|
لبنان لو صحّ مايقال لنا همساً من أن المفاوضات غير المباشرة (لاحظوا مدى الاستخفاف بنا) هي لتقطيع الوقت - مع أننا نشعر كما لو أنها لتقطيع أوصال الأرض كما لتقطيع أوصال الناس - ريثما تجري الانتخابات النصفية للكونغرس، أكثر من ذلك ريثما يحين موعد الانتخابات في اسرائيل والتخلص من بنيامين نتنياهو.. ولأننا سذج، كما نستشف من نصائحهم، أو إذا شئتم من نوع الأقراص المنومة التي تعطى لنا، علينا ألا نفكر أبداً بأن حزب «اسرائيل بيتنا» الذي يرأسه أفيغدور ليبرمان يعدّ العدة ليكون الحزب الثاني وحتى الأول في اسرائيل، ودائماً من خلال التعبئة المنهجية للمخالب. وعلينا ألا نفكر أبداً بأن الاسرائيليين دخلوا في الحقبة الايديولوجية الأشد هولاً: اجتثاث الفلسطينيين ولو اقتضى الأمر استخدام القنبلة النيترونية! لكنهم يعدوننا بأن الرئيس باراك أوباما سيكون حاسماً في طروحاته، يأخذ مثلاً أوروبا، ويلاحظ كيف أن القارة العجوز قفزت خلال أقل من ستة عقود من الحرب العالمية الثانية، بأبعادها، واشتقاقاتها، الكارثية، الى الوحدة السياسية، إذاً، أوروبا الجديدة فوق غابة من الجماجم، فلماذا لايكون الشرق الاوسط الجديد وبالصورة إياها؟ نريد أن نكون متفائلين، ونقول إن العقل لابد أن يحكم « الحالة » ولكن لماذا تقطيع الوقت بالسراب، بل بالخديعة، إن لم يكن بالتسول؟ استطراداً، نستطيع أن ننتظر، ونحن ورثة ذلك الانتظار الأبدي، ليس فقط كي تنتهي حكومة نتنياهو بل أيضاً كي تنتهي حياته، ولكن على الأقل لاتستخفوا بعقولنا، إن بقيت لنا عقول داخل تلك الدوامة.. المشكلة أن بعض من يُستخف بعقولهم يستخفون، بدورهم، بعقولنا؟ إذا قيل إن هذه طبيعة الأشياء في الشرق الأوسط نقول..لا!! |
|