|
الخميس 10/8/2006م فهذا الجسر وكلما أوشك على الاكتمال كان يتهدم لأسباب غير معروفة.. ووقع الاختيار على أم مرضعة لطفلين وبدأت خطوات دفنها في دعامات الجسر,لكن الأم التي خافت على طفليها الرضيعين طلبت أن يبقى صدرها ظاهراً كي يستطيع طفلاها أن يرضعا الحليب. وهكذا بقي الطفلان يرضعان لمدة سنتين,وعندها فقط جف الحليب.. وعلى موت وحياة امتد الجسر.. هكذا هو حال لبنان اليوم,فيه تلتحم الأجساد بالحجارة لتصير أجساد الموتى جسراً للحياة وطريقاًَ الى النصر والحرية,وأي أجساد..?! أجساد أطفال وآباء وأمهات... توحدت بدمها كلها حتى أصبحت جزءاً من التراب اللبناني,فكيف يفكر العدو الإسرائىلي بقطع هذا الرباط المقدس مع الأرض?!. من عمق هذه الأرض ظهرت المقاومة اللبنانية.. مشبعة بالإيمان,متزنة في القول والفعل.تشرق من عيون مقاتليها بيارات الليمون وتنتصب قاماتهم كأشجار الأرز الصلبة لتضرب هذا العدو الأسطوري (إسرائيل). المقاومة وحدها نفضت الغبار عن الذاكرة وذكرتنا بقوة كادت تخبو فينا في كهوف عاتمة,فاستحقت أن تكون الأمل المنتظر وأن تكون الوعد الصادق الذي سيبني عالماً عربياً جديداً. لقد جعلت المقاومة الذعر يتفشى بين الإسرائىليين الذين لم يعتادوا أن يواجههم أحد بهذه القوة وهذا الثبات الذي تجلى بأعظم صوره في كلمات زعيم المقاومة السيد حسن نصر الله الذي أصبح بطلاً قومياً يردد الجميع كلماته شعارات للنصر والحرية. كانت ضربات إسرائىل همجية وعشوائىة,دمرت البنى التحتية في لبنان وقتلت الأبرياء,لكن أي إنسان يستطيع أن يفهم أنها ضربات بيد مهزومة مرتعشة لا تعرف أين تسدد ضرباتها. ورغم أن الأعداء يستخدمون أسلحة محرمة دولياً ويرتكبون أبشع المجازر بحق الشعب الآمن في لبنان لكنهم يبكون في غرف نومهم وحماماتهم من الخوف والهلع,فقد نسوا أن في جسد كل عربي وردة لا تنام. وردة جميلة حمراء لكنها تحمل الكثير من الأشواك الزكية التي تفوق قنابلهم والتي تخرج من دعامات الجسر البشري الكبير من الضحايا والشهداء لتدمي أقدام كل عدو يحاول العبور الى تراب الوطن. |
|