تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حماقة ليبرمان ورعونة دوغان

أخبـــــــــــار
الأحد 28-2-2010م
خالد الأشهب

ست وعشرون عميلاً من الموساد وعملائه حتى الآن ثبت ضلوعهم في عملية اغتيال محمود المبحوح في مقدمتهم مائير دوغان رئيس الموساد الإسرائيلي الذي قال فيه رئيس شرطة دبي أنه « لو كان رجلاً وشجاعاً لأعلن للعالم مسؤوليته عن تدبير الاغتيال » ؟‏

هل يحتاج قتل رجل إلى هذا الرقم من القتلة والمجرمين لاغتياله , وماذا لو أن القتل كان مواجهة وليس غيلة فكم كان دوغان سيحشد من القتلة لمثل هذه المواجهة ؟‏

بالطبع , الجريمة ليست ذات دلالات كمية أو نوعية بقدر دلالاتها الأخرى غير المعلنة أو المفضوحة , والتي أولها أن عملية الاغتيال إياها لم تظهر قوة الموساد الشائعة بقدر ما أظهرت ضعفه وجبن رجاله وعملائه , بحيث إن اغتيال رجل واحد احتاج إلى خمس مجموعات للتنفيذ جرى كشفها جميعا على وجه التقريب .‏

وثانيها : إن السر ينتشر إذا جاوز عدد حملته اثنين فما بالك بست وعشرين , ودلالة ذلك ليس غباء إسرائيليا بشروط السر , بل استهتار كامل و فاضح بالنتائج الممكنة لافتضاحه , أي أن قادة الكيان الإرهابي ومسؤوليه لم يكن في وارد حساباتهم الاهتمام بهذه النتائج أو التحسب لها نتيجة المواقف المنحازة لهم التي تعودوها من الغرب عامة .‏

وثالث الدلالات وأهمها , أن عملية اغتيال بهذا الحجم من التهور والطيش والقرار المتسرع , رغم كل ما رصدته إسرائيل لها , ورغم نجاحها, تكشف عن حالة ارتباك سياسي حقيقي داخل أروقة القرار في الكيان الإرهابي بحيث أن ما انفتق في القربة الإسرائيلية من الثقوب أكثر كثيراً مما رقعته عملية الاغتيال , وما انكشف من المستور الإسرائيلي أمام العالم أكثر كثيراً مما حاولت إسرائيل إخفاءه .‏

ستظل هذه المسألة مفتوحة , للتساؤل على الأقل , لدى كل الذين نالت منهم الرعونة الإسرائيلية بطريقة ما , خاصة الدول الأوروبية التي استغفلت باستخدام وثائقها وجوازات سفرها , وربما مواطنيها , ولن تنجح دبلوماسية أفيغدور ليبرمان الحمقاء إغلاقها بسهولة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية