإن السرعة في إتمام أعمال وصول واستقبال وتسفير السفينة يتطلب تنسيقاً وجهداً حثيثاً تماماً، كما لو أنها طائرة بما أن كلفة ساعة التأخير تزيد عن 2000 يورو. لا يمكن لاستثمار بهذا الحجم الانطلاق والاستمرار إلا بتجنب أي من مسببات عوامل التأخير والاعتمادية. إن تجهيز صالة ركاب مناسبة وتوفير الخدمات الصحية المطلوبة وتطوير الكشف الجمركي هي ضرورات أساسية لتذليل العقبات ودخول وخروج البضائع والركاب من وإلى سورية وأوروبا . أما بالنسبة لنظرة الحاج صالح إلى أهمية الاتفاقية التي أبرمها مدير عام مرفأ فينيسيا مع مدير عام مرفأ طرطوس نهاية الشهر الماضي في دمشق أكد أنه بعد عامين من الاتصالات والعمل الجاد من السيد مدير عام مرفأ طرطوس المهندس ذكي نجيب من الجانب السوري والسيد باولو كوستا مدير عام سلطة مرفأ فينيسيا من الجانب الايطالي توصلنا إلى اتفاقية التعاون، والتي هي حجر الأساس لمرحلة مستقبلية مستدامة تشمل المعونات وتبادل الخبرات والتي ستنعكس إيجاباً على سير العمل وتطوره في مرفأ طرطوس. وحول ما هو مطلوب من قبل المجلس ورجال الأعمال ومن قبل الحكومة السورية لتحقيق الأهداف المرجوة من تشكيل هذا المجلس ؟ أشار الحاج صالح إلى أنه من الضروري جداً أن يكون لهذه الخطوة مقابل من الجانب الايطالي كي يتمكن هذا المجلس من التعاون مع نظيره السوري لدراسة المبادرات على كافة الأصعدة والتي تصب في مصلحة الطرفين . لقد قامت الحكومة السورية وعن طريق البعثة الدبلوماسية الإيطالية بإبلاغ الجانب الإيطالي عن تأسيس هذا المجلس وعن ضرورة قيام نشاط موازٍ في إيطاليا من أجل تحقيق الغايات التي أقيم على أساسها. منذ أن تم الإعلان عن مجلس الأعمال السوري-الايطالي ولغاية اليوم وصلنا ما يزيد عن230 طلب انتساب من تجار وصناعيين على مستوى رفيع، ونحن الآن بصدد التحضير للاجتماع التأسيسي الأول في الرابع من آذار الحالي، والغاية منه تشكيل الهيئة الإدارية لهذا المجلس ووضع برنامج عملي قابل للتطبيق على كافة الأصعدة الاقتصادية والثقافية والتجارية والصناعية والاجتماعية على حد سواء . وعن توقعاته بزيادة حجم التبادل التجاري أو حجم الاستثمارات الإيطالية في سورية في المدى القريب ؟ تمنى الحاج صالح ذلك ولكن الأهداف الطموحة تتطلب عملاً وجهداً، وهي غير قابلة للتحقيق بين ليلة وضحاها. إن الاجتماع التأسيسي لمجلس الأعمال السوري- الإيطالي سوف يقوم بوضع خطة عمل أولية غايتها الارتقاء بمجالات التعاون وخاصةً تلك التي تؤدي في النهاية إلى زيادة التبادل وعلى كافة المستويات. أما بالنسبة لما يخص الجالية السورية في إيطاليا بشكل عام .. وفي فينيسيا بشكل خاص ؟ قال الحاج صالح: هنالك ضعف في الاتصال بين السفارة السورية في ايطاليا والجالية العربية ولاتوجد أي معلومات دقيقة في هذا الصدد. ولكننا نعمل وعن طريق السلطات الايطالية المحلية بوجود حوالي تسعمئة عائلة من أصل سوري في منطقة فينتو وحدها وحسب الإحصائيات السكانية في إيطاليا يعتبر حجم العائلة مساوياً لـ 3،5 أفراد ما يعني تواجد ما يقارب 3000 مواطن من أصل سوري .. على مستوى إيطاليا ككل فإن التقديرات تشير إلى تواجد حوالي 25000 مواطن من أصل سوري. يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن هذه الإحصائيات تشمل السوريين المقيمين بشكل شرعي فقط . وعن رأيه في إحداث تغيير في نظرة الإيطاليين للصراع العربي- الإسرائيلي أكد الحاج صالح أن هنالك تقصير إعلامي عربي شامل فعلى سبيل المثال وبالرغم من توافر المئات من المحطات الفضائية العربية لا يوجد إلا واحدة فقط ناطقة باللغة الانكليزية. على الإعلام العربي التوجه إلى الآخر بلغته وتقديم برامج مقبولة وبكافة اللغات العالمية لتعريف الشعوب كافة إلى وجهة نظرنا، والى الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري . كلمة أخيرة تود قولها في نهاية هذا الحوار ؟ * نشكر لكم زيارتكم ونتمنى مستقبلاً المزيد من التواصل والحضور الإعلامي السوري المميز هنا في ايطاليا، خاصة أننا في نهاية المطاف جميعاً مقيمون ومغتربون- شركاء في بناء سورية . كما إنني أتمنى شخصياً المساهمة في خدمة الوطن بكافة الطرق المتاحة. |
|