|
البقعة الساخنة بأن أياً من الوعود والالتزامات التي قطعتها, وأياً من الشعارات التي ترفعها وتتشدق بالدفاع عنها, من نماذج (الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان) يمكن الركون إليها , وأن تشكل عناوين إثبات على حسن النوايا والجدية في العمل من أجل إرساء, حالة من الأمن والاستقرار والسلام هنا وفي أي جزء آخر من هذا العالم المضطرب والمتفجر. لبنان يحترق ويدمر ويقتل أبناؤه بنيران الحقد الصهيونية وآلة الحرب الأميركية للأسبوع الرابع على التوالي, وواشنطن التي عطلت وتعطل أي مسعى لوقف النار وتمنح الفرص والأوقات الإضافية للعدوان, كي يستمر وينجز شيئاً على الأرض يمكن استثماره, تطل دونما خجل على العالم وعلى الوطن اللبناني الضحية, عبر وزيرة خارجيتها ومبعوثيها وسفيرها في بيروت (فيلتمان) بكذبة أخرى وفضيحة جديدة تقول: بأن مأساوية الأحداث لن تبدل, التزام الولايات المتحدة الثابت وغير القابل للمساومة حيال لبنان, وتصميم بوش ورايس على دعمه لإخراجه من محنته, وتحقيق أحلامه بوطن موحد سيد آمن يعمه السلام!. إذا كان كل هذا القتل الوحشي المجنون والتدمير والإحراق والاستباحة الإسرائيلية, بأرواح الناس في المدن والقرى والمناطق اللبنانية ب (القنابل الذكية) وغيرها من أسلحة الفتك والتدمير المحرم استخدامها, والفيتو المعطِّل والمانع لأي قرار دولي بحق الكيان ا لصهيوني وجرائمه, ومحاولات إنقاذ إسرائيل وتجيير هزيمة المشروع التوراتي-الأميركي على أرض لبنان تحت ضربات المقاومة الباسلة, وتحويلها إلى نصر للحليفين يعطيهما مكاسب عجزا عن تحقيقها في الحرب, إذا كان كل ذلك لا يجسد الكراهية العنصرية العمياء للبنان ولهذه الأمة, والرغبة الجامحة في موتهما, فماذا يسمى وهل يدخل في باب الصداقة والدعم المزعوم والموعود لهذا البلد?!. القابعون في (البيت الأبيض) إن صحت التسمية وشركاؤهم في تل أبيب, ما انفكوا يمارسون بصفاقة سياسة النفاق والكذب والتضليل واستغباء الناس, ويوغلون في مغامرات وحروب عدوانية لم تجلب غير الكوارث, وحالة من الفوضى وانعدام الأمن والاستقرار, بل لم تحقق لصانعيها إنجازاً غير إنجاز القتل والتدمير وسفك الدم, وتأجيج مشاعر الكراهية والعداء للولايات المتحدة ووحشها المدلل إسرائيل, بصورة لم يسبق لها مثيل تجيد توصيف الاثنين ووضعهما في خانة (النازيين الجدد ومجرمي الحرب), الأكثر إرهاباً ودموية وتهديداً لمصائر الشعوب ومستقبلها. في مطلق الأحوال لا أحد في لبنان ومن العرب يحتاج لمثل هذه الالتفاتة والمحبة الأميركية القاتلة وهم بغنى عنها, وأغلب الاعتقاد أنه لم يعد هناك من يراهن بعد على أميركا وتصويب مواقفها وسياساتها, دون معادل موضوعي وأوراق قوة ضاغطة بات استخدامها أكثر من واجب وضرورة بالنسبة للعرب, جبهاً للتحدي ودفعاً للخطر المصيري الداهم وانتصاراً للشرف والكرامة وللأوطان, التي ثبت أنها لا تصان بصداقات أميركا ومسايرتها والالتحاق الصاغر بركبها, والسكوت على جرائمها وجرائم حليفها الإسرائيل وتركهما يعربدان على النحو الكارثي الجاري اليوم, وإنما باعتماد خيار المقاومة والانتصار لها. |
|