|
الكنز يومها لم أكن أقدر حجم الأخطار المتوقعة نتيجة تفشي هذه الاصابات, وقلت في نفسي ربما كان وراء هذه الأصوات قلق مشروع لدى الأخوة الفلاحين على مصادر رزقهم, وهم بفعل هذا القلق يحاولون لفت النظر لضرورة التصدي لهذه الآفة قبل أن تستفحل ويشتد خطرها. الصورة اليوم باتت أكثر وضو حاً بعد إنجاز القسم الأكبر من استلام المحاصيل, حيث جاءت النتائج لتترجم قلق الفلاحين إلى واقع مر تشهده مراكز تسويق الحبوب خاصة في المنطقة الجنوبية. فعلى الرغم من تدني حجم المحصول وانخفاضه عن التوقعات هذا العام, كانت الصورة أكثر قسوة, عندما امتنع خبراء مراكز التسويق عن استلام المحاصيل لاصابتها المؤكدة بحشرة السونة. حيث بلغت نسبة الرفض ما يعادل 65% من حجم الأكياس الأمر الذي سبب خسائر للفلاحين بلغت حداً لا يمكن تجاوزه أو السكوت عنه, ولا يمكن أيضاً سد الآذان عند نداءات الفلاحين التي سبقت الموسم والتحذيرات التي أطلقوها بهذا الشأن, والذرائع التي قدمتها مديرية زراعة السويداء لتبرير عجزها عن تنفيذ عمليات المكافحة لا تقنع أحداً, ولا تمثل ما يحمي الفلاحين الذين وجدوا أنفسهم يحصدون الهواء. والسؤال هنا من يعوض على فلاحي هذه المحافظة الذين خسروا تعبهم ومحاصيلهم لعدم سماع أصواتهم, وهل نحتاج إلى مواسم جديدة من الخسائر حتى نكافح حشرة السونة في حقول القمح التي تؤذي المحاصيل وتؤذي أي محاولة مستقبلية للتفكير بزراعتها. |
|