تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لا عودة إلى الوراء

حدث وتعليق
الثلاثاء 31-3-2015
أمين الدريوسي

كل العناصر باتت جاهزة أمام المفاوضين الايرانيين والاميركيين لإخراج اتفاق الخطوط العريضة في حدود الموعد المحدد، فعلى المستوى التقني، كشفت إيران أن كل البنود اقتربت كثيراً من الحسم،

فبعد عام ونصف من المفاوضات المكثفة في جنيف وفيينا ونيويورك ولوزان وكازاخستان، يبدي المفاوضون الأوروبيون والأميركيون تصميما أكبر للتوصل الى تسوية اولية واساسية مع إيران من اجل مواصلة المفاوضات حتى ابرام اتفاق نهائي.‏

اذاً لم يعد أمام الأميركيين والأوربيين إلا التفاوض طريقاً للوصول إلى اتفاق نهائي، بعد أن فشلت كل اساليبهم في الترغيب والترهيب، للي ذراع ايران لحرمانها من استخدام الطاقة النووية السلمية، ورغم العقوبات الظالمة إلا أن طهران استمرت بمسيرتها وستصل إلى ماتريد عن طريق طاولة المحادثات، رغم قناعة الغرب أن ايران لم تكن تسعى لامتلاك القنبلة النووية في يوم من الايام ولن تكون، ولم يخرج برنامجها النووي عن إطاره السلمي.‏

النتيجة لن تخرج عن خيارين لا ثالث لهما، فإما اتفاق «إطاري» يمهد للاتفاق النهائي في نهاية حزيران القادم، وإما فشل والعودة إلى المربع الأول، أما الخيار الثالث أي التمديد للمفاوضات فلم يعد مطروحا، ولم تعد الأطراف المتفاوضة مستعدة لتحمله في ظل الضغوط الداخلية، التي تطالب إما بالتوصل لاتفاق، وإما بالعودة إلى «المواجهة» مجددا، أي العقوبات من الجانب الأميركي والمضي قدما في البرنامج النووي من وجهة النظر الإيرانية.‏

على أي حال، من الصعب على الفريقين الأميركي والإيراني العودة إلى الوراء، فقد بات من المؤكد أن طهران وبعد أكثر من عقد من الزمان من المحادثات اكتسبت اعترافا دوليا، وقبولا عالميا ببرنامجها النووي، وأيضاً فإن أي عملية تقدّم تقتضي تجاوز عوائق عدة معظمها ذات طابع سياسي، وذلك بعدما تم تجاوز كل التفاصيل التقنية المتعلّقة بالبرنامج النووي.‏

daryoussi@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية