تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إلقاء القبض على طيار سعودي أسقطت طائرته في صنعاء...مئات الضحايا في استهداف عدوان التحالف السعودي لمخيم النازحين في «الحجة»

سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الثلاثاء 31-3-2015
يستمر الاعتداء السعودي السافر على الشعب اليمني مستهدفاً مناطق في مأرب والحديدة وتعز وذمار إضافة إلى عدة مناطق بالعاصمة صنعاء ومواقع عسكرية ومنشآت حيوية من خلال غاراته الجوية التي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وإصابة المئات بجروح بحسب وزارة الصحة اليمنية.

هذا العدوان الذي يشكّل تدخلاً سافراً واعتداء صارخاً لا يستند إلى القوانين ولا إلى الأعراف والقيم العربية والإسلامية ويساهم في تأزيم الأوضاع ولا يهدف على الإطلاق إلى حلّ الأزمة في هذا البلد ويشكّل خروجاً على ميثاق جامعة الدول العربية ويتناقض مع القانون الدولي ومبدأ احترام سيادة الدول واستقلالها.‏

وقد أعلن مصدر أمني يمني إلقاء القبض على الطيار السعودي الذي أسقطت طائرته الحربية أمس الأول من قبل الدفاعات الجوية اليمنية وذلك قرب مدينة الثورة الرياضية بالعاصمة صنعاء.‏

وقال المصدر (إن الطيار السعودي المقبوض عليه يدعى خالد المعقبي).‏

في سياق متصل قال المتحدث الرسمي باسم قوات الحرس الجمهوري اليمني عبد الحكيم الصفواني:(لم يعد هناك أي أساس للتفاوض فقد تمّ تدمير البنية التحتية للبلاد من مطارات مدنية وموانىء وطرق حيوية) مضيفاً:(من جهتنا سنستمر قدماً في الحرب أو أن تتحمل السعودية كل الخسائر الناجمة عن عدوانها).‏

وتابع الصفواني في منشور له على موقع للتواصل الاجتماعي: (بالنسبة لقواتنا المسلحة لم تخسر أي شيء يذكر من قوتها).‏

إلى ذلك نظم أبناء محافظة تعز جنوب اليمن تظاهرة جماهيرية حاشدة رفضاً للغارات السعودية على اليمن فيما أكد أبناء ووجهاء مديرية عنس في محافظة ذمار رفضهم لهذه الغارات وأعلنوا مواصلتهم حالة الاستنفار والتعبئة العامة لمواجهتها واستعدادهم لرفد الجيش اليمني واللجان الشعبية بالدعم.‏

كما أكدت وكالات نقلاً عن مسؤول في الأمــــم المتحــــــدة في صنـــــــعاء أن طــــــائرات التحالف الذي تقوده السعودية تغير على مخيم للنازحين في محافظة الحجة شمال غرب اليمن وتوقع قتلى ومصابين.‏

وفي وقت لاحق قتل 45 شخصا واصيب 65 آخرون بجروح جراء غارات لطائرات التحالف الذي يقوده نظام آل سعود استهدفت مخيما للنازحين في محافظة الحجة شمال غرب اليمن.‏

واشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى ان سيارات الاسعاف تواجه صعوبات جمة في الوصول إلى المخيم بسبب استمرار قصف طائرات التحالف بقيادة السعودية للطرق المؤدية اليه.‏

إيران: تطورات الأوضاع في اليمن ليست في مصلحة السعودية‏

وفي هذا السياق أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن الوقف الفوري للعدوان العسكري على اليمن وحل الأزمة سياسياً يصبّ في مصلحة السلام والأمن في السعودية والمنطقة محذراً من أن تطورات الأوضاع في اليمن ليست في مصلحة السعودية.‏

وجدد عبد اللهيان في تصريح نقلته وكالة تسنيم الدولية للأنباء أمس دعم بلاده القوي لعمليات مكافحة الإرهاب والحل السياسي والحوار الوطني في اليمن وحفظ استقلال وسيادة هذا البلد مؤكداً أن العدوان السعودي عليه خطأ استراتيجي.‏

من جانبه قال علي أكبر ولايتي (إن هذا العدوان جرى بدعم من قبل بعض الدول الانتهازية الإقليمية والغربية ولن يسهم في تسوية أي من المشكلات) مؤكداً أن (هؤلاء ارتكبوا خطأً استراتيجياً فادحاً بهذا العدوان ولا شك أن هذه المحاولات مآلها الفشل).‏

الغريب ينتقد تغطية القمة العربية للغارات‏

بدوره أدان شيخ المسلمين الموحدين في لبنان نصر الدين الغريب الغارات السعودية على اليمن داعياً الدول التي دعمت هذه الغارات إلى الدفاع عن فلسطين ومقدساتها بدلاً من مهاجمة اليمن.‏

وقال الغريب في بيان له بعد اجتماع اللقاء التشاوري في كفرمتى أمس: (عندما رأينا على الشاشة أسراب الطائرات المغيرة من مجلس التعاون الخليجي وغيرها ظننا أن تل أبيب هي المستهدفة وأن مطارات العدو لن تكون صالحة بعد اليوم للإقلاع والهبوط ولكن تبين لنا فيما بعد أن الغارات تستهدف بلداً شقيقاً هو اليمن وبتنا أكثر يقيناً أن - إسرائيل - ربما تعين الإحداثيات للطيران وتساعد بالأعمال اللوجستية).‏

شخصيات لبنانية: يساهم في تأزيم الأوضاع‏

كما واصلت القوى والشخصيات السياسية اللبنانية إدانتها للغارات التي تشنها الطائرات السعودية والخليجية على اليمن.‏

وفي هذا السياق اعتبر أمين عام رابطة الشغيلة في لبنان زاهر الخطيب أن هذه (الحرب العدوانية التي تشنها السعودية لا مبرر ولا مشروعية لها وتتناقض مع ميثاق الجامعة العربية وميثاق الدفاع المشترك الذي يرفض التدخل الخارجي في شؤون الدول العربية).‏

وقال الخطيب في تصريح له أمس إن (هذا العدوان لا يمكن مطلقاً تفسيره إلا في سياق خدمة الحلف الأميركي الصهيوني التركي الرجعي العربي ولا سيما من قبل السعودية وسائر حكام الخليج لأن هدف المشروع الأميركي الصهيوني مع حلفه هو الهيمنة والاستيلاء على ثروات اليمن).‏

بدوره اعتبر الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات أن (العدوان السعودي على اليمن يشكل تدخلاً سافراً يستهدف ضرب الشعب اليمني ويساهم في تأزيم الأوضاع ولا يهدف على الإطلاق إلى حلّ الأزمة في هذا البلد).‏

وأضاف بركات في تصريح له إن (هذا العدوان هو اعتداء على اليمنيين لا يستند إلى القوانين ولا إلى الأعراف والقيم العربية والإسلامية التي تحتم على الجميع السعي إلى حلّ أزمة اليمن من خلال الحوار السياسي بين مكونات المجتمع اليمني السياسية والوطنية).‏

منظمات حقوقية عربية: يشكّل‏

خروجاً على ميثاق جامعة الدول العربية‏

كما أدانت منظمات حقوقية عربية الغارات الجوية السعودية بالتعاون مع دول أخرى على أرض وشعب اليمن ودعت إلى وقفها فوراً.‏

وأعربت هذه المنظمات في بيان لها عن رفضها القاطع لمبررات هذا (العدوان غير الشرعي الذي يشكّل خروجاً على ميثاق جامعة الدول العربية ويتناقض مع القانون الدولي ومبدأ احترام سيادة الدول واستقلالها) موضحة (أن العدوان لا يخدم عملية الاستقرار والتوافق السياسي التي تسعى إليها مكونات الشعب اليمني الشقيق بعيداً عن التدخلات والوصاية الخارجية).‏

وأكدت المنظمات العربية الموقعة على البيان (رفضها التدخل في الشؤون الداخلية للدول واستخدام القوة العسكرية لحلّ الخلافات والنزاعات الداخلية للدول).‏

وطالبت المنظمات مجلس الأمن بالنهوض بمسؤوليته الأخلاقية والقانونية في حفظ الأمن والسلام الدوليين، والعمل على (الوقف الفوري للعدوان السعودي الغاشم على الشعب اليمني والعمل ليتم دفع التعويضات المناسبة عن الضرر الذي ألحقه العدوان بالبيئة والإنسان اليمني).‏

يذكر أن المنظمات الموقعة بلغت 24 منظمة وشملت العديد من الدول العربية اليمن ولبنان ومصر والأردن والعراق.‏

حتر: هل ضلت الجيوش العربية‏

والإسلامية طريقها إلى فلسطين؟‏

من جهته انتقد الكاتب الأردني ناهض حتر سياسات السعودية ودورها في المنطقة العربية والإقليمية مشيراً إلى أنها تمارس نهجاً معادياً لقضايا الأمة العربية ومغايراً لنهج التضامن العربي في ظل هيمنتها على دول الخليج واستقطاب بعض الدول العربية الأخرى إلى محورها المشبوه والمتحالف مع العدو الاسرائيلي.‏

وقال حتر في مقال بعنوان (هل ضلت الجيوش العربية طريقها حقاً) نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية أمس:(إن السعودية ودول الخليج انفصلت عن محيطها وروابطها العربية لا بالمعنى المجازي فقط وإنما بنيوياً وهو ما يجعل النظام الخليجي حليفاً موضوعياً لإسرائيل ويتحول الآن إلى حليف ذاتي، كما أن الخليج ينظر إلى بلدان كمصر والأردن والمغرب لا كشركاء ولا كأعضاء في النادي وإنما كأدوات).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية