تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تأفف غربي... من الحروب على الإرهاب

شؤون سياسية
الأحد 28-2-2010م
ترجمة: منير الموسى

الكفاح ضد ما يسمى الإرهاب ورط ألمانيا بمالها وجنودها في الحرب في أفغانستان التي قام بإخراجها جماعات الضغط الأميركية العاملة في مجال السلاح والمخدرات والنفط.

وظللنا سنوات نجتر أكاذيب هذا التدخل بأنه من أجل السلام المفترض، إلا أن وزير الدفاع الجديد هو من قال الحقيقة، صادماً بذلك كل الأحزاب السياسية بما في ذلك الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر اللذان كانا قد وافقا على الحرب.‏

وأسفرت هذه الحقيقة عن مناقشة المسألة وما إذا كان الدستور يسمح بمشاركة ألمانيا في تلك الحرب وخاصة أنه ليس لدينا ما نفعله تحت ذريعة الحرب على الإرهاب ومكافحته.‏

والآن تحت هذه الذريعة، هناك قواعد أكثر صرامة عند السفر إلى الولايات المتحدة، وحتى الآن شركات الطيران يجب أن تصرح عن جميع البيانات الخاصة بعملائها قبل وصولهم إلى الولايات المتحدة. يجري تفتيش المسافرين عادة، ولكن هذا التفحص الكامل لم يعد يكفي فجأة. وأصبح على الركاب في المطارات أن يخضعوا قبل مغادرتهم إلى الفحص بالماسحات الضوئية (السكانر) التي تعريهم تماماً. وثمة ترتيب آخر، بدعة أخرى هي وضع هذه الصور للأشخاص العراة من المسافرين بحوزة الولايات المتحدة ومكاتب الاستخبارات السرية «سي آي إيه» وغيرها.‏

وزير الداخلية الألماني دوماتسيير وصديقه السياسي بوسباك أعطيا فعلاً موافقتهما وتأييد حكومتهما على هذا المسح الضوئي، خلافاً للدستور، ما يخرق المجال الحميمي للمسافرين. إنهما يريدان أيضاً التغلب على مقاومة الليبراليين ضد انتهاك حقوق الإنسان.‏

وما يثير الدهشة أن لا احتجاج على ذلك في وسائل الإعلام الألمانية. وعلى ما يبدو أنهم جميعاً متورطون في الأمر.‏

وعلى سياسيينا ألا يفاجئوا إذا كان هناك ردود أفعال مثيرة من قبل الناس المخدوعين ما إن يتأكدوا أخيراً أن ثمة انتهاكات مستمرة للدستور ولقوانين الخصوصية وللحقوق الخاصة، ويرفضون إملاءات الولايات المتحدة.‏

عن: Horizons et debat‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية