تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دائماً.. الحق على الماس الكهربائي?!

ع.المكشوف
الخميس 10/8/2006م
عبد الحميد سليمان

في كل مرة ينشب فيها حريق في أحد المعامل أو المستودعات العامة أو الخاصة, يلقى باللوم على الماس الكهربائي,

في حين أن هذه المسؤولية تكون كبيرة, فالخسائر أحيانا تقدر بعشرات الملايين, وآخر حريق كبير نشب في معمل للدهانات في اللاذقية, قدرت الخسائر المادية جراء هذا الحريق ب 100مليون ليرة سورية, وذلك حسب التقديرات الأولية والسبب أيضاً ماس كهربائي!!.‏

والقاسم المشترك بين هذه الحرائق في القطاعين العام والخاص هو الماس الكهربائي, وهذا السبب لم يتغير منذ سنوات طويلة, حتى إن الناس أخذوا يتندرون لدى حصول أي حريق ويقولون الحق على الماس الكهربائي وقبل أن يتأكد السبب من قبل الجهات صاحبة العلاقة!!.‏

والغريب في هذا الأمر أن الجميع يلقون باللوم على الماس الكهربائي في حدوث الحريق, فلماذا كل هذه السنوات لم يتم تدارك الأمر وإقامة أجهزة حماية تمنع حدوث الحرائق التي تسببها الكهرباء, فهل من المعقول أن يتعرض معمل للحريق دون أن نؤمن له عناصر الأمان من أجهزة انذار وتجهيزات اطفاء. وقبل ذلك فواصل كهربائية تمنع حدوث أي حريق بهذه البساطة أو التخفيف قدر الإمكان من الأضرار والخسائر البشرية والمادية.‏

ونقول هذا ونحن نتحدث بحسن نية مع تصديقنا لما يقال عن أسباب الحرائق في كل مرة وهو الماس الكهربائي, أي بتحميل القضاء والقدر المسؤولية أو إلقاء اللوم على الإهمال من قبل البعض, ولكن ماذا لو كانت هناك أسباب أخرى, لكنها غير مثبتة الدليل, وتبقى في دائرة الظنون, إذ تعوّد الناس أن يسمعوا أن حريقاً نشب في أحد المعامل أو المستودعات, وأن الأسباب الحقيقية هي تغطية النقص في المستودعات والتهرب من المسؤولية وضياع الحقيقة تحت رماد الحرائق?!.‏

ونتمنى أن يأتي الوقت الذي يتم فيه الكشف عن الأسباب الحقيقية لأي حريق ووضع حد لهذه الحرائق التي تستنزف الاقتصاد الوطني وتتسبب بالخسائر الكبيرة.‏

وإذا كان الماس الكهربائي فعلاً هو وراء كل الحرائق في الماضي والحاضر, فهل نعجز عن ايجاد وسائل وقاية وأمان للحيلولة دون حدوث الحرائق بواسطة الكهرباء أو غير الكهرباء والعمل على كشف المسؤولين عن حدوث الحرائق بصورة مباشرة أو غير مباشرة, وأن تتم تغذية المعامل والمصانع والمستودعات بخطوط نظامية وبكهرباء صناعية لا بخطوط ضعيفة المقاومة لا تصلح لتشغيل المعامل والمشاغل, وإيقاف السرقات والاستجرار غير الشرعي للكهرباء والاكثار من محطات التحويل التي تؤمن وصول تيار كهربائي منتظم, وبذلك نتجنب الكثير من الحرائق والخسائر التي تنجم عنها.‏

الغريب في الأمر أن بعض المعامل غير مؤمن عليها في أي مؤسسة للتأمين ومنها معمل الدهانات الذي احترق مؤخراً في اللاذقية!!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية