|
دمشق وقال: إن ما قمنا به في سورية كان تصحيحاً أو بالاحرى تكذيباً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية التي انفردت لوحدها من بين كل وكالات الانباء بهذا النبأ الذي اخترعته. وأكد الوزير بلال في حديث تلفزيوني مساء أمس أن الكلام الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن السيد موراتينوس ليس له أساس من الصحة ولم يرد على لسان وزير الخارجية الاسباني وهو لم يقل هذا في مؤتمره الصحفي. وردا على تصريحات الرئيس شيراك حول الثقة بسورية قال الوزير بلال: إن عدم ثقة الرئيس شيراك بسورية يمثل مشكلة له وحده فسورية بلد محوري وأساسي في المنطقة وهي عضو فاعل في المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية وفي مجموعة عدم الانحياز كما أن سورية تنال الاحترام والثقة والتقدير عند دول كثيرة في الاتحاد الاوروبي. وأضاف الدكتور بلال أن شعبية الرئيس شيراك وصلت الى الحد الادنى في تاريخ الجمهورية الفرنسية حيث تدنت الى17 بالمئة لافتا الى أن الرئيس شارل ديغول لو كان في هذا الموقع لكان استقال من منصبه مشيرا الى أن شيراك يعيش وضعاً داخلياً ضعيفاً جداً. وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس شيراك حول جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري أوضح الوزير بلال أن لجنة التحقيق الدولية ما زالت تحقق في الجريمة والتقرير الاخير للجنة أشاد بتعاون سورية تعاونا تاما ومرضيا متسائلا باستغراب شديد عن دوافع موقف الرئيس شيراك تجاه سورية واطلاقه الاتهامات نحوها قبل أن تنتهي لجنة التحقيق الدولية من عملها. ووصف الدكتور بلال اتهامات الرئيس شيراك بأنها غير موضوعية وتتهجم بشكل غير مقبول ومرفوض على دولة ذات سيادة وتتمتع بكل احترام وتقدير وصدق على المستويين الاقليمي والدولي. وكان مصدر اعلامي مسؤول قد نفى صحة تصريحات الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس بأن سورية كذبت تصريحات وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس في ختام زيارته لدمشق موضحا ان ما حدث هو ان سورية صوبت التحريف الذي قامت به وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن موراتينوس بأنه اخذ وعدا من سورية بممارسة الضغط على حزب الله لتهدئة الوضع في لبنان. واكد المصدر في تصريح للوكالة العربية السورية للانباء سانا ان المطلوب من فرنسا والمجتمع الدولي بأسره ممارسة الضغط على المعتدي اسرائيل التي تدمر لبنان وترتكب المجازر الوحشية بحق ابنائه وتحتل الاراضي العربية وترفض الانصياع لقرارات مجلس الامن وليس الضغط على المقاومة اللبنانية التي تمارس حقها المشروع في التصدي للعدوان الاسرائيلي دفاعا عن النفس. وذكر المصدر أن سورية طرقت باب السلام وشاركت في مؤتمر مدريد عام 1991 على اساس مبدأ الارض مقابل السلام وتنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة والتي لم تنفذ منها اسرائيل اي قرار حتى اليوم وهي التي اجهضت عملية السلام ورفضت المبادرة العربية للسلام. وطالب المصدر الرئيس شيراك أن يستخدم نفوذه باتجاه اسرائيل والزامها بتنفيذ قرارات مجلس الامن ومتطلبات السلام والامن والاستقرار في المنطقة وليس لاشاعة مناخات التوتر والاستقطاب في المنطقة. واستغرب المصدر بشدة حديث الرئيس شيراك عن الثقة بسورية لافتا الى ان الثقة تبنى عادة على اساس تجارب الماضي والتاريخ الذي يثبت دور سورية المحوري في تحقيق الاستقرار في لبنان من خلال وقف الحرب الاهلية واعادة السلم الاهلي إلى ربوعه فيما كان الاخرون في موقف المتفرج. واختتم المصدر تصريحه بالقول بدلا من تقديم النصائح فانه من الاجدى العمل الفوري على وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان وفلسطين والانخراط في جهود بناءة تخرج المنطقة من المخاطر المحدقة بها عبر مواقف عادلة ومتوازنة ومسؤولة تساهم في توفير متطلبات الامن والاستقرار الدائم للشرق الاوسط. |
|