تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خرقة مهترئة...في مطبخ قذر!!

مجلس الشعب
الخميس 10/8/2006م
خالد الاشهب

مع بداية الاسبوع الرابع من العدوان الوحشي الاسرائيلي على لبنان , وعندما ادركت الادارة الاميركية عجز اسرائيل عن تحقيق نصر حاسم في المواجهات مع المقاومة

نقلت مصادر موثوقة عن مكالمة جرت بين نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ووزيرة الخارجية رايس اوعز خلالها تشيني لرايس ان تحرك ماقال انهم (تلك الحثالة ) في لبنان ويقصد انصاره من اقطاب 14 شباط , لمحاولة اثارة الفتنة في لبنان ومساعدة اسرائيل في تحقيق أي نصر على المقاومة , يمكن استخدامه فيما بعد !‏

لانعترض بالطبع , على ماوصف به تشيني انصاره من بعض اللبنانيين, بل , وللمرة الاولى , نصدقه ونضيف اليه . لكننا نتوقف هنا عند حقيقة ان اعضاء تلك ( الحثالة ) جميعا هم نواب في البرلمان اللبناني , وبعضهم ايضا وزراء واصحاب قرار , ويفترض نظريا انهم منتخبون من شعب لبنان , فإذا كانوا في موقع الحثالة بالنسبة الى تشيني , ففي أي موقع يرى هذا التشيني شعب لبنان , بل الى اي المواقع جر هؤلاء شعبهم ? واذا كان النظام اللبناني الحالي , هو النموذج )الديمقراطي )الذي يبشر الرئيس بوش بتعميمه على المنطقة العربية , فكم من الحثالات يسعى هذا الرجل ويعمل لاستزراعها او استنباتها او استنساخها او استمساخها في منطقتنا ?‏

واذا كان مستحيلا واكثر من المستحيل على الشعب الذي يرسم اليوم اروع صور الحرية والكرامة والاباء , ويبذل الدم والدموع والمال في مقاومة العدوان الاسرائيلي الهمجي , ان يكون في ذات الوقت خائنا لذاته وعميلا لغيره , فكيف نفسر ان يكون بعض ممثليه في مجلس النواب على هذا القدر من الحثالة ?‏

لاتفسير سوى ان تلك الحثالات لم تصل بالاصل الى مجلس النواب بإرادة ذلك الشعب ومحض اختياره , بل بإرادة من يراها ومن اسماها حثالات , وهي كذلك بالفعل !‏

بالامس نشرت الثورة لقاء مطولا اجرته مع السيد محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي اثناء زيارته الى سورية مؤخرا , وكان ثمة اجابة صريحة على سؤال يقول : هل ثمة ديمقراطية حقيقية في العراق اليوم , قال السيد المشهداني : لاديمقراطية تحت الاحتلال !‏

استعير هذه الاجابة الصريحة والجريئة لأقول , ان الشرط التاريخي والموضوعي الاول للديمقراطية هو الحرية بما تعنيه من سيادة واستقلال وخيارات مفتوحة و ولن يتأتى ذلك الشرط إلا بارتقاء الوعي السياسي والوجدان العام والضمير الاخلاقي المشترك للشعب الى مافوق الوطنية , أي الى ان يكون الوطن هو الانتماء الوحيد الذي يجمع عليه الشعب بفئاته كافة ودون أي استثناء . وممثلو الشعب في هذه الحالة هم نموذج شرط الحرية وذروة ارتقاء الوعي , وبالتالي , هم الصف الاول في مقاومة العدوان , وهم خلاصة الوعي وتجلياته .‏

فأين هم نواب 14 شباط اللبنانيون على احداثيات ذلك الصف وتلك الخلاصة ?‏

انهم يتوسلون الاحتلال , أي احتلال , اسرائيلي او اميركي , او حتى عبر استقدام قوات دولية يستظلون بها , ويمارسون من خلالها لعبتهم المتواصلة في ركوب صهوات الديمقراطية والحرية والاستقلال , وغيرها من المفردات الطنانة , وهم الاكثر افتقادا لها , والاكثر ارتباطا بكل ماهو دون الوطنية من الانتماءات الطائفية والعائلية والمذهبية وحتى العشائرية.‏

انهم الاكثر ابتعادا وعداء معا للمقاومة والتآمر عليها , وهم قاع الحضيض في وعي وضيع ظل على الدوام اسير الطائفيات والمذهبيات والولاءات الخارجية التي لاتلبث ان تدوسهم مرة , حتى تنفض الغبار عنهم مرة اخرى .. خرقة مهترئة في مطابخ قذرة .‏

ليس عبثا او عابرا ان يكونوا حثالة !?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية