|
حدث وتعليق التي تستيقظ او تنام عليها كل يوم بلدة لبنانية ما, لم يتمكن الجيش الاسرائيلي حتى الان من احراز اي نجاح عسكري ذي مغزى, ولايزال يصارع لتثبيت اقدامه في هذه البلدة او تلك دون ان ينجح في السيطرة الفعلية على اي منها وسط مقاومة ضارية من جانب رجال حزب الله الذين كبدوا هذا الجيش خسائر كبيرة بالجنود والدبابات . وإزاء هذا الاخفاق الذريع على ارض الميدان , نشطت الدبلوماسية الاميركية على غير صعيد لانقاذ اسرائيل من ورطتها , فلا هي قادرة على احراز نصر عسكري ولا بامكانها ايضا التراجع عن حماقتها بلا ثمن . وهذه الدبلوماسية تحاول اليوم ان تنجز ما عجزت عنه القوة العسكرية الاسرائيلية ودفع لبنان للتوقيع على اتفاق اذعان لايعكس الصورة على ارض الواقع . واذا كانت الحلول الدبلوماسية انعكاساً لموازين القوى عل الارض , فان المقاومة اللبنانية ليست الطرف المهزوم كي تقبل باتفاق مذل , وعلى الاطراف التي تتولى التفاوض اليوم ان تأخذ هذه الحقيقة بالاعتبار , كي لايتكرر ماحدث بعد حرب تشرين عام 1973 حيث تصرف بعض العرب كمهزومين برغم انتصارهم في الحرب , بينما تصرفوا عام 1967 كمنتصرين برغم هزيمتهم. الحرب الدبلوماسية التي تدور رحاها اليوم لاتقل شراسة بالفعل عن تلك المحتدمة على جبهة الجنوب , وكما صمد رجال المقاومة واحبطوا مخططات العدو , ينبغي ان يقاتل رجال الدبلوماسية ويتحلوا بالقدر نفسه من الشجاعة والتصميم لتثمير منجزات المقاومة وعدم تبديدها , ولاننسى ان العدو يتألم ايضا ويبحث عن مخرج , ومازيادة وتيرة تهديداته واستهدافه المتعمد والمتواصل للمدنيين , إلا تعبير صارخ عن أزمته المستحكمة. |
|