|
فضائيات ما أن تدور الكاميرا حتى يتحول البعض إلى أشخاص آخرين..تبدأ الأقنعة بالتراكم حتى لايعود بإمكانك أن تعرف أيها القناع وأيها الوجه الحقيقي؟ تختلف مهمتك هنا،لم يعد بإمكانك أن تكون حياديا،يصّعبون المهمة عليك..تحاول أن تناور،أن تدخل إلى عوالم حقيقية غالبا كل محاولاتك تبوء بالفشل،المهم كيف يبدو هو أمام الكاميرا،تخرج فجأة كل تلك الموروثات التي تربى عليها،والتي تجعلك للحظة تعتقد أن أصعب ما يقوم به المرء حين يحاول ولو قليلا من أن يرمي تلك الأقنعة ! الكاميرا تبدو أقوى حين تدور... هذه الآلة الجامدة ،فجأة تتحول إلى صاحبة سلطة قوية جدا،لايدرك حجمها إلا من وقف أمامها،والمشكلة حين يختلط في ذهن المصور أنه هو صاحب هذه السلطة،لا الكاميرا ،فيتصرف من وحي هذا الاعتقاد معتبرا انه هو المهم والمشكلة حين ينساق خلف هذا الاعتقاد لتتملكه مقولة (إ ن أهم ما في التلفزيون هو المصور)،لمَ لا؟طالما أن محدودية وعيه تصور له الأمور على هذا النحو.. اعتقد أن المصور -الذكي،المختلف – هو الذي يعتبر أن الكاميرا،سلطة بحد ذاتها،معه أو من دونه،فيطور قدراته لتتوازى مع سلطتها-هي- ،لايستمد أهميته من العناق معها،أو من الوقوف خلفها، بل بإمكانه أن يطور ذهنيته ليؤلف تراكيب بصرية لامتناهية لايمكن لغيره أن يقدمها،حينها يتحول الآخر ليصبح صاحب سلطة بالتأكيد ستدر عليه مالا لكن بطرق فيها الكثير من الكرامة ! |
|