|
فضاءات ثقافية تحدثت الكاتبة الإيرانية المعروفة آذار نفيسي عن تجربتها مع الكتابة بقولها «ما تقدمه الكتب لنا أنها تربطنا بأناس لا نعرفهم من جنسيات وثقافات وانتماءات مختلفة، لكنهم يتشاركون معنا شغفهم الحقيقي بالحياة، أحبّ أن أفكر بالقارئ كغريب حميم, فهو يتعامل مع هواجسنا ومخاوفنا التي نضعها في الكتب فيصبح حميما». وأضافت «إن عملية القراء والكتابة تعتمد على مشاعر الفضول والاطلاع، وأنا أكتب لأني أريد أن أعرف وأتواصل مع الآخر، والجانب الآخر للكتابة هو لبس أحذية الآخرين والسير بدلا عنهم. إن الأدب والشعر والموسيقى والقصص تعطي نوعاً من الفهم المتبادل بين الناس، لأنها المجال الذي يتخطى حدود اللغة والعرق والسياسة من خلال عالم الخيال. إنه المكان الوحيد الذي نستطيع أن نعيش فيه بحرية». وقالت: « لا بد أن نتذكر أن البداية كانت للكلمة، والكلمة كانت مقدسة ومعجزة.. لا يمكن أن نفكر في ما يمكن أن نبيعه فقط, بل نفكر أيضا بذكاء القارئ الذي لا يريد فقط ما تقدمه الأنباء, بل يريد ما وراء ذلك.. الأخبار لا يُمكن أن تحدد مصير الناشرين والمؤلفين». وأضافت «على الناشرين أن يفهموا أن الطغاة لا يخافون من التسلح، بل أكثر ما يخيفهم هو الثقافة، تعلمنا من تجارب القمع في العديد من الدول أن أوّل من يُستهدف هو المفكر وصاحب الخيال، فلا يمكن أن نحجز الخيال ونغلق عليه الباب.. الحرية مثل السعادة لا تكتسب ببساطة لنحملها معنا إلى البيت، بل لا بدّ أن نحارب من أجلها باستمرار». وقدمت نموذجا لشهرزاد بطلة قصة ألف ليلة وليلة التي لم تستخدم السكين لتنتهي من الملك الطاغية الذي يقتل العذارى كل ليلة لأن الملكة خانته، بل استخدمت القصص لتعلمه كيف ينظر إلى العالم من جديد وتغير نظرته السوداء وتشفيه من جنونه وتريه أن العلم مليء بالأشخاص المختلفين في العالم. |
|