تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تهديدات جوفاء

حـــدث و تعــليـق
الأحد 28-2-2010م
حسن حسن

الهامش الكبير الذي تتحرك خلاله إسرائيل تجاه إيران لا يتعدى لغة التهديد وتصعيده من أجل تحقيق ماأمكن من قدرة الردع التي تعتمد عليها إسرائيل في أي أزمة واحتمال مواجهة مع أي طرف كان في المنطقة.

كما انه من الملاحظ أن التباين في تقدير الوضع يلقي بظلاله على الاتصالات بين واشنطن وتل أبيب في شأن المشروع النووي الإيراني. ففي حين ترى إسرائيل في إيران تهديدا وجودياً محتملا لها ، ولذلك يجب وقف المشروع النووي الإيراني بأي ثمن تقريباً وتنظر الولايات المتحدة بقلق إلى التداعيات الاستراتيجية المحتملة لوجود سلاح نووي في إيران لكن لاسباب مفهومة لاترى فيه خطراً على وجودها.‏

روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي الذي كانت ترى فيه إسرائيل في عهد الرئيس الأميركي السابق بوش أفضل جواز مرور للقيام بكل ماترغب به في المنطقة ، عبر بوضوح عن هذا التباين في المواقف عندما أعلن ان استخدام القوة العسكرية لإرغام إيران على إيقاف برنامجها النووي لن يؤدي إلا إلى نتائج مؤقتة وغير فعالة ، وكشف ان إيران حتى لو هوجمت منشآتها النووية ، فهذا لن يدفعها إلا الى المزيد من الاصرار . وقد سبقه في التصريح رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الأميرال مايك مولن بالقول : إن الولايات المتحدة لن تقدم على اعتماد خيار استعمال القوة العسكرية إلا في حال حصول تطور عسكري كبير يهدد مصالحها الحيوية في المنطقة.‏

ومازاد في الطنبور نغماً ان إسرائيل التي رصدت العقوبات الاقتصادية ومدى فاعليتها اكتشفت ان ميزان التبادل التجاري الأوروبي لفرنسا وبريطانيا وألمانيا بلغت قيمته السنوية 18 مليار دولار وجاء انضمام تركيا في آخر صفقة مع إيران ليزيد هذه القيمة الى 20 ملياراً على مدى أربع سنوات .‏

ويبدو ان إسرائيل التي اصبحت قوى كثيرة في المنطقة اكثر خبرة بالتكتيك وسياسة التخويف والردع التي تتبعها لتحقيق أهدافها ، بدأت تدرك ان عهد بوش السابق وماوفره لها أثناء احتلال العراق وتهديد دول الممانعة وأطرافها في المقاومة لا يمكن استعادته ، ولابد من تغيير التكتيك شكلا أو مضمونا في بعض الاحيان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية