تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مــــرح جـــبر : قررت هذا العام تقديم «الكم» إلى جانب «النوع»

فنون
الأربعاء 12-5-2010م
فنانة لا تترك حياتها للصدفة وإنما هي تعرف ما تريد بدقة وتعمل جاهدة لتحقيق ما تصبو إليه ، نالت شهرتها الواسعة من خلال مجموعة ناجحة من الأعمال الدرامية المتنوعة التي أهّلتها التربع على عرش النجومية،

إلا أنها ترى أن المشوار مازال طويلاً, وهناك الكثير من العمل الذي تطمح لتحقيقه ، وربما يأتي فيلم (دمشق مع حبي) كأول فيلم سينمائي تشارك فيه خطوة ضمن خطوات أخرى قادمة ستكشف المزيد من موهبتها «رؤاها الإبداعية ».. وهي تشارك اليوم في ثلاثة أعمال درامية تحقق من خلالها حضوراً هاماً في رمضان القادم هي (الخبز الحرام ، قيود عائلية ، رجال مطلوبون) . إنها الفنانة مرح جبر التي كان لنا معها هذا اللقاء :‏

ـ في ظل شح الإنتاج السينمائي .. كيف تنظرين لمبدأ مشاركتك للمرة الأولى في فيلم سينمائي ؟‏

عندما عرفت أن مخرج الفيلم هو محمد عبد العزيز, وبعد أن قرأت النص وجدت أن العمل سيكون هاماً فالنص فيه فكر حقيقي ويرى الجوانب الجميلة والمشرقة من دمشق العريقة التي تتميز بأن الجميع يتعايشون فيها بحب ، وفي النتيجة السينما فكرة وصورة ، وقد اكتشف شيئاً فشيئاً مقدار حقيقية هذا الفيلم وإلى أي مدى هو مشغول بذكاء وبحس واقعي ففيه شيء من السحر ، وعندما يصبح جاهزاً ويعرض ستجد أنك في كل مرة تراه فيها ستكتشف أموراً جديدة ، ولن يستطيع المشاهد كشف كامل مفرداته وتفاصيله من المُشاهدة الأولى له ، ومن هنا تنبع جمالية السينما . إذ يمكن قراءته على أكثر من مستوى وسيحبه الناس كلهم وسيرضي الأذواق جميعها وهو يستحق أن يصل إليهم .‏

- بعد إنجاز عدة أفلام سينمائية من قِبل القطاع الخاص ، هل ترين أنها تشكل حراكاً حقيقياً أم لم تتجاوز فكرة الخربشات الإنتاجية ؟‏

هذه المحاولات هي التي توصل للنجاح خاصة أننا نمتلك الإمكانيات ، فمن المهم أن نحاول ونقدم جهدنا ، وفي النهاية كلها تجارب تصب في إطار التطوير في الفن ، فقد عُرِفت الدراما التلفزيونية السورية بشكل واسع وانتشرت، ونتمنى أن تتطور الصناعة السينمائية لنصل بها عربياً وحتى عالمياً فهذه المحاولات التي تُقدم مهمة . ومن المؤكد أنها ليس بخربشات وإنما محاولات جادة للسير نحو الأمام ، ولكن بالمقابل لا بد من القول إن سوق السينما يعاني ما يعانيه حتى في مصر، وهي مركز للصناعة السينمائية في الوطن العربي .‏

- عنوان الفيلم (دمشق مع حبي) يوحي بأننا سنتنشق رائحة المدينة من خلال الفيلم ، فكيف تم ذلك.. خاصة أننا اتخِمنا بالمسلسلات التي تتناول البيئة الشامية ؟‏

في السينما سترى دمشق بشكل آخر .. ما يُقدمه التلفزيون جميل ولكني تفاجأت في كيفية تناول السينما لدمشق ولعراقتها ، فللسينما سحرها الخاص حتى أنها تدهشك وتجعلك ترى المدينة بنظرة مختلفة وبعين أخرى . فدمشق عشنا فيها حياتنا كلها ونعود إليها دائماً فذاكرتنا فيها وهناك حنين حتى للأمور التي قد تنزعج منها أحياناً .. وهذا ما يقدمه الفيلم فالنص ذكي وواقعي وحياتي وسحري ويدخلك لعوالم جميلة .‏

