|
البلد لوجيا سؤال استفزازي بجدارة, أحاول أن أتحذلق في الإجابة عليه, معتمداً على لافتة الحكمة التي اتخذها العرب أخيراً وسيلة للمواجهة فأجيب: في اليوم الأول يصمت الحكام العرب, فصمت الأنظمة في هذا الزمن ضرورة مرحلية لا نفهمها نحن الناس البسطاء, وفي اليوم الثاني ينشدون إجازة يقضونها في واشنطن, فقرارات الوطن المصيرية تحتاج للتريث ومشورة البيت الأبيض. في اليوم الثالث يصغون لعزيزتهم( رايس) ويهزون الرؤوس, في اليوم الرابع لعزيزهم بوش مبدين تفهمهم لرغبته بالقضاء على الإرهاب, ونشر الديمقراطية في الشرق الأوسط. في اليوم الخامس يتحرك الحكام العرب, فيدعون الأشقاء في الجامعة العربية وما ينبثق عنها من لجان ومجلس الأمن ودول عدم الانحياز لاتخاذ موقف موحد يمنع تمرير المشروع. في اليوم السادس يتأخرون في الاستيقاظ, فيدمر لبنان ويقتل شعبه..! وفي اليوم السابع يتذمرون حين نسألهم فيجيبون: -الرب خلق الأرض بسبعة أيام.. فهل تريدوننا بسبعة أيضاً أن نهزم إسرائيل..?! تشافيز.. قائد عظيم لشعب عظيم, ونحن شعوب عظيمة تنتظر عظمة قادتها إذا ما اجتمعوا واتفقوا.. وفي اجتماعهم كان في كل مرة لنا خيبة.. ورغم كل هذه الخيبات انتظرنا قمة العرب إلا أن القمة لم تعقد.. تأخرت , تأجلت, أحبطت, منعت.. من منعها بالأمس يدعو اليوم لعقدها بعد أن خسر رهانه على أيام معدودات لإسرائيل تنهي فيها ما عليها إنهاؤه, فأعادته انتصارات المقاومة, مرغماً إلى رشده القومي, وربما دفعه الغريب( تشافيز) إلى ذلك الموقف الغريب عليه. تشافيز أحرج العرب حين سحب سفيره من إسرائيل احتجاجاً على ممارسات إسرائيل العدوانية في لبنان, فاندفع العرب لدفع الحرج بالدعوة لعقد قمة عربية.. تشافيز أحرج العرب, ومازلنا ننتظر منه أن يصيبهم بحمى الغيرة على العرض والدم العربي الذي ينتهك, مساء صباح, وبحمى الرفض ومواقف الرجولة, عساهم يفعلونها, ويسحبون سفراءهم, هم أيضاً من إسرائيل ولن يفعلها العرب, فحكمة( أن تبوس اليد وتدعو عليها بالكسر) أفضل من مغامرة( اقطع العرق, وسيّح دمه). تقبيل الأيدي لن يمنع جورج بوش من التفكير, كيف يجعلك إرهابياً فلا مكان لك كعربي- مهما فعلت أدبياته إلاسجل الإرهاب. وبحكم تلك الأدبيات أيضاً لامكان في العالم العربي إلا لأنظمة مطيعة, والطاعة هنا لاتعني أكثر من أن ترى تلك الأنظمة ماتراه أميركا وتتبعه. ولا يختلف الأمركثيراً إن كسرت عصا طاعتهما, فسرعان ماتصبح بمعية بوش منتجاً لأسلحة الدمار الشامل وعدواً للحريات العامة وحقوق الإنسان وأكثر من ذلك خطراً يهدد مصالح الأمة الأميركية وبالطبع العالم من خلفها. ولن يكون بوسعك عندئذ أن تعترض مادمت تحترم قرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها ومادام مجلس الأمن- بالإذن من أستاذنا الماغوط- مطبخاً لأميركا تعد فيه القرارات والتي تعد بطبيعة الحال للمائدة الإسرائيلية وبالطبع لن يكون أمام العرب إلاغسل الصحون والطاعة, على أن ذلك هو حكمة( لاتنام بين القبور, ولا تشوف منامات وحشة). ومهما بدت حكمة العرب آمنة ومفيدة.. إلا أن العقل لايمكن أن يكون طبيعياً, حين تتعلق الأمور بحكمة الصمت العربي المزمن أمام نزيف دمنا المهدور يومياً.. لايمكن أن تكون المواجهة مغامرة حين يكون المطلوب منك أن تكون القتيل, برصاصة عليك أن تدفع ثمنها من جيبك.. ولايمكن أن نكون, إن نحن استسلمنا لخيار أن لانكون.. احتراماً لقرارات الشرعية الدولية, وأي شيء حصدناه من قراراتها, أكثر من خيبة الأرقام..?! اللاءات السابقة تبدو تكراراً مملاً لحقائق لطالما واجهتنا ونحن نتحسس مكاننا من الإعراب بعرف القانون الدولي.. لذلك فطرحها على هذا النحو العقيم.. لن يخرجها عن أدبياتنا كعرب للظواهر الصوتية نندد ونستنكر ونأسف ونتضامن.. وحسب. اللاءات السابقة لن يكون لها طعم مالم تكن بطعم النار.. وطعم النار اليوم بنكهة جنوبية.. نكهة تستدعي من التخلص, ولو لمرة واحدة, ومن أدوار النعامة التي لطالما التصقت بنا كعرب حين يكون المطلوب منا المواجهة. خيار النعامة ليس قدراً, وأي شيء نبتغيه بدفن رؤوسنا في التراب كالنعام, والنار من حولنا تلهب أجسادنا..?! سادتي العرب.. في المواجهة الحل, صدقوا أرجوكم, فأنا أكره أن تتحول بلدانكم إلى مجرد أرقام في مختبرات تجارب الأسلحة الأميركية, وربما ديمقراطيتها. manmaher @ hotmail. com |
|