تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


انقلبت المعادلة

اقتصاد عربي و دولي
الأحد 28-2-2010م
مرشد النايف

قطاع العقارات العربي , كان قطاعا للمضاربة بامتياز, وهو ما يؤكده حال الأسعار الرائجة في الدول العربية الطليعية في هذا المضمار , اذ ينطبق عليها «من شاهق عال الى خفض» فقد تحولت العقارات بأشكالها المتنوعة, الفندقية والتجارية والسكنية, الى وعاء يحتضن المضاربين لتحقيق ربحية مرتفعة النسب. وعليه لم يكن نمو القطاع طبيعيا, يفرضه تفوق الطلب على العرض.

والقطاع العقاري , في دول الخليج تحديدا نما , في السنوات القليلة الماضية بمعدلات غير مسبوقة مدعوما بإيرادات نفطية عالية وسيولة تطوف في الشوارع , ولم تعرف في الكثير من الأحايين الا الاتجاه صوب الاسمنت, ما دفع بالمزيد من الرساميل لصبها في العقارات , طمعا بعوائد استثمارية مرتفعة , فمثلا تجاوزت قيمة المشروعات العقارية المخطط لها أو تلك التي مازالت قيد التنفيذ في دول مجلس التعاون الخليجي حاجز التريليون دولار. ولم يعد المعروض يكافئ الطلب,وانقلبت المعادلة , وتراجعت الأرباح , وبقيت تتراجع الى حدود البيع بالتكاليف ومنها انتقلت الى مرحلة الخسائر.‏

طوال الأعوام الخمسة الماضية ومحللو العقارات يترقبون من السوق ان يصحح نفسه, ويترقبون أيضا , من ناحية اقتصادية بحتة, ان ينقلب الازدهار الى كساد, وان تنفجرالفقاعة, وقد حدث قسم من تلك الترقبات في العام الماضي, ويمكن ان يستمر الحال على ماهو عليه خلال العام الحالي , لاسيما ان جزءا كبيرا من المعروض أصبح جاهزا, بمعنى ان قسما من تلك المشروعات تم انجازه وطرح للعرض,ما زاد في العرض على حساب تقلص الطلب , ورافق ذلك تشدد ائتماني تمارسه معظم الدول العربية ما يعني ضغطا جديدا من شانه إبقاء الطلب متواضعا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية