|
شؤون سياسية حيث تخطت الحكومة الإسرائيلية كل الأعراف والقوانين الدولية في تعمد قصف المدنيين العزل في أبشع عملية إرهابية أدانها العالم بأسره.في الوقت الذي وقفت فيه الإدارة الأميركية بكل إمكانياتها في وجه المجتمع الدولي ومانعت توجيه إدانة صريحة من المنظمة الدولية لإسرائيل وعطلت عمل لجنة التحقيق الدولية في حينها, كما كانت تفعل في كل مرة تقوم بها إسرائيل بإحداث مجزرة وحشية ضد العرب, متحدية بذلك القانون الدولي والمبادىء الإنسانية التي تقرها مواثيق الأمم المتحدة. فإذا كان إنشاء إسرائيل جاء نتيجة خطأ تاريخي ليشكل وصمة عار أزلية في جبين المجتمع الدولي, فإن الصمت واللامبالاة التي تواجه بهما المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان والأعمال الوحشية الإسرائيلية هو بمثابة مشاركة فعلية في تلك الجرائم, وأنه لأمر غريب أن يصل الموقف العربي الرسمي إلى هذا المستوى من العجز الذي لا يمكن وضعه إلا في صف التخاذل!! وإن ما قامت به إسرائيل صباح يوم الأحد بتاريخ 30/7/2006 لا يخرج عن الطبيعة التي تميز الكيان الصهيوني,الذي بني أساساً على أنقاض المنازل التي دمرتها آلة الحرب العسكرية الأميركية بأيدي العصابات الصهيونية, وعلى أشلاء أجساد الأطفال والنساء والشيوخ من دير ياسين إلى صبرا وشاتيلا إلى قانا الأولى وجنين وصولاً إلى جريمة العصر الحديث قانا الثانية التي تشهد على بشاعة الارهاب الإسرائيلي المدعوم من الإدارة الأميركية فهل هناك نازية أكثر من تدمير الملاجىء الآمنة على رؤوس الأمهات اللواتي احتضن أطفالهن لرد الموت عنهم. لقد أثارت مجزرة قانا الثانية مشاعر الحزن والغضب عند شعوب العالم قاطبة, التي استنكرت المجزرة وطالبت بوقف الحرب فوراً على لبنان, ما اضطر الموقف الرسمي في أغلب الدول الصامتة والمتفرجة والمؤيدة للحرب الإسرائىلية على لبنان إلى إدانة هذه المجزرة الوحشية, باستثناء الإدارة الأميركية التي أبدت حزنها فقط على بشاعة الصور وشدة إيلام المنظر. لكن ذلك لم يثنها عن تأييدها لإسرائىل ودعمها لها في الدفاع عن نفسها, وهذا لم يخرج في حد ذاته عن الرؤية الاستراتيجية والعلاقة العضوية التي تربط ما بين الطرفين. إن ما حصل في قانا يعبر عن مدى الفشل الذي يعاني منه الجيش الإسرائيلي في أرض المعركة, وإن اللجوء إلى مثل هذه الأعمال يشير بوضوح إلى حجم الهزيمة النفسية والمعنوية التي وصلت إليها حكومة الكيان الصهيوني, ظناً منها أن هذه الجريمة ستحدث تغييراً في اتجاه سير المعركة.وتوجه الرأي العام الداخلي في إسرائىل إلى تأييد الحملة العسكرية وأن جيشه المنهار استطاع أن يفعل شيئاً, ويحقق انتصاراً معيناً, في الوقت الذي نجد فيه أن هذا الأمر شكل حالة تحول جذري في ميزان المعركة باتجاه توحيد المواقف السياسية والشعبية عند اللبنانيين وزادت من التفافهم خلف مقاومتهم البطلة. واثبتت الرؤية القائلة: أن مفهوم المقاومة هو الأسلوب الأمثل في الدفاع عن الأرض والوطن, وأن العدو الوحيد للعرب هو إسرائىل والقوى الكبرى الداعمة لها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية. وإن ما يهم الولايات المتحدة الأميركية من لبنان هو أن يكون جسراً ومركزاً تستطيع من خلاله الانطلاق لتحقيق مخططاتها الاستعمارية الجديدة التي يأتي في مقدمتها إعادة رسم خارطة المنطقة وتشكيل شرق أوسط جديد تسيطر عليه Email:m.a.mustafa@mail.sy ">إسرائيل. Email:m.a.mustafa@mail.sy |
|