ـ سبق أن قلت (قصّرت بحق نفسي عندما ابتعدت نسبياً عن الساحة الدرامية) .. فما سبب هذا الابتعاد ؟‏

لم أبتعد ولكني لم انتبه أن المرحلة هي مرحلة الفضائيات، وهي بحاجة لعدد كبير من الأعمال، فلم تعد تكفي المشاركة بعمل أو اثنين في السنة لأنهما لن يظهرا وسط زحمة الأعمال المُقدمة ، فقد طالبني الناس بأعمال أكثر ولم انتبه أن النوعية يمكن أن تبقى جيدة حتى وإن كان الكم أكبر خاصة مع وجود الخبرة، لذلك قررت هذا العام أن أقدم الكم إلى جانب النوع ، أضف إلى ذلك الفيلم الذي أصوره ، وبالتالي إن قلت أن هناك عودة لي بهذا الكم من الأعمال فالفيلم هو أفضل ما يضمن لي العودة القوية للساحة ، فأنا أحب أن أقدم للجمهور عمل يدفع بهم للذهاب إلى السينما كي يشاهدوه ويستمتعوا به ، وهذا هو هدفنا من العمل ، وإن عرض الفيلم وتم دعمه وحقق مردود فهذا سيؤدي لتشجيع الجهات المنتجة لإنجاز أفلام أخرى .‏

ـ من أين تنبع خصوصية دورك في (قيود عائلية) ؟‏

(قيود عائلية) مسلسل يهتم بمشكلات الأطفال وهو أمر هام للغاية ، والنص مكتوب بطريقة مدروسة وفيه جهد واضح من قبل يارا صبري وريما فليحان إذ يتعامل مع نفسية الطفل بدقة ، ويطرح مجموعة من المشكلات كالغيرة بين الإخوة وما الذي يمكن القيام به إن شعر بتعب على الصعيد النفسي ، فمن الخطورة بمكان ألا يعرف الأهل كيف يمكن أن يتعاملوا مع أطفالهم .. وأجسد في العمل دور أم لديها ولدان ، ابنتها الكبرى تغار من أخيها الصغير فتتدلل كثيراً وتتمارض ويظهر المسلسل كيف تحاول هذه الأم التعامل مع المشكلة .‏

ـ ما المحاور الأساسية المُقدمة في (الخبز الحرام) وما الصراعات التي تعيشها شخصية سهام فيه ؟‏

ألعب فيه دور سهام التي تستغل الفتيات لمآربها الشخصية ومصالحها المادية ، وبشكل عام يرصد العمل حكاية هؤلاء المستغلين وعلاقاتهم التي تؤدي للكسب الحرام فهم يقومون بأعمال غير أخلاقية وغير مشروعة ليحققوا مكاسبهم المادية ، وقد ذهب المخرج باتجاه الجرأة فيما يقدم .‏

ـ هل من وظيفة العمل الدرامي نقل الواقع كما هو أم تجميله أم الاجتزاء منه ؟‏

الكاتب الجيد هو الذي يقدم شخصيات موجودة في الحياة ، وينبغي أن تعتمد على الدراسة النفسية للإنسان ، فالنفس البشرية لها مراحل في التعامل معها وفق ظروفها ، وبالتالي ينبغي أن يأتي النص نتيجة دراسة ، فعلى سبيل المثال القاتل محكوم عليه أن يبقى هارباً خلال حياته كلها .. وبالتالي ينبغي أن توضع الشخصيات بشكل مدروس وليس بشكل عشوائي ، ففي النهاية الأحداث المُقدمة في العمل ينبغي ألا تكون مفبركة وإنما من صلب الحياة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية