تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كتب

كتب
الأربعاء 20-6-2012
اثنتا عشرة امرأة

تعد الملكة العربية «زنوبيا»واحدة من أبرز النساء العربيات اللاتي كان لهن حضور بارز، إذ خلد التاريخ اسمها كواحدة من أهم الملكات اللاتي حكمن على مدار التاريخ، وفي كتاب بعنوان «فتيات صنعن تاريخا» للكاتب الأمريكي إلبريدج ستريتر بروكيس، ترجمه للعربية الشاعر والمترجم «حسين خضيري» عن دار وعد للنشر والتوزيع بالقاهرة، يقدم المؤلف عرضا لسير حياة 12 امرأة وفتاه ممن تركن مواقف وحياة خلدتهن في التاريخ.‏

سلطانة‏

تتحدث هذه الرواية للكاتبة التركية «دمت آلطن يلكي أوغلو» عن السلطانة حُرِّم التي كانت واحدة من أكثر النساء تأثيراً في التاريخ العثماني. فالصور المرسومة لها والأحكام المتشكلة عنها تركز في أغلبها على كونها السلطانة الغادرة القاسية. إلا أن الافتقار إلى المعلومات التاريخية المؤكدة، وعدم الغوص في الأسباب والنتائج المؤدية إلى طفولة حُرّم، ربما كانت السبب في رسم هذه الصورة عنها.‏

حُرِّم في هذه الرواية، هي امرأة ككل النساء؛ تهب العواصف في نفسها، وتقع بين مخالب خوفها المغطى بمأساة طفولتها. فهي بالرغم من مكانتها اضطرت إلى مواجهة الصعاب التي بدأت منذ طفولتها ولم تنته مع حملها لقب السلطانة، فقد خُطفت وضُربت وأهينت وكادت تباع ولكنها فضلت الكفاح والصمود؛ وهذا ما لا تختاره أغلبية النساء اللواتي يمررن بمثل هذه الظروف. فالآلام التي عاشتها غذّت طموحها، وحثتها على الأخذ بالثأر من الحياة والناس الذين ذبحوا طفولتها البريئة. ولكن الحروب التي خاضتها بذكاء، وانتقامها من الحياة لم تنسها أنها امرأة عاطفية إلى حدّ الوقوع في الحب وإن كان محرّماً، وأنها أم تقع على عاتقها مسؤولية حماية أولادها من الأعداء مهما كلف الأمر.‏

تقول الروائية عن عملها هذا «... هذه الرواية ليست رواية تاريخية، بل رواية من نتاج خيالي مستمد من مرحلة تاريخية. هدفي تقديم رؤية مختلفة عن ظلم التاريخ الشعبي. ترى، هل يمكن تعريف الظلم المتجلي بدفع حُرّم الأب ليصبح قاتلاً لابنه في مرحلة تاريخية كان يرفع فيها شعار: «إما الموت أو عز الدولة» بأنه انعكاس لغريزة حماية الذات من خطر الموت حيث كان الصراع المغذى عبر الحبل السري بين الأب وابنه على أشده؟‏

الجارية الموسكوفية حُرّم تبحث عن تفسير لتفضيلنا تصرفات تفرض بعيداً عن التاريخ بكل أشكاله، وعن جذورنا، وعن حبنا لها.‏

لا شك في أن الرواية قد اعتمدت على عدد غير محدود من الوثائق والمعلومات التاريخية، ولكن مصدر إلهامي كان الفراغ التاريخي في حياة حُرّم. فهوية المرأة، وما عاشته في سنوات طفولتها مرتبطان تماماً بأطروحة ارتبطتُ فيها عقلياً وقلبياً حتى النهاية، وسكبتها على الورق...».‏

في هذه الرواية سنعيش معاً خفايا الحرملك، وما يدور بين الجواري الطامحات والعبيد ذوي النفوذ، وما حقيقة النفوذ الذي يلعبه المقربون من السلطانة من وزراء. إنها باختصار القصة غير المروية عن الحرملك. الكتاب ترجمة: عبد القادر العبدلي- صادر عن الدار العربية للعلوم- ناشرون‏

دوستويفسكي‏

«دوستويفسكي.. دراسات في أدبه وفكره»، الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب- تأليف نزار عيون السود‏

وتحت عنوان جمالية دوستويفسكي يكتب فريدلندر.. لقد وصل دوستويفسكي كغيره من عظماء عصره إلى قمم الفن الواقعي عن طريق مدرسة الجمالية الرومانسية التي تركت بصماتها على مؤلفاته وأعماله وتعتبر رسائله إلى أخيه دليلاً ساطعاً على مزاجه الرومانسي في تلك المرحلة ولكن الأهم من ذلك هو دراسة بدايات الفكر الواقعي التي ظهرت في رسائل دوستويفسكي الشاب والتي ساعدته على الانتقال بين عامي 1844 و1845 من الرومانسية إلى الواقعية.‏

ويورد الكتاب بحث ف. إيتوف في أدب دوستويفسكي تحت عنوان دوستويفسكي وفن الرواية الفلسفية الاجتماعية حيث يميز الناقد بين دوستويفسكي وبين غوغول وبوشكين اللذين تناولا القضايا الاجتماعية والضعف والفقر وغيرها حيث يرى أن ميزة الروائي هنا هي تناول موضوع فقر الإنسان ومذلته المعنوية بصورة أخرى وأسلوبية مختلفة عمن كتب في هذا المجال حيث يصور من خلال شخوصه حياة المدينة ككل وآلام الفئات الانتقالية من سكان المدينة والتعاطف الإنساني مع الكائنات المنسية تلك الجوانب التي تشكل روح دوستويفسكي الإبداعية.‏

بينما يرى ف.تونيمانوف بعنوان يوميات كاتب وآراء دوستويفسكي السياسية والاجتماعية أن أثار دوستويفسكي ومقالاته الاجتماعية والسياسية تمتاز بالغزارة والتنوع وبمعالجة العديد من المسائل والقضايا.‏

سيرة جنكيز خان بقلم كون إيغلدن‏

بعد صدور الأجزاء الثلاثة من السيرة الملحمية للفاتح المغولي جنكيز خان: «ذئب السهول»، و«سادة البراري»، و»عظام على الهضاب» يستكمل مؤلف السيرة «كون إيغلدن» هذه الملحمة التاريخية بالجزء الرابع المعنون «إمبراطورية الفضة».‏

وفي الرواية: بعد موت جنكيز خان تستعرّ نار المنافسة على قيادة المغول بين أبنائه الثلاثة وأحفاده الأربعة. وبعد تنصيب ابنه أوجيدي خان، يضحّي أحد إخوته بنفسه، بينما يُبعَدُ الآخر ليحكم مملكة بعيدة، في حين يشرع الأحفاد الأربعة بالتخطيط لمؤامرة تدفعهم طموحاتهم إليها.‏

وبينما الخان منشغلٌ في بناء مدينة كاراكوروم، كانت النيران تلتهم فرسانه بفعل بارود مدفعية جيش أعدائهم الصينيين في الشرق. أما في الغرب، فإن جيش المغول تحت قيادة تسوبودي أفضل رجال جنكيز خان، استطاع سحق الروس والبولنديين عبر عدة غزوات متتالية. وبينما عصاباته تعيث نهباً وسبياً في مدينتي بودا وپست، تصل الأخبار الكارثية من كاراكوروم لتنقذ القارة الأوروبية من مصير الدمار والاحتلال المغولي.‏

سنعيش معاً مؤامرات الاغتيال والغيرة والغدر والثأر والخيانة والانقلاب التي تفجرت بين سلالة البطل التاريخي اللغز «جنكيز خان»، التي تُجسدها صفحات هذه الملحمة، وهي تكشف لنا عن صور مريعة لوحشية وقسوة وظلم ذاك العصر الفريد من تاريخ تلك الأمة.الكتاب صادر عن الدار العربية للعلوم- ناشرون.‏

سينما‏

كان بيلي وايلو أحد عمالقة الكوميديا الأمريكية المبدعين استطاع الوصول بكوميديا الموقف إلى حد العبث في أشهر أفلامه( البعض يفضلونها ساخنة) لكن إبداعه لم يقتصر على النمط الكوميدي إذ صور بعض الأعمال الميلودرامية التشاؤمية التي تعد من تحف السينما ومنها جادة الغروب عام 1950 حيث تألقت غلوريا سوانسون بأدائها المؤثر كنجمة سينمائية.‏

الكتاب صادر عن سلسلة الفن السابع، تأليف نويل سيمسولو، ترجمة محمد علام خضر.‏

هيدغر‏

في كتابه «الوجود والحداثة.. هيدغر في مناظرة العقل الحديث» يتتبع «إسماعيل مهنانة» الطرح الهيدغري لمسألة الحداثة. وفي هذا السياق يفتح المؤلف درب الحوار الهيدغري مع ديكارت، ومع ليبتز وكانط وهيغل، وكذلك حوار هيدغر مع ماركس ونيتشه وهوسرل بحيث تبدأ لغة هيدغر دائماً حين تتوقف لغة كل هؤلاء.‏

لأجل ذلك تم تقسيم الكتاب إلى خمسة فصول: في الفصل الأول يقيم المؤلف مقاربة منهجية ومفهومية ونصية، ويكشف عن العدة المنهجية المعتمدة في البحث، وهي تنزاح من الوصف الفينومينولوجي إلى التقويض الأنطولوجي والمتابعة النصية، ثم عرض مفاتيح الترسانة المفاهيمية الهيدغرية التي تُمكن القارئ من متابعة الرسالة، ليخلص إلى الكشف عن «عمل النص الهيدغري Le travail du texte، في حواره مع مفكري الحداثة منذ ديكارت، وقد اكتشفنا هنا لأول مرة أن ثمة انسجاماً محكماً وخفياً بين عمل النص الهيدغري وعمل التاريخ الحديث».‏

وفي الفصل الثاني يفتح المؤلف باب المناظرة بين هيدغر والمحدثين منذ ديكارت؛ تحت لائحة «التقويض الأنطولوجي للميتافيزيقا الحديثة»، تقويض المفاهيم الأساسية التي تتقوم بها الميتافيزيقا الحديثة في أفق الأنطولوجيا الأساسية: الكوجيتو، العقل، مبدأ العلة، الروح، المطلق، العود الأبدي لإرادة القوة، القصدية.. وفي هذا التقويض يتم الكشف عن السمات/الخطوط الكبرى لحركة الحداثة: الإرادة، العدمية، التقنية.. وصولاً إلى ترتيب العلاقة بين الحقيقة والفن في العصر الحديث في أفق تاريخ الوجود دائماً.‏

أما في الفصل الثالث، فيحاول المؤلف تأصيل(تأسيس النقد الهيدغري للحداثة في أفق حركة الارتياب الهيرمينوطيقي)، (ماركس، نيتشه، وفرويد) قناعة من المؤلف أن كل محاولة لنقد الحداثة يجب أن تمر على محك أساتذة الشك هؤلاء، وهي كذلك محاولة لمد دروب الهيدغرية نحو امتلاك ماركس ونيتشه وفرويد، درب امتلاك قد أصبح موضة العصر.‏

ولمعرفة تأثير/أثر هيدغر في عصره ومعاصريه، يرصد الفصل الرابع أشكال التلقي للظاهرة الهيدغرية، في فرنسا وخاصة في أمريكا، ويستشرف مصير الهيدغرية بعد هيدغر، وما يسميه «جان غرايش» بمختلف الأجيال الهيدغرية التي يعيش الناس جيلها الرابع اليوم، ونظرتهم إلى مسألة الحداثة.‏

أما الفصل الخامس والأخير فاعتبره المؤلف محاولة لفتح «... الفكر الهيدغري على لا مفكره، ما يصمت عنه هيدغر: العودة الهيدغرية إلى اليونان، العلاقة الخفية بين النص الهيدغري ونصوص أفلاطون، خلفيات الصمت الإتيقي للهيدغرية، هيدغر ومسألة المقدس والألوهية...» ليخلص في الخاتمة إلى فتح دروب أخرى للفكر الهيدغري في الفكر العربي، متسائلاً عن حاجتنا لهذا الفكر، عن التلقي المتعثر له، عن عوائق استضافته في فكرنا...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية