تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


استراتيجية رفع غلة المحاصيل الزراعية

الثورة
اقتصاديات
الخميس 10/8/2006م
معد عيسى

يرتكز النجاح الزراعي الذي حققته سورية في السنوات الأخيرة واحتلالها لترتيب متقدم في إنتاج بعض المحاصيل إلى تضافر جهود كبيرة من الفلاحين والقائمين على قطاع الزراعة

من خلال التخطيط الزراعي السليم وتنفيذ مشاريع استصلاح أراض وإدخالها في برنامج الروزنامة الزراعية ولكن يبقى البحث العلمي الزراعي الجانب الآخر لهذا النجاح من خلال استنباط أصناف عالية الغلة قليلة التكلفة مع الحفاظ على الموارد الطبيعية وحسن التعامل معها لاستمرار استدامتها.‏

أكد الدكتور المهندس مجد جمال المدير العام لهيئة البحوث العلمية الزراعية أن غلة المحاصيل الاستراتيجية قد ازدادت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة بسبب تضافر عدة جهود من كافة أطراف العملية الزراعية ولكن يبقى للبحث العلمي الزراعي أهمية كبيرة في زيادة غلة المحاصيل من خلال استنباط أصناف حديثة عالية الغلة من مختلف المحاصيل كون الأصناف المحسنة تتيح زيادة الإنتاج الوطني, فعلى سبيل المثال ارتفعت غلة الهكتار من القمح من 1544 عام 1990 إلى 1850 عام 2000 وإلى 2478 كغ للهكتار عام 2004 وكذلك القطن من 4003 كغ للهكتار عام 2000 إلى 4395 عام 2004 للهكتار وينسحب هذا الأمر على محاصيل أخرى أساسية كالزيتون والبندورة وهذا عائد بالإضافة لجهود الفلاحين واستخدام تقنيات حديثة إلى استنباط أصناف جديدة محسنة ذات مردودية عالية.‏

وحول التنسيق بين هيئة البحوث الزراعية ومديرية الإرشاد الزراعي والفلاحين والقطاع الخاص الذي يقوم بتنفيذ التقانات الحديثة وتطبيق زراعة الأصناف المستنبطة أكد الدكتور مجد جمال أن الهيئة تنسق أعمالها مع مديرية الإرشاد الزراعي بما يتعلق بنقل التقانات الزراعية الحديثة القابلة للتطبيق إلى الفلاحين والمرشدين الزراعيين من خلال إقامة الأيام الحقلية والندوات الإرشادية, وفي هذا الإطار فقد نفذت الهيئة بالتعاون مع الإرشاد الزراعي 269 يوماً حقلياً وندوة إرشادية خلال عام 2005 وحوالي 100 يوم حقلي عام 2006 إضافة إلى النشرات الإرشادية الموجهة للفلاحين, كما تشارك الهيئة في مناقشة البرامج الإرشادية بهدف التغلب على بعض المشاكل التي تواجه المحاصيل.‏

مشاريع بحثية دولية ومحلية‏

وعن المشاريع التي تقوم الهيئة بتنفيذها مع بعض الجهات المحلية والدولية أكد المدير العام للبحوث العلمية الزراعية أن الهيئة تنفذ عدة مشاريع بجوانب تتعلق بالنبات وأخرى بالحيوانات وثالثة بالموارد الطبيعية, ومن أهم المشاريع قيد التنفيذ حالياً مشروع تطوير البرنامج الوطني للتحسين الوراثي لأغنام العواس بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية بقيمة 250 ألف دولار بقصد التعرف على الطاقات الوراثية للقطع الوطني وتطوير العلاقة بين مراكز البحوث والمربين, أيضاً هناك مشروع آخر لتحسين إنتاجية الأغنام العواس بالتعاون مع المركز العربي لدراسة المناطق الجافة اكساد بهدف تحسين مستوى دخل مربي الأغنام وزيادة مساهمة قطاع الأغنام في الدخل الوطني, هذه أهم المشاريع المتعلقة بالثروة الحيوانية.‏

مشاريع للحفاظ على الموارد الطبيعية‏

أما فيما يخص الحفاظ على الموارد الطبيعية لضمان استدامتها فقد أكد الدكتور مجد جمال أن الهيئة تنفذ عدة مشاريع لأن الحفاظ على الموارد الطبيعية هو أساس في الحفاظ على موارد الإنتاج وفي هذا الإطار هناك مشروع اتفاقية التعاون العلمي والفني حول استعمال المياه العادمة والمعالجة منها ومخلفاتها الصلبة في الزراعة وتأثيراتها على البيئة ينفذ بالتعاون مع المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة اكساد, وتتضمن نشاطات المشروع تحليل عينات من التربة ومياه الري والآبار الجوفية كذلك إجراء تحاليل لبعض الميكروبات المعرضة في التربة وعلى النباتات المزروعة أيضاً هناك مشروع تطوير تقنيات الري الفعالة والإرشاد الزراعي ينفذ بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي جايكا ويهدف المشروع إلى إجراء مسح لتوضيح الظروف الحالية للري من قبل المزارعين وتنفيذ أنشطة إرشادية وتدريبية لتوفير الماء, إضافة لمشاريع أخرى في هذا الإطار كمشروع توفير مصادر المياه العذبة في إنتاج أعلاف متحملة للملوحة في المناطق الهامشية بتمويل من المركز الدولي للزراعة المحلية بدبي بمبلغ 70 ألف دولار, أيضاً هناك مشروع الاستخدام الأمثل لحصاد المياه بالأحواض الصغيرة والآلية للمساهمة في مكافحة التصحر بالتعاون مع ايكاردا والوكالة السويسرية للتنمية.‏

وأخرى تخص البستنة‏

أما فيما يخص النباتات ومشاريع البستنة فقد أكد السيد جمال أن الهيئة تقوم بتنفيذ سلسلة طويلة من المشاريع كمشروع تحسين مواصفات زيت الزيتون بالتعاون مع وزارة الخارجية الإيطالية ومعهد باري برأسمال 1.9 مليون دولار أميركي, ومشروع حصر وتوصيف وتقييم المصادر الوراثية للزيتون الممول من المجلس الدولي لزيت الزيتون IOOC والصندوق المشترك للسلع C.FC بمبلغ 70 ألف يورو ومشروع إعادة استعمال ماء عصر الزيتون وتفل الزيتون في الأراضي الزراعية, ومشروع التنمية المؤسساتية للزراعة العضوية في سورية بتمويل من الحكومة الإيطالية, وتهدف هذه المشاريع بمجملها إلى تسهيل تحقيق أرضية مناسبة للتنمية المستدامة وحماية المحيط الحيوي عن طريق منع التلوث والحصول على أصناف تعطي جودة أفضل, ولدينا مشاريع وتجارب بحثية لاستنباط أصناف من القمح والقطن والشعير والشوندر السكري والذرة الصفراء والعدس وكافة المحاصيل الزراعية.‏

وفي هذا الإطار فقد نجحت الهيئة منذ بداية التسعينيات في استنباط 21 صنفاً من القمح و8 أصناف من الشعير و4 من العدس و5 من الحمص وهناك أصناف أخرى مبشرة هي في مراحل الاختبار النهائية تمهيداً لاعتمادها ونشر زراعتها وهي أربعة أصناف من القمح و3 من الشعير و2 هجين من الخيار.‏

أخيراً‏

يمكن القول: إن نجاح الهيئة في استنباط أصناف جديدة ودخولها إلى حيز التطبيق والتحقق من مردوديتها الجيدة يعني تفوقاً وتقدماً نوعياً لباحثيها ومؤشراً على دور الهيئة وتكامله مع كافة الجهود المبذولة في العملية الزراعية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية