تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نقطة تحوّل ..

فنون
الأربعاء 12-5-2010م
فؤاد مسعد

العلامات الفارقة هي مؤشر التطور في أي مهنة أو أي حالة إبداعية لأنها تشكل مقياساً للتقدم وللتحولات التي تطرأ على هذه الحالة،

فهي عبارة عن عمل وصل لمرحلة فريدة فشكّل حالة مفصلية تفصل بين مرحلة وأخرى ، لتكون هذه (العلامة) إعلان ولادة مرحلة جديدة فيُقال ، (هذا العمل أنجِز قبل هذه العلامة و ذاك بعدها) .. وإن أسقطنا هذا الكلام على وضع الأعمال الدرامية التي تم إنتاجها في سورية نجد أن هناك أعمالاً شكّلت علامات فارقة حقيقية عبر تاريخ الإنتاج الدرامي السوري ، وإن لم نغص عميقاً في مرحلة الأبيض والأسود والتي أفرزت أعمالاً شكّل العديد منها (علامة فارقة) كسباعية (أسعد الوراق) إلا أن هناك أعمالاً أتت في مرحلة لاحقة أعتُبِِرت أنها ساهمت في نهضة حقيقية ، فعلى سبيل المثال شكّل مسلسل (هجرة القلوب إلى القلوب) للمخرج هيثم حقي نقطة تحول خاصة فيما يتعلق بالتصوير في الأماكن الحقيقية خارج جدران الأستديو ، ومثال آخر تحقق بعد سنوات هو مسلسل (نهاية رجل شجاع) للمخرج نجدة أنزور الذي تم اعتباره فيصلاً هاماً في تاريخ الدراما السورية .. ومما لا شك فيه أن هناك أعمالاً حققت شرط (العلامة الفارقة) ولكنها تبقى قليلة إذا ما قيست لكمية الإنتاج ولعدد السنوات ، وهذا الكلام لا ينتقص من النجاحات التي حققتها الكثير من المسلسلات ، ولكن رغم التطور الذي شهدته الدراما منذ ذلك الوقت وحتى اليوم ورغم أن هناك الكثير من الأعمال الهامة التي حققت جماهيرية واسعة وشكلت ظاهرة بحد ذاتها إلا أنها لم تصل إلى مرحلة يُقال فيها (قبل هذا العمل .. وبعد هذا العمل) وبالتالي لم تصل إلى مرحلة تشكل فيها نقطة تحوّل . والسؤال هل هذه واحدة من الضرائب التي بات يدفعها العمل الدرامي لأنه أسير الدورة البرامجية الرمضانية ، أم هو حكم التسويق والفضائيات والإعلانات واختلاف المفاهيم وتبدل النظرة للأمور ؟.. تساؤلات مشروعة في انتظار العمل الذي يحقق (نقطة تحّول) .‏

fmassad@scs-net.org

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية