|
معاً على الطريق هذه الصورة الفضيحة مرت على استحياء في بعض وسائل الإعلام التي توقع القائمون على سياستها التحريرية، أو بالأحرى أملوا أن الواقعة ستثير انتفاضة ثالثة بمعناها الحركي المنظم، فهل هناك أرضية لثورة تحتاج أول ما تحتاج إلى زعامات ذات مصداقية، لأنها ستكون عقل التخطيط وبوصلة التنفيذ المنزهة عن أي شكوك أو شبهات، أم إن هناك مقدمات استبقت المخطط ليبقى الغضب أسير هبّة عفوية لا تجد من يمنهجها ويحميها من هبوب الانفعالات أو عصفها؟ التوقيت أهم عنصر في عمليات التفجير، لذلك لا يغيب عن تحليلنا تزامن الإعلان عن فضيحتين من العيار المهين رغم تفاوت انتماء مرتكبيهما ولا نقول ضحيتيهما، فأحدهما وهو ابن عائلة الحسيني الوطنية والتي أخلص أبناء جيلها الثالث إلى حركة فتح، كان فارس الفساد المالي، أما الثاني فكانت دوائر تأثيره المدمر أكثر اتساعاً وخطورة، فهو ابن المناضل والأسير الفلسطيني حسن يوسف، ولا يمكن مهما عتت أنواء الشك أن تصل إلى الابن، أي من يفترض أنه صخرة أبيه، لكنه باع، باع الوالد وإخوانه في المقاومة كما رفاقه في النضال المسلح بشكل خاص (يقال إن مصعب حسن يوسف هو الذي أوقع بالمناضل مروان البرغوثي).. تزامنت لفضيحتا، فهل يستطيع نسر الشعب الفلسطيني هذا الطير الحر أن يرمم جروحاً انحفرت في بنيانه لتجعله يتخبط بدمائه بدل أن ينقض على أعدائه. مثل طائر العنقاء الأسطوري قام الفلسطيني ويقوم من رماده، لكن عدوه اختار لحظة ما بين دورتي الكمون والبعث ليرفع من وتيرة عمليات التهويد والضم والاستحواذ والسرقة والقضم والاستيلاء في الخليل كما في القدس وصولاً إلى غزة. |
|