تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تأثيـــــر ثـــــورة المعلومــــــات علـــــى الأســــرة

مجتمع
الأحد 7-3-2010م
رفيق الكفيري

تشكل الأسرة منظومة اجتماعية وقيمة ثقافية وحضارية لها خصائصها وأدوارها، وهي من أكفأ مؤسسات المجتمع ، والآباء والأمهات يتحملون بناءها فالأسرة المستقرة ركيزة البناء الاجتماعي وهي محطة أمان واطمئنان لجميع أفرادها في ملتقى البعث

للحوار الفكري الشهري الذي أقيم في مبنى قيادة الفرع بالسويداء تحت عنوان «الاسرة ودورها في بناء المجتمع» ألقت مقدمته السيدة إقبال حامد رئيسة جمعية تنظيم الأسرة في المحافظة الضوء على النقاط التالية:‏

أثرت التحولات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المجتمعات الانسانية عبر الزمن على أنماط تكوين الأسرة وحياتها ، ازدادت بشكل متسارع نسبة النساء اللواتي يمارسن أنشطة اقتصادية خارج المنزل واللواتي يتابعن تحصيلهن العلمي ،تعززت الشراكة بين المرأة والرجل في اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات الاسرية كما تلعب الاسرة دوراً محورياً بتحقيق المواءمة مابين النمو السكاني من جهة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة ثانية لذا يترتب على الوالدين اتخاذ القرار المناسب بشأن تحديد حجم الأسرة بمايتلاءم مع وضعها الاقتصادي والاجتماعي ويحقق في النهاية نوعية أفضل من الحياة للفرد والاسرة والمجتمع.‏

إن الاختيار الواعي والتقارب في الأفكار والقيم والمفاهيم يخلق جواً أسرياً متوازناً فالمسؤولية مشتركة بين الوالدين ودورهما يسير في خطين متوازنين وتماسك الاسرة يتوقف إلى حد كبير على مدى الاحترام المتبادل بين أفرادها، بالمقابل ان الاسرة غير الواعية لدورها في بيتها لاتستطيع أن تقدم شيئاً بل ربما أضرت بممارساتها الخاطئة أوالمنغلقة على تقاليد وعادات لاتتطور ولاتواكب عملية التطور الاجتماعي، ولبناء الاسرة بناء علمياً ومعرفياً وتربوياً لابد من توفير آليات الحماية لها كالأمن الغذائي والنفسي والاجتماعي ويقع على هذه المؤسسة الاجتماعي مهام ومسؤوليات رعاية افرادها وتربيتهم تربيةواعية هادفة غيرمتناقضة أومشوشة والتصدي للثقافة الاستهلاكية الخاطئة فالتكامل في التربية بين الوالدين والتوافق بين افراد الاسرة المبني على الصراحة والوضوح والحوار والثقة والتعاون يشكل مصدر دعم وقوة لها.‏

الأخذ بمستجدات العصر‏

ردود الفعل المحتملة التي يمكن أن تصدر عن الأسرة كاستجابة لمعطيات الثورة المعلوماتية تتمثل في رفض التعامل مع كل ماهو جديد والتمسك بالقديم التقليدي ،الأخذ بمستجدات العصر ومعطيات العلم ، التردد وعدم القدرة على صناعة القرار، البعد الثاني ،العزوف شخصياً عن التعامل مع مستجدات العصر وترك الحرية لمن يريد داخل الاسرة في التعامل معها مايؤدي إلى اتساع الهوة ب ين الآباء والابناء وغياب لغة الحوار ،التباعد بين افراد الاسرة وغياب الجلسات الودية وارتباط الابناء بالآلة وإضعاف التواصل مع الاسرة سيولد شعوراً عميقاً بالوحدة والعزلة ،ويمكن القول إن : هناك ثلاث مؤسسات تملك القدرة على وضع الابناء على مفترق الطرق فيما يتعلق بالآثار الايجابية مقابل السلبية لعصر المعلومات وهي الأسرة والمدرسة والاعلام.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية