تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


النــــوم الكافــــي ...اتزان وهدوء للمزاج

مجتمع
الأحد 7-3-2010م
فردوس دياب

النوم من أهم حاجات الجسد وبفقده تختل مجمل وظائف الجسم حيث ينبغي على الإنسان أن يأخذ كفايته النسبية من النوم الهادئ المريح حتى يستطيع الاحتفاظ بتوازنه وصفاء ذهنه ويقظة عقله وسلامة حواسه وترميم مجمل خلاياه ووظائفه العملية،

والحرمان من النوم يؤثر في اتزان وهدوء المزاج ويؤذي التركيز ويضر بالذاكرة والقدرة على اتخاذ القرارات ولكل إنسان عادة معينة في حياته يقوم بها في النوم وفي الاستيقاظ قد تكون صحية أو خاطئة ...وبسبب جهل الكثيرين بأهمية النوم وأوقاته وفوائده وعدد ساعاته بالنسبة لكل إنسان من جهة ...وبغية تسليط الضوء من جهة أخرى أكثر على أهمية هذا الموضوع على جسم الإنسان التقينا السيد حمزة الحمزاوي الاختصاصي في الهندسة الحياتية وعلوم الحياة.‏

الحاجة ...أمر نسبي‏

في بداية حديثه أشار الحمزاوي إلى أن هناك علاقة وثيقة بين النوم والصحة لما يضيفه النوم من قوة استثنائية تؤثر في الجملة المناعية الباطنية، ذلك انه كلما ازداد إهمال النوم كيفاًوكماً كلما ازدادت الآثار السلبية مضيفاً أن الحاجة إلى النوم من حيث عدد الساعات هي أمر نسبي فهو يختلف حسب طبيعةالجسم والسن وطبيعة العمل والحركة في أثناء النهار وطبيعة الأسرة والعادات المتحكمة، ومن هنا صعب تحديدساعات بينها إلا أنه يلاحظ أن الطفل في مرحلة المهد يقضي أكثر وقته نائماً وأن اليافعين والشباب تتراوح ساعات نومهم بين 6-8 ساعات وتقل الساعات كلما ازداد السن...وهكذا...‏

وأوضح الحمزاوي أن معظم الناس يعطون أنفسهم من النوم أكثر مما يحتاجون إليه ، وذلك يعود لفوضوية توقيت النوم والاستيقاظ والاستجابات المتكررة للنعاس والخمول وهذا يؤدي إلى إيذاء الجسد والإضرار بالصحة العامة وخاصة على الطلبة والدارسين ولاسيما في أوقات الامتحان .‏

أفضل أوقات النوم‏

وفي سؤال عن أفضل أوقات النوم أجاب الحمزاوي ان اجسامنا قد صنعت من الطبيعة وقد روعي فيها أن نتبع القوانين الطبيعية أي سنن الله في الطبيعة فإذا خالفنا هذه القوانين يجب ألا نلوم سوى أنفسنا ويجب أن ندرك أن تأثير ساعات ماقبل منتصف الليل في إفادة الجسم أفضل عشر مرات من الساعات التالية حيث كل ساعة قبل منتصف الليل تساوي ثلاث ساعات بعد منتصفه.‏

وبين الحمزاوي أن دماغ الإنسان وجسده معدان للنوم مرتين خلال فترة تدوم 24 ساعة ، مرة عندما يؤوي الإنسان الى فراشه ليلاً وأخرى بعد انتصاف فترة النوم الليلي فجسم الإنسان قد خلق لكي يحصل على فترة من القيلولة في منتصف النهار ، مضيفاً إن الغفوة القصيرةبعد الظهر كفيلة بإزالة الآثار السيئة لأعراض الحرمان من النوم وتؤدي إلى رهافة الانتباه وحدة الذاكرة وتضاعف القدرة على اتخاذ القرارات المعقدة وتحسن المزاج، فقيلولة قصيرة تستمر من ربع إلى نصف ساعة مثلاً بعد الظهر تجلب من الراحة أكثر مما تجبله نفس الفترة من النوم صباحاً .‏

و أضاف الحمزاوي: إن النوم أول الليل أنفع من آخره ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره ولا سيما نوم العصر وأول النهار.‏

ونوه الحمزاوي الى أنه ينبغي تثبيت ساعات النوم وساعات الاستيقاظ أي برمجة النوم الجسدي مع حركة الزمن ، الاستيقاظ كل يوم بنفس الميعاد بغض النظر عن طول مدة النوم أوشدة النعاس فالذي ينام أكثر من المعتاد بحجةالتعويض عن نوم فائت سابق هذا أمر غيرصحيح لأنه بذلك يخالف عادته المتبعة فيعبث بإيقاعات جسمه ويتلف ساعته البيولوجية الطبيعية.‏

الطويل يؤدي للقلق والخجل‏

وفي سؤال عن الفرق بين الأشخاص الذي ينامون فترة طويلة والأشخاص الذين لاينامون إلا فترة قصيرة قال الحمزاوي:‏

إن شخصيةالإنسان الذي ينام لفترة طويلة تختلف عن شخصية الإنسان الذي لاينام إلا فترة قصيرة.. فالأشخاص الذين يحتاجون إلى أقل من 6 ساعات من النوم لهم شخصية ونفسية تختلف عن أولئك الذين يحتاجون إلى 9 ساعات أو أكثر من النوم فصاحب النوم القليل يكون عادة هادئاً ولديه طاقة كبيرة ويكون محبوباً وناجحاً اجتماعياً وله ثقة كبيرة في نفسه ...ونادراً مايشكو من اضطرابات نفسية.‏

أما الأشخاص ذوو النوم الطويل فيكونون عادة ميالين إلى القلق والخجل والاكتئاب وثقتهم بأنفسهم ضعيفة ويحملون هم وأعباء كل حدث يمر في حياتهم ، ويحسبون له ألف حساب وهم أكثر عرضة للاضرابات النفسية ،أما من الناحية الجسدية فأشار الباحث إلى أنه لايوجد أي فرق بين الفئتين حتى بعد إجراء أعقد الاختبارات الطبية عليهم وقد أظهر تخطيط النوم المتعدد أن أصحاب النوم القصير وأصحاب النوم الطويل يتمتعون بنفس كمية النوم الهادئ برغم طول وقصر النوم ككل ومعنى هذا أن الاختلاف بينهما يكمن في مدة النوم المتناقض الحالم أي إن أصحاب النوم الطويل يحلمون بقدر أكبر من أصحاب النوم القصير فيما عدا ذلك فهم في النوم سواء .‏

الملابس الفضفاضة تريح النائم‏

وعن الطريقة الأفضل للنوم من حيث المكان ومن حيث التقنيات قال الحمزاوي:‏

إنها ترتكز على عدة أمور بدءاً من أن يكون المكان هادئاً بعيداً عن مصادر الضوضاء والأضواء،وأن تكون الغرفة معرضة لأشعة الشمس نهاراً، وأن يكون طلاء الغرفة من الألوان الفاتحة الباعثة على النشاط....‏

واما من حيث التقنيات فأوضح أن ذلك يكون بعدم تناول وجبة العشاء في وقت متأخر من المساء حتى يتسنى للمعدة تفريغ حمولتها من الطعام وأيضاً الابتعاد عن المنبهات والأودية المنشطة وخاصة للطلبة ، والنوم على الشق الأيمن ليستقر الطعام بهذه الهيئة في المعدة استقراراً حسناً يساعد القلب على حركته الطبيعية وتيسر عملية التنفس ونصح بعدم النوم على البطن والابتعاد عن مصادر التوتر والقلق والتفكير...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